أعرب العديد من سكان مدينة نيويورك عن استيائهم من كثرة ارتيادهم شواطئ تولوم أو المكسيك أو سانت بارتيلمي أو ميكونوس في اليونان، ليهربوا من مدينتهم إلى مكان آخر يرتاده جميع سكان نيويورك.
حاول الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص.. لكن خذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار
إذا كنت ترغب في الذهاب إلى الشاطئ للابتعاد عن البشر، فعليك البحث أكثر عن أماكن جديدة، بدلاً من الذهاب إلى الشواطئ المعروفة الفاخرة.
تُعتبر الوجهات الست المذكورة أدناه - التي لا يعرفها الكثير من الناس- من أفضل الأماكن التي يمكنك الذهاب إليها للابتعاد عمن تعرفهم، إضافة إلى حسن ضيافة السكان المحليين، الذي يمنحك شعوراً بأنك واحد منهم.
ليس ذلك فحسب، بل تُعتبر هذه الأماكن الطبيعية الخلّابة مثالية للظهور على البطاقات البريدية، كما أنها خالية من السياح الذين يحبون الظهور في صورك، كذلك فهي مليئة بالكهوف الخفية التي تنتظر منك اكتشافها، والأفضل من ذلك أنّ جميع هذه الوجهات قريبة من الأماكن التي تعرفها وتحبّها. ولكن الوقت يمرّ بسرعة وسرعان ما ستصبح هذه الأماكن معروفة لجميع الناس.
إن زُرتَ جزيرة "ميكونوس" اليونانية من قبل.. ما رأيك بتجربة جزيرة "زاكينثوس"؟.. هل سئمت من النظر إلى طواحين الهواء الجميلة في جزيرة ميكونوس؟ لا يمكن لأحد أن يسأم من ذلك! لكن ما رأيك بمكان آخر أكثر راحة للبال؟ توجّه الآن إلى جزيرة زاكينثوس الخلّابة التابعة لمدينة إيونية، التي اكتشفت حديثًا، وتجول في كهوفها اللؤلؤية اللامعة البعيدة عن الأنظار والخفية خلف الجبال الجيرية الشاهقة.
الجانبان الغربي والشمالي للجزيرة هما الأهدأ والأجمل، كما يوجد في جانبها الشمالي فيلا ومنتجع "بورتو زانتي"، ذو الجدران الحجرية، الذي قالت عنه "مينا آغنوس" ، الخبيرة بالسياحة اليونانية، ومديرة شركة "ترافيلايف"، إنّه يقدم تجربة غير مسبوقة، مضيفة: "تطل كل فيلا على مناظر مذهلة، إضافة إلى احتوائها على مسبح دافئ وشاطئ خاص بها".
ويأتي من بين أماكن الجذب الأخرى على هذه الجزيرة: شاطئ "حطام السفينة"، ذو المياه الزرقاء النقية (سُميّ بهذا الاسم لوجود حطام سفينة على رمال الشاطئ)، الذي تزينه بعض السلاحف البحرية كبيرة الرأس المهددة بالانقراض، إضافة إلى إمكانية استئجار اليخوت لقضاء يوم متنقلًا بين الشواطئ الأيونية.
لم توضع جميع الأماكن التي اكتشفها "كريستوفر كولومبوس" على خريطة العالم، مثال على ذلك، جزيرة سانت أوستاتيوس، إحدى أكثر الجزر البعيدة عن العين في منطقة البحر الكاريبي، المكتظة بالمنتجعات، التي اكتشفها "كولومبوس" لأول مرة عام 1493، دون أن يرد الكثير من المعلومات عنها منذ ذلك الحين. وتُعتبر المدينة الوحيدة فيها "أورنجستاد" أصغر عاصمة في العالم، ويبلغ عدد سكانها 3183 نسمة.
يمكنك الوصول إلى هذه الجزيرة المعروفة أيضًا باسم "ستاتيا" في رحلة قصيرة على متن طائرة صغيرة من جزيرة سانت مارتن، ويعتبر خبير الغوص "روبرت بيكر" في شركة "برو ترافيل" هذه الجزيرة من الأماكن المفضلة لديه على الإطلاق، قائلًا: "إنّ هذه الجزيرة غير معروفة كثيرًا، ومعظم الناس لا يعلمون بوجودها حتى.
يمكنك الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة ورؤية الكثير من أوراق الشجر الاستوائية الجميلة، إضافة إلى "حسن ضيافة الناس هناك ورغبتهم الشديدة بأن تقضي عندهم وقتًا ممتعًا". وقال "بيكر" أثناء إقامته في "أولد جين هاوس"ذي الطابع الاستعماري الهولندي: "شعرت وكأنني بين أصدقائي وعائلتي، إنّ هذه الجزيرة محاطة بحديقة بحرية وطنية وكثير من الشعاب المرجانية ومجموعة من الأسماك الاستوائية المحمية بطريقة مثالية".
قال "آشيش سانغراجكا"، أحد عشاق أمريكا اللاتينية ورئيس شركة "بيغ فايف تورز": "إنّ هذا الشاطئ معروف بين السكان المحليين، لكنه غير معروف للكثير من الرواد الغرب"، لأنّ معظم زوار البيرو يتجهون مباشرة إلى الوادي المقدس لا إلى الساحل، وهذا خطأ كبير!".
وأضاف أنّ مدينة مانكورا الشاطئية - القريبة من حدود الإكوادور التي تبعد عن العاصمة ليما مدة أربع ساعات في الطائرة - تُعتبر من بين أفضل الأماكن في أمريكا اللاتينية لممارسة رياضة ركوب الأمواج، إضافة إلى وجود منتجع "كيتشيك" الرائع بغرفه التسع المذهلة.
بإمكانك أيضًا استكشاف بعض الأماكن الأثرية في بيرو في مكان قريب اسمه "توكومي" يقارب عمر الآثار فيه الألف سنة، كما ستقوم شركة المنتجعات الفاخرة "إنكتيرا"قريبًا بافتتاح منتجع شاطئي في بلدة مجاورة لصيد الأسماك كانت مصدر إلهام الروائي "إرنست همنغواي" في روايته الشهيرة "الشيخ والبحر".
يقول الشريك في تأسيس شركة "بلاك توميتو" توم مارشانت: "لن ترى أي شخص آخر على شواطئ جزر أندامان الهندية سوى الفيلة. هذا كفيل بأن ترغب بزيارتها فمن لا يحب الفيلة؟ يوجد في جزر أندامان الهندية المزيد من الأماكن المميزة: كمدينة كلكتا، التي يسهل الوصول إليها وتُعدّ من أفضل الوجهات في العالم لممارسة الغوص، إضافة إلى فندق جالاكارا ذو الخمس نجوم.
ويضيف "مارشانت" لـ"بلومبرغ": "لقد حان الوقت لزيارة هذه الجزر العريقة قبل أن يتعرف عليها المزيد من الناس. تتمتع هذه الجزر بجمال طبيعي خلّاب مقارنة بالأماكن الصاخبة على البر الهندي، وتُعدّ بديلًا عن جزر المالديف وموريشيوس للاسترخاء".
لقد تحسّنت السياحة في البرتغال في 2018 بشكل كبير، ما جذب الكثير من السياح إلى مدنها الرومانسية ووديانها الساحرة، دون أن تشهد شواطئها الوعرة مثل هذا التحسن. وقالت "فرجينيا إروريتا" المتخصصة في تنظيم الرحلات إلى شبه جزيرة إيبيريا: "اكتشفت جميع الشواطئ في إسبانيا، لكن العديد من الأماكن على طول الساحل البرتغالي لا تزال برية وجميلة وغير مأهولة بالسكان، مثل بلدة أودسيش التي تقع عند ملتقى المحيط الأطلسي مع نهر سايكس ذي المنعطفات الحادة، الذي يفصل بين الغارف وألينتيخو".
ستجد هناك شواطئ نظيفة بين ضفاف النهر الملتفة وساحل المحيط البلوري، ويمكنك الانتقال من ضفة إلى أخرى باستخدام القارب، بحثًا عن ثعالب الماء أو أماكن منعزلة للابتعاد عن الناس.
يقول "أليكس مالكولم"، المؤسس والمدير الإداري لشركة جاكادا للسياحة إنّ جزيرة ليكوما المنعزلة عند بحيرة مالاوي يجب أن تُعتبر من أفضل الشواطئ في العالم، وذلك بسبب مياهها الصافية والهادئة ونشاطاتها الثقافية النابضة بالحياة وقرى الصيد التي يعج بها ساحلها.
كما نصح بالمكوث في منتجع كايا ماوا الذي صممت كل غرفة فيه بشكل منفصل، بالشراكة مع ورشة عمل محلية أنشئت لتمكين الأمهات العازبات، ويأتي جميع موظفيه من القرى المجاورة؛ ليمزج بذلك بين الوعي الاجتماعي والأصالة والألفة. كيف يمكنك الوصول إلى هناك؟ أولًا: يجب أن تسافر إلى جوهانسبرغ ومنها إلى ليلونغوي عاصمة مالاوي، ومنها يمكنك الذهاب إلى جزيرة ليكوما على متن طائرة صغيرة، وقد يتطلب الذهاب إليها بعض الجهد، لكنها تستحق ذلك.