أطلق القائمون على تطبيق "هوبر" (Hopper) لمساعدة المسافرين على تحديد الوقت المثالي لحجز تذكرة السفر الخاصة بهم، والآن يركّز هذا التطبيق على حجوزات الفنادق التي يمكنها المساعدة في توفير المال بشكل كبير، كما حدد خاصية تعمل على تتبع أسعار الفنادق وتوقعات ارتفاعها أو انخفاضها، والتي بدأت من مدينة نيويورك لتتوسع في أنحاء الولايات المتحدة.
وبناءً على تحليل البيانات، أظهر التطبيق قدرةً على توفير 270 دولارًا للمستخدم لكل رحلة مدتها أسبوع، وما يصل إلى 720 دولارًا على مدى 8 ليال. ويقول "فريدريك لالوند" (Frederic Lalonde) مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي لـبلومبرغ: "هذا يعني أنك ستكون قادرًا على الاستفادة من تقنية هوبر لتحقيق توفير أكبر فيما يتعلق بالفنادق".
وبعد المقارنة، يظهر أنه يوفر للمستخدمين 50 دولارًا في الرحلة الداخلية العادية، أو 120 دولارًا لكل رحلة دولية، فمنذ تأسيسها في عام 2007، جمعت الشركة تريليونات من النقاط البيانية من أجل عمليات البحث عن تذاكر الطيران، والتي تغطي جميع أنحاء العالم، وهي تضيف 300 مليار نقطة بيانية جديدة شهريًا.
وكما هو الحال مع السفر جوًا، فإن تنبؤات هوبر حول أسعار الفنادق، هي نتيجة بحث وتجميع عميق للبيانات، حيث كان لدى الشركة 100 مليون نقطة بيانية خاصة بمدينة نيويورك وحدها حتى أواخر 2017، لتغطي الأسعار في 600 فندق على مدار 12 شهرًا مضت و6 أشهر قادمة.
ويقدم تطبيق "هوبر"، كل هذه المعلومات في شكل نصائح وتوصيات مألوفة وسهلة الفهم للمستخدم؛ إذ أنه في البداية، يظهر تقويم بألوان ذات دلالات تبيّن للمسافرين إن كانت توقعات الأسعار أعلى أو أقل من المتوسط خلال التواريخ التي يفضلونها؛ إنها طريقة سهلة لمعرفة ما إذا كان تعديل تواريخ الرحلة قد يحقق توفيرًا كبيرًا.
وبعدها، يقدم التطبيق مجموعة محدودة من الفنادق التي يختارها فريق "هوبر" ليعكس أفضل الخيارات تصنيفًا في كل فئة من فئات النجوم، إضافة إلى تقديم المشورة للمسافر إما بالانتظار أو بالحجز فورًا.
وحتى أواخر 2017، ضم التطبيق 25 فندقًا في جميع أنحاء نيويورك، مع ما يقارب ثُلث هذه القائمة من فنادق الدرجة الخاصة وخيارات الإقامة الفاخرة من فئة الخمس نجوم. وبحسب "لالوند"، فإن هناك خصائص إضافية متطورة ستأتي مع توسيع التطبيق ليشمل أكثر من 50 فندقًا في المدينة.
ضمان أفضل سعر
تجمع علاقة متضاربة من الحب والكراهية بين قطاع الفنادق ووكالات السفر الإلكترونية (OTA)، مثل: "إكسبيديا" (Expedia) و"أوربيتز" (Orbitz) و"هوبر"، ولكون هذه المواقع تعمل غالبًا وفق مبدأ العمولات التي تدفعها الفنادق لها، ويحاول أصحاب الفنادق زيادة هامش ربحهم من خلال الترويج لفنادقهم بأنّها الأفضل سعرًا عندما يحجز العملاء مباشرة دون انتظار. ومع ذلك، تتمتع هذه الوكالات بتأثير كبير على سير أعمال الفنادق، تتيح للمسافرين المقارنة بينها قبل الحجز.
ويقدم "هوبر"- كأي وكالة سفر إلكترونية منافسة أخرى- إمكانية إجراء الحجوزات داخل التطبيق ويحصل على العمولات مقابلها، كما يدعي أنه يعرض فقط أفضل سعر ممكن للفنادق على تطبيقه، ويقول لالوند: "نحن نقوم بالتحقق من جميع المواقع المنافسة على مدار الساعة، ونضمن أنه لا يوجد أسعار أدنى لديها".
لكن مع اختبارات بلومبرغ أثناء إطلاق التطبيق التجريبي، لم يتحقق الوعد، إذ وجد أن خلال فترة محددة من التواريخ لشهر ديسمبر مثلًا، أظهر فندق "ريفاينري" (Refinery Hotel) في وسط المدينة سعرًا يبلغ 262 دولارًا على "هوبر"، مع توقع انخفاض السعر بمبلغ 18 دولارًا. لكن في نفس التواريخ، أظهر منافسو التطبيق - من بينهم "هوتلز.كوم" (Hotels.com) و"إكسبيديا" و"أوربيتز" و"تريب آدفايزر" (TripAdvisor) - سعرًا أقل بقليل يبلغ 260 دولارًا، وهو نفس السعر الظاهر على الموقع الإلكتروني الخاص بالفندق.
ولعل أكثر الأمثلة وضوحًا، كانت الغرفة في فندق "نيكيربوكر" (Knickerbocker)، إذ يمكن حجزها مقابل 264 دولارًا على "هوبر"، وهو السعر ذاته المتوفر على "هوتلز.كوم" و"إكسبيديا". بينما موقع الفندق نفسه و"برايس لاين.كوم" (Priceline.com) و"بوكينغ.كوم" (Booking.com) جميعها قد أدرجت سعرًا يبلغ 223 دولارًا، مع العلم أن نصيحة التطبيق كانت: "الأسعار لن تنخفض. احجز الآن"، وتنتج هذه الهفوات عن أن التطبيق ما زال في طوّر النمو، إذ يقول متحدث باسم التطبيق أن ميزة مطابقة الأسعار سيتم طرحها قريبًا.
قاعدة ذهبية!
هل تذكرون خرافةً تربط بين انخفاض أسعار تذاكر الطيران ويوم الثلاثاء؟ ساعدنا "هوبر" على إثبات بطلان هذه الخرافة، لكن "لالوند" يؤكد وجود قاعدة ذهبية تنطبق على غالبية حجوزات الفنادق، وهي على حد قوله "إن تحجز قبل شهرين إلى ثلاثة أشهر هو أفضل وقت لحجز فندق، فالرحلات في مواسم الذروة - مثل نيويورك في فترة رأس السنة - قد تتطلب تخطيطًا لسنة مسبقًا. بينما في المقابل، من الأفضل أن تحجز رحلات الطيران الترفيهية (إلى وجهات غير تجارية مثل هاواي) قبل شهر واحد فقط مقدّمًا.
وأضاف "لالوند": "نرى أنه يجب عليك ألا تبدأ بتتبع أسعار تذاكر الطيران إلا بعد حجزك للفندق"، واصفًا ذلك بأنه أكثر اكتشاف يثير الاهتمام ممّا توصّل إليه حتى الآن بشأن حجز الفنادق.
وفسّر هذا الأمر بأن أسعار شركات الطيران، ترتفع قبل أسبوعين تقريبًا من موعد الرحلة، مع ضمانهم أن المقاعد الفارغة المتبقية سيحجزها المسافرون على درجة رجال الأعمال ذوي مواعيد السفر المحددة وغير القابلة للتغيير.
من جهة أخرى، أي قاعدة ذهبية لها استثناءاتها، إذ يُفضل حجز الرحلات إلى الوجهات التجارية الرئيسية قبل 90 يومًا، أو بالتزامن مع حجز الفندق. ووفقًا لما قاله "لالوند"، فإن أولئك الذين يرغبون في اغتنام فرصة الحجز في اللحظة الأخيرة، قد يكون لديهم فرصة جيدة للحصول على خصم بالنسبة لحجوزات الفنادق، ولكن ليس تذاكر الطيران.
وفي الوقت الذي تستخدم فيه شركات الطيران خوارزميات متطورة لزيادة الأرباح التي يمكن أن تحصل عليها لقاء كل مقعد، فإن حوالي 8 بالمئة فقط من الفنادق تستخدم مثل هذه البرامج لضبط أسعارها. وهنا يقول "لالوند": "هذا يعني أن هناك القليل من النظام في إدارة الإيرادات، إذ أن القطاع يسير اعتمادًا على الحدس إلى حد كبير". فأي مدير للإيرادات في أحد الفنادق قد يخفض أسعار الغرف المتبقية في اللحظة الأخيرة، وهو أمر نادرًا ما تفعله أجهزة الكمبيوتر في شركات الطيران.
سفر معتمد على الذكاء وليس على الميزانية
في النهاية، يبدو "هوبر" أكثر اهتمامًا بعمليات الشراء الأكثر ذكاءً، بدلًا من عمليات الشراء الأرخص، ويقول "لالوند": "جيل الألفية، الذي يشتري 67 بالمئة من تذاكر الطيران، لا يبحث عن أقل الأسعار: بل يميل إلى إعطاء الأولوية للرحلات المباشرة أو الرحلات قصيرة التوقف أكثر من الرحلات منخفضة التكلفة".
ما يهتم به المشترون هو الحصول على أفضل صفقة مقابل أموالهم، وهذا هو السبب وراء قيام "لالوند"، بإثراء قائمته بالفنادق ذات الدرجة المتوسطة والراقية. كما أنه وظف فيديوهات وصور مستوحاة من "إنستجرام" (Instagram) لكل فندق في التطبيق، التي من المفترض أن تعكس ما هو أكثر شفافية من الصور المُحسّنة على مواقع الفنادق الإلكترونية.
على صعيد آخر، سينقل الذكاء الاصطناعي التطبيق إلى المستوى التالي. ففي نهاية المطاف، سيتعلم تفضيلات المستخدمين من الوجهات والفنادق، وإرسال الإشعارات لهواتف المستخدمين حين تقدم الفنادق ذات الصلة أسعارًا مغرية –تمامًا مثل إشعارات رحلات الطيران، التي تؤدي حاليًا إلى أكثر من 20 بالمئة من حجوزات تذاكر الطيران لدى الشركة.
والآن، يرتكز الأمر على تجميع البيانات الكافية لجعل تنبؤات الفنادق جديرة بالثقة كما هو الحال بالنسبة لرحلات الطيران، بالإضافة إلى القدرة على خدمة المزيد من المناطق. ففي الخطوة المباشرة التالية، هناك لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وميامي. وبعدها، سينتقل "هوبر" ليعطي الأولوية لـ 25 وجهة من أكثر الوجهات التي يتتبعها متسوّقو تذاكر الطيران، ومنها شيكاغو وأوستن وباريس ولندن.
ويقول "لالوند": "نؤمن بالاستفادة من كميات كبيرة جدًا من البيانات لتمكين المستهلك"، وأضاف: "وفي الفنادق - كما هو الحال في الطيران – سنحقق النجاح نظرًا لعمق وجودة البيانات التي نقدمها".