تلقى جيم سيمونز، أحد المستثمرين الأكثر نجاحاً في العالم، للتوّ هزيمة نادرة. سيدفع مؤسس شركة إدارة صناديق التحوط الكمية "رينيسانس تكنولوجيز" وزملاؤه مليارات الدولارات ضرائب متأخرة وفوائد وغرامات لحل أحد أكبر النزاعات الضريبية في تاريخ الولايات المتحدة، بموجب شروط صفقة توصلت إليها الشركة مع دائرة الإيرادات الداخلية.
وكشف الرئيس التنفيذي لـ"رينيسانس"، بيتر براون، عن الاتفاق يوم الخميس في رسالة إلى المستثمرين اطلعت عليها "بلومبرغ". وفي حين أن الرسالة لم تحدد المبلغ الذي سيُدفع، فقد حدد محققو مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2014 الضرائب المحتملة غير المسددة في القضية بـ6.8 مليار دولار، قبل الفوائد والغرامات.
لطالما أكدت مصلحة الضرائب الأمريكية أن "رينيسانس" أخطأت في وصف الأرباح من صندوق "ميداليون" الرئيسي باستخدام ترتيب خيارات معقدة لتحويل مكاسب رأس المال قصيرة الأجل إلى مكاسب طويلة الأجل، تحظى بمعدل ضرائب أقل.
تعود ملكية "ميداليون" بشكل حصري تقريباً إلى الموظفين الحاليين والسابقين في شركة "إيست سيتوكيت" (East Setauket)، ومقرها نيويورك. ولا تمثل صناديق "رينيسانس" المفتوحة للأجانب، مثل صندوق الأسهم المؤسسية، جزءاً من النزاع الضريبي.
شروط الصفقة
بموجب شروط الصفقة، سيدفع سيمونز وستة أعضاء حاليين وسابقين آخرين في مجلس إدارة "رينيسانس" 100% من الضريبة الإضافية التي كانت مستحقة لو وصفوا المكاسب بأنها قصيرة الأجل، كما قالت مصلحة الضرائب الأمريكية.
تضم هذه المجموعة براون وروبرت ميرسر، الرئيس التنفيذي المشارك السابق والسياسي المحافظ المعروف، الذي كان داعماً بارزاً للرئيس السابق دونالد ترامب. وكذلك سيدفع أعضاء مجلس الإدارة أيضاً فوائد وغرامات لم تحدد بعد، فيما سيدفع مستثمرو "ميداليون" الآخرون 80% من الضريبة الإضافية عن تحقيق مكاسب قصيرة الأجل، إلى جانب الفائدة.
وفقاً للرسالة، دفع سيمونز البالغ من العمر 83 عاماً، الذي شغل منصب رئيس مجلس إدارة "رينيسانس" خلال الفترة التي كانت فيها تلك الخيارات قائمة، مبلغاً إضافياً قدره 670 مليون دولار لمصلحة الضرائب الأمريكية، ليحل مشكلة أخرى حددتها الوكالة بترتيبات الخيارات، تتضمن الأرباح المقتطعة.
كتب براون أن مجلس الإدارة اختار تسوية "بدلاً من المخاطرة بنتيجة أسوأ، بما في ذلك شروط وعقوبات أشد، قد تنجم عن التقاضي". وقال إن الشركة أمضت سنوات في التعامل مع مكتب الاستئناف التابع لمصلحة الضرائب. وإذا لم يتمكن دافع الضرائب من التوصل إلى حل هناك، فعادة ما ينتقل النزاع إلى محكمة الضرائب الأمريكية أو محكمة فيدرالية أخرى.
وقال متحدث باسم الشركة إن سيمونز وبراون وميرسر لم يكونوا متاحين للتعليق.
واحد من أفضل الصناديق
كشفت اللجنة الفرعية للتحقيقات الدائمة في مجلس الشيوخ قبل سبع سنوات أنه لأكثر من عقد من الزمان استخدمت "رينيسانس" الخيارات المبيعة من قِبل "دويتشه بنك إيه جي" و"باركليز بي إل سي" لإخفاء نحو 34 مليار دولار من الدخل في "ميداليون"، مما خفض السعر الذي يدفعه مستثمرو الصناديق بنفس القدر الذي يعادل 20 نقطة مئوية.
دافع براون ومسؤولون تنفيذيون آخرون في "رينيسانس" عن المعاملات في جلسة استماع في واشنطن، بحجة أن الشركة دخلت في الصفقات لأسباب غير ضريبية، وأنهم امتثلوا للقانون.
قال ستيفن روزنتال، محامي الضرائب والزميل الأول في مركز سياسة الضرائب (Urban-Brookings) في واشنطن، الذي أدلى بشهادته أيضاً، إن جلسة الاستماع "تسببت حقاً في هزيمة مصلحة الضرائب الأمريكية ودفعتها إلى بدء متابعة هذا الأمر بشكل أكثر قوة". وأضاف: "مصلحة الضرائب الأمريكية مرهقة بالموارد، لدرجة أنها لا تستطيع في كثير من الأحيان متابعة القضايا الجيدة، ولكن هنا أمسكت بواحدة منها".
يُعَدّ "ميداليون" واحداً من أفضل الصناديق أداءً في التاريخ، إذ يحقق نحو 40% عائدات سنوية منذ التأسيس في عام 1988. ويبلغ صافي ثروة سيمونز 25.7 مليار دولار، وفقًا لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.