نقلت رحلة "ريتشارد برانسون الصاروخية" الى أعلى من 80 كيلومتراً فوق سطح الأرض المستثمرين في شركته للسياحة الفضائية إلى علوٍّ جديد بدورهم.
أكمل الملياردير السبعيني مع خمسة من موظفيه رحلة تجريبية طال انتظارها إلى الفضاء الأحد. يدعم نجاح المهمة التي دامت ساعة واحدة خطة شركة "فيرجن غالاكتيك" (Virgin Galactic) لبدء رحلات سياحة الفضاء لأوَّل مرة العام المقبل.
قال برانسون للضيوف في مجمع "سبيس بورت أمريكا" بالقرب من بلدة تروث أور كونسكيونسيس الواقعة في ولاية نيومكسيك: "مرحباً بكم في فجر عصر الفضاء الجديد."
من جهته، كتب كين هربرت المحلل في "كاناكورد جينيوتي" (Canaccord Genuity) في مذكرة بحثية، إنَّ إنجاز برانسون هو "انقلاب تسويقي هائل" لشركة "فيرجن غالاكتيك" يصعب على الناس تجاهله. وأضاف: "سيكون التحدي الآن بالنسبة للشركة هو الحفاظ على الزخم، ووضع خطَّة طيران في عام 2022 ذات إيقاع إطلاق تجاري متكررٍ ومتزايد."
ارتفعت أسهم "فيرجن غالاكتيك" 2.4% في تداول ما قبل السوق إلى 50.36 دولاراً في 9:02 صباحاً في نيويورك. وقفز السهم لفترة وجيزة بما يصل إلى 22 % في وقت سابق، وقد بلغ أعلى بقليل من أعلى مستوى له كان قد سجله في فبراير.
كما تضاعفت أسهم الشركة التي تتخذ في لاس كروسيس في ولاية نيو مكسيكو مقرَّاً لها، هذا العام حتى يوم الجمعة، لترفع قيمتها إلى حوالي 11.8 مليار دولار.
ينتظرون الانطلاق
تخطط "فيرجن غالاكتيك" لبدء العمل مطلع 2022 لتلبية تراكم نحو 600 حجز عميل مؤكَّد. قالت الشركة، إنَّها ستستأنف مبيعات التذاكر بعد الرحلات التجريبية الصيفية، فقد قال التنفيذيون، إنَّ الأسعار ستكون أعلى من السعر السابق البالغ 250 ألف دولار للمقعد.
تبدأ الرحلة الى ما دون المدار بشهر تاريخي لمستقبل السياحة الفضائية؛ فقد استعرض برانسون قدرات "فيرجن غالاكتيك" قبل تسعة أيام من خطط مؤسس شركة "أمازون" جيف بيزوس للطيران على صاروخ من صنع مشروعه الفضائي "بلو أورجن" (Blue Origin). كما تعوِّل الشركتان على خدماتها، وتستهدف السياح الأثرياء المستعدين لدفع مبالغ كبيرة لقاء فترة قصيرة من انعدام الوزن، ونظرة لن تنسى إلى كوكب الأرض والسماء.
أثبت إطلاق "فيرجن غالاكتيك" التجريبي أنَّ مثل هذه الرحلات التي كانت ضرباً من خيال العلمي، أصبحت واقعية بشكل متزايد.
وفي حين أنَّها غالباً ماتكون صعبة المنال، إلا لعدد ضئيل من العملاء من فاحشي الثراء؛ إلا أنَّها ستضيف بعداً جديداً للصناعة المزدهرة لشركات الفضاء التابعة للقطاع الخاص، مع خطط لرحلات إلى محطة الفضاء الدولية، والمواقع المتقدِّمة التي بلغتها البشرية.
شعر برانسون وصحبه من أعضاء الطاقم ببضع دقائق من انعدام الوزن عندما وصلت مركبتهم ذروة ارتفاعها.
في هذا السياق، قال مهندس العمليات كولين بينيت بعد ذلك: "نظرت من النافذة وكان المنظر مذهلاً. إنَّه نمط من الزنِّ؛ هناك نوع من شعور شديد بالسلام."
من جهته، قال برانسون، الذي أسَّس شركة "فيرجن غالاكتيك" في عام 2004، إنَّ ذكرى رؤية الأرض من الفضاء ستصاحبه. وأضاف شارحاً: "لا يمكنني أن أوفي حقها بكلمات، لأنَّ جمالها فوق الوصف."