لدى شركة "رايان إير" خُطة للعودة بقوة من الرُكود الذي ساد السفر الجوي، والاستيلاء على مساحة المطار، في حين لا يزال مُنافسوها الضعفاء يواجهون حالةً من التراجع.
وكان الرئيس التنفيذي "مايكل أوليري" قد قال في مقابلة، إنَّ شركة الطيران الأيرلندية ستستخدم طائرات "210 737 ماكس" التي ستحصل عليها من شركة "بوينغ" خلال السنوات الأربع المقبلة - بمُعدل رحلة واحدة في الأسبوع – بهدف التوسع في جميع أنحاء أوروبا.
وقال الرئيس التنفيذي البالغ من العمر 59 عاماً: "نحن اليوم هُنا في مفاوضات نشطة، في مطارات تقع في أمستردام، إسبانيا، إيطاليا، وألمانيا، التي شهدت انخفاضات هائلة في السعة الإنتاجية، سوف تتطَّلع إلينا من أجل استعادة حركة المرور الخاصة بها."
الهجوم
تستخدم شركة النقل الأكثر قيمة في أوروبا قوَّتها المالية لشنِّ هجوم قبل أن يتمكن مُنافسوها من التعافي. إذ كانت حركة النقل الجوي قد تعثَّرت هذا العام بعد أن أدت أزمة فيروس كورونا إلى خنق الطلب، في ظل تركيز شركات الطيران على توفير السيولة.
وفي حين أنَّ مشتريات الطائرات الكبيرة غير مطروحة على الطاولة بالنسبة لمعظم الشركات، فقد زادت "رايان إير" يوم الخميس طلبها لطائراتٍ من طراز "ماكس" بمقدار 75 طائرة.
وقال "أوليري" إنَّ شركة "رايان إير" تُخطط لفتح قاعدة جديدة في مدينة البندقية، في الوقت الذي قالت فيه شركة "إيزي جيت" مؤخراً، إنها ستُقلص عدد طائراتها، وتتوسع في وسط أوروبا، موطن مُنافستها الأصغر "ويز للطيران".
وكانت شركة "رايان إير"، ومقرها دبلن، قد افتتحت مقراً جديداً لها في مطار "بوفيه – تيه"، إذ ستقدم خدماتها لوجهات، تشمل روما وبرشلونة ومدريد.
المُفتاح
إنَّ مُفتاح هذا الجهد هو طائرات "ماكس" التي بحسب "أوليري" تستخدم وقوداً أقل بنسبة 16% من أسطول "رايان إير" الحالي المكوَّن من طائرات من طراز 737، وهي أكثر هدوءاً، وتتسع لثمانية عُملاء إضافيين.
وتتطلب الصفقة مع شركة "بوينغ" تحديد جدول تسليم مُكثَّف لتعبئة جميع الطائرات البالغ عددها 210 خلال أربع سنوات.
ويُراهن "أوليري" على أنَّ الطائرة ستمنحهُ ميزة التكلفة، وسيكون توقيت وصولها بدءاً من أوائل عام 2021 جيداً لعودة السفر الجوي بفضل اللقاحات التي بدأت في الظهور للتو.
وفي ظل تعرُّض كلٍّ من شركة "توماس كوك" المُتخصِّصة في العطلات، والمُشغل الإقليمي في المملكة المتحدة "فلاي بي" للإفلاس، في الوقت الذي تم فيه إغلاق شركة "جيرمان وينغز" التابعة لشركة "لوفتهانزا" الألمانية، فيما تقاتل شركة "آير شاتل النرويجية" من أجل البقاء، يرى "أوليري" في كل هذه الأحداث فُرصة.
من جهته يرى "ساش توسا"، المحلِّل لدى "إيجنسي بارتنرز"، أنَّ هذه مخاطرة، لكن من المُحتمل أن تحصل "ريان إير" على خصومات كبيرة في مقابل هذا الطلب، الذي تبلغ قيمته 9.4 مليار دولار.
ويقول "توسا": "أحد الأشياء التي يبحث عنها المستثمرون في "رايان إير"، هي وجود إدارة ذات خبرة كبيرة ومستعدة لتحمل المخاطر، وتكون مُغامرة للغاية من جهة التكلفة".
خطة الطوارئ
قد يأتي التهديد الرئيسي لشركة "رايان إير" من شركة "ويز للطيران" التي تتخذ من بودابست مقراً لها، التي تتمددُ الآن غرباً إلى مراكز مثل مطار "غاتويك". وكانت "ويز للطيران" قد طلبت 255 طائرة ذوات الهيكل الضيق من طراز "إيرباص إس إي"، وستحصل عليها حتى عام 2026، بالإضافة إلى ذلك تسعى هي الأخرى، للتوسع في أعقاب الوباء.
ويقول "دانييل روسكا" المُحلِّل "سانفورد سي بيرنشتاين" إنَّ "ويز للطيران" تستثمر في "إيرباص 321 نيو"، وهي طائرة ذات هيكل ضيق عالي السعة، وتتميز عن طائرة "ماكس" من ناحية السعر، وأضاف أن البديل "ماكس 10" من 737 التي تُناقش "رايان إير" شراءه من "بوينغ"، سيوفر مُدخرات أوثق.
وفي حال عدم انتعاش السفر مع حلول منتصف عام 2021، فستترك "رايان إير" بعض طائراتها من طراز 737 الأقدم واقفة على الأرض فترة أطول، وبحسب ما قال "أوليري" لتلفزيون بلومبرغ، فإنَّه يستثمر مع وضع أفق مدته 5 أو 10 سنوات في الاعتبار.
كما قال أوليري، إنَّ المشكلة الكُبرى تكمن في المدة التي ستستغرقها الأسعار للتعافي.
وأضاف قائلاً: "إذا كنا نبيع حمولات بقيمة 9.99 يورو، فسوف يرتفع الطلب". "السؤال هو كم عدد الرحلات التي يجب أن نبيعها بقيمة 9.99 يورو ؟".