قام الملياردير ريتشارد برانسون وخمسة موظفين من شركة "فيرجن غالاكتيك" برحلة تجريبية رئيسية إلى الفضاء اليوم الأحد، مما يعزز خطط الشركة لإطلاق الرحلات السياحية في العام المقبل.
هبطت طائرة الفضاء فوق الأرض في نيو مكسيكو في حوالي الساعة 9:38 صباحًا بالتوقيت المحلي. ومن المتوقع أن يناقش برانسون وطاقم الرحلة في مؤتمر صحفي في وقت لاحق اليوم الأحد نتائج الرحلة.
مسار الرحلة
انفصلت طائرة الفضاء التابعة لشركة فيرجين جالاكتيك التي تقل مؤسس الشركة ريتشارد برانسون وخمسة موظفين كما هو مخطط لها عن طائرة حاملة لبدء رحلتها الصاروخية.
أشعلت الطائرة "في في إس يونيتي" محركها الصاروخي بعد انفصالها عن الطائرة الحاملة على ارتفاع حوالي 45 ألف قدم (13700 متر).
خطط الطاقم للصعود إلى حوالي 290 ألف قدم ، أو 55 ميلاً (89 كيلومترًا) فوق الأرض، قبل العودة إلى مدرج نيو مكسيكو. كانت الرحلة بدأت في الساعة 8:40 صباحا بالتوقيت المحلى وكان من المتوقع أن تستمر الرحلة أكثر من ساعة.
تؤسس الرحلة شبه المدارية لشهر تاريخي في مستقبل السياحة الفضائية، حيث يتطلع برانسون إلى إظهار قدرات "فيرجن غالاكتيك" قبل تسعة أيام من خطط مؤسس "أمازون" جيف بيزوس للطيران في رحلة إلى الفضاء على صاروخ من صنع مشروعه الفضائي "بلو أوريجين".
تسعى كلتا الشركتين لتقديم خدماتها للسائحين الأثرياء الراغبين في دفع أعلى قيمة من الدولارات للحصول على رحلة سياحية لفترة قصيرة من انعدام الوزن وإطلالة لا تُنسى على الأرض والسماء.
مر برانسون، 70 عامًا، وزملاؤه من أفراد الطاقم بحوالي أربع دقائق من انعدام الوزن، بعد الوصول إلى أعلى ارتفاع لها، تم تصميم الوحدة للدوران في الفضاء والعودة إلى مجمع مطار لطائرات الفضاء الأمريكي بنيو مكسيكو.
استغرقت المهمة نحو ساعة، وهي الرحلة التجريبية الثانية والعشرين للمركبة الفضائية والأولى مع طاقم كبير.
أطلقت "فيرجن غالاكتيك" على الرحلة اسم "يونيتي 22" ، وهي الأولى في اختبارين تخطط لهما الشركة هذا الصيف قبل مهمة تدريب رواد الفضاء مع أفراد القوات الجوية الإيطالية في وقت لاحق من هذا العام.
وخلال الرحلة يقوم برانسون بتقييم تجربة العملاء خلال الرحلات التي تخطط الشركة لإطلاقها، بدءاً من عمليات التحضير حتى استكمال الرحلة على متن الطائرة.
طاقم الرحلة
- ديف ماكاي "ماك"، رئيس الطيارين، وهو من أوائل الموظفين المعينين في "فيرجن غالاكتيك". عمل طيار اختبار سابق في سلاح الجو الملكي البريطاني وطيار بوينغ 747 في شركة فيرجن أتلانتيك إيروايز ليمتد المدعومة من برانسون، ونشأ في قرية ريفية في شمال اسكتلندا، وأصبح أول اسكتلندي يطير إلى الفضاء.
- مايكل ماسوتشي "سوش"، طيار. وهو ضابط متقاعد بسلاح الجو الأمريكي يتمتع بخبرة تزيد عن 10000 ساعة بطائرات U-2 و F-16 ، إلى جانب العشرات من أنواع الطائرات الأخرى. انضم إلى "فيرجن" في عام 2013 وسافر إلى الفضاء لأول مرة في عام 2019.
- سيريشا باندلا، نائبة رئيس "فيرجن" للشؤون الحكومية. وستعمل على "بحث تجريبي" أثناء الرحلة بتجربة نباتية من جامعة فلوريدا. ولدت في جونتور بإقليم أندرا براديش في جنوب الهند، وستصبح ثاني أمريكية من أصل هندي تسافر في الفضاء.
- كولين بينيت، مهندس بـ "فيرجن غالاكتيك". ويقوم بتقييم إجراءات المقصورة أثناء الرحلة التجريبية. عمل بينيت في شركة "فيرجن غالاكتيك" كمهندس عمليات لمدة ست سنوات في كاليفورنيا، وفقًا لصفحته على لينكدإن، وعمل سابقًا مهندساً في شركة فيرجن أتلانتيك.
- بيت موسى، كبير مدربي رواد الفضاء في "فيرجن". وتعد تلك الرحلة هي الثانية لها للفضاء بعد رحلة في فبراير 2019. وبتلك الرحلة تكون موسى رقم 571 الذي يسافر إلى الفضاء، وفقًا لـ "فيرجن غالاكتيك". وستكون مديرة الاختبار في رحلة اليوم الأحد وقائدة المقصورة. عملت موسى في الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء لمدة 24 عامًا قبل انضمامها إلى الشركة. وزوجها هو مايك موسى، رئيس "فيرجن غالاكتيك" لبعثات الفضاء والسلامة.
تجارب متعددة
حلقت "فيرجن" بالنظام المكون من مركبتين آخر مرة في 22 مايو. وقالت الشركة حينها إن الوحدة كانت تعمل بشكل جيد بعد أكثر من شهرين من العمل لتقليل التداخل الكهرومغناطيسي الذي أخر الاختبار الذي كان مخططا له في فبراير 2021. وفي رحلة جوية في ديسمبر 2020، فشل محرك الصاروخ في الاشتعال وعادت المركبة الفضائية إلى مطار طائرات الفضاء.
كان الاختبار الذي تم إجراؤه في شهر مايو أول رحلة طيران ناجحة للشركة منذ فبراير 2019. وعقب الاختبار الذي أجري منذ أكثر من عامين، اكتشف مهندسو الطيران تلف بدن المركبة الفضائية من ضغط الهواء الذي تراكم بعد تغطية فتحات التهوية عن طريق الخطأ، وفقًا لما ورد بكتاب "اختبار الآلهة"، وهو كتاب نشره هذا العام الكاتب نيكولاس شميدل في نيويورك.
تخطط الشركة للبدء في العمل على ما يقرب من 600 عميل مؤكد في أوائل عام 2022. وقالت الشركة إنها ستستأنف مبيعات التذاكر بعد الرحلات التجريبية الصيفية، حيث أشار المسؤولون التنفيذيون إلى أن الأسعار ستكون أعلى من السعر السابق البالغ 250 ألف دولار للمقعد.
تضاعفت أسهم "فيرجن غالاكتيك" هذا العام حتى يوم الجمعة، حيث قُدرت قيمة الشركة الناشئة بنحو 12 مليار دولار.