هل تبحث عن سيارة مستأجرة رخيصة لعطلتك بأوروبا؟.. للأسف مستحيل

شعار شركة "يوروبكار" لتأجير السيارات. - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة "يوروبكار" لتأجير السيارات. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

هل تفكر في حجز عُطلة أوروبية هذا الصيف؟ إذا كانت اختبارات فيروس كورونا، وقواعد التطعيم والقيود على الحدود تبدو صعبة، فانتظر حتى تحاول العثور على سيارة مستأجرة.

مع إعادة فتح البلدان في أعقاب الوباء، تسبَّبت سلاسل التوريد المعطَّلة في نقصٍ بمجموعة من المنتجات والخدمات، مما زاد المخاوف بشأن تضخُّم أسعار المستهلكين.

ارتفاع الأسعار

يعدُّ تأجير السيارات مثالاً على ذلك، إذ تعاني الشركات العاملة في المجال من نقصٍ في المعروض للدرجة التي سيضطر فيها المستهلك الذي سيختار قضاء إجازة شاطئية في الخارج هذا العام، إلى دفع علاوة باهظة للسيارة المستأجرة، في حال تمكُّنه من العثور على واحدة.

تقول شركة "يوروب كار موبيليتي غروب"، الرائدة في السوق من هذا الجانب من المحيط الأطلسي، إنَّ أسعار الترفيه يمكن أن تكون "صحية للغاية" هذا العام، وتعني هذه الجملة أنَّ الأسعار سترتفع.

وفي حين تجلب معاناة ميزانية المصطافين سعادة إلى عمالقة الإيجارات المتعافين، إلا أنَّ هذا الوضع يكاد يكون مؤقتاً؛ لأنَّ الأسعار ستعود إلى طبيعتها في مرحلة ما.

إفلاس الشركات

ترتكز آليات التسعير على شكلٍ واضح ومباشر. فعندما بدأ الوباء، انهارت عائدات شركات تأجير السيارات، مما دفعها إلى تخفيف مخزونها من المركبات لحماية ميزانياتها العمومية، وتقدَّمت شركتا "يوروب كار"، و"هيرتز غلوبال هولدينغز" بطلب لحماية الدائنين من أجل إعادة هيكلة ديونها.

حالياً، يقلُّ حجم المركبات التي يمتلكها معظم المُشغِّلين الكبار، بمقدار الثلث، مقارنة بما كانت عليه منذ عام، بل وتقلَّصت بعض الأساطيل الدولية بأكثر من ذلك.

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

أزمة نقص السيارات الجديدة

لقد اعتادت هذه الشركات على تعديل أساطيلها لتتناسب مع الطلب، فهم عادة يبدأون في شراء المزيد من السيارات في هذا الوقت من العام، من أجل تلبية الزيادة الصيفية في نصف الكرة الشمالي.

ومع ذلك، أصبح الحصول على سيارات جديدة أكثر صعوبة، بسبب نقص أشباه الموصلات الذي يؤثِّر على صناعة السيارات، مما دفع بعض شركات صناعة السيارات إلى إعطاء الأولوية لعمليات التسليم لعملاء التجزئة، بدلاً من مشتري أساطيل السيارات المستأجرة لأنَّهم يجنون المزيد من المال بهذه الطريقة.

وبعد عام من الانتكاسات، تتخوَّف شركات التأجير أيضاً من إضافة عدد كبير للغاية من السيارات مرة أخرى، والوقوع في مشكلة مع سعة كبيرة مرة أخرى.

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

صعوبة استقراء المستقبل

كما يُصعِّب الأشخاص الذين يحجزون الرحلات في وقتٍ قصير- على صناعة التأجير- إمكانية تحقيق توازن العرض، والطلب بشكلٍ صحيح.

إذ تقول شركة "يوروب كار"، إنَّ العملاء يحجزون ثلاثة أيام فقط مقدَّماً في المتوسط، ولذلك يصعب استقراء الطلب المستقبلي.

وعندما تقدِّم الشركة طلباً لشراء سيارة، يستغرق تسليم السيارات حوالي ثلاثة شهور عادة، ويُنذر وقت التأخير هذا بمعاناة محتملة من قبل المصطافين.

وبرغم التقارير عن ارتفاع أسعار إيجارات السيارات في "مايوركا"، بسبب تمكُّن الألمان من السفر إليها في شهر مارس، بدأ للتو السفر عبر الحدود في معظم أنحاء أوروبا مرة أخرى.

وللحصول على لمحة عما يمكن أن يحدث، انظر فقط إلى الولايات المتحدة، فقد تمَّ تسريع برنامج التطعيمات بشكل أكبر، في حين تعاظمت مشكلة أسعار تأجير السيارات بشكل كبير. وبحسب ما ورد، فلقد لجأ المصطافون في "هاواي" إلى استئجار الشاحنات الأرخص سعراً من شركة "يو-هول" المتخصصة في تأجيرها.

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

تحول درامي

كان التحوُّل في الصناعة درامياً أيضاً للدرجة التي سيحصل فيها مساهمو"هيرتز" على تعويضات بعد خروج الشركة من (الفصل 11)، وهو أمر غير معتاد في هذه المواقف. وارتفعت أسهم شركة"إفيس بادجت غروب" بمقدار 10 أضعاف منذ انخفاض العام الماضي، ووصلت ربحيتها المحلية إلى مستوى قياسي حتى هذا الوقت من العام.

تحاول شركات التأجير اللحاق بالركب عن طريق شراء سيارات مستعملة أو الاحتفاظ بأساطيلها الحالية لفترة أطول، وهذا لا يعني بالضرورة المساومة على جودتها، نظراً لأنَّه لم يتم قيادة السيارات كثيراً العام الماضي.

كما يُعدُّ توسيع نطاق مورِّدي المركبات خياراً آخر، ففي الصيف الماضي، تسلَّمت "كورسيكا" عشرات السيارات الكهربائية المستأجرة التي أنتجتها الشركة الصينية غير المعروفة "آي ويز" (Aiways).

إلا أنَّ السؤال المطروح للمستثمرين الآن يدور حول إمكانية استمرار تعافي الأرباح. ففي الوقت الذي أجبر فيه الوباء هذه الشركات على معالجة التكاليف المتضخمة، الذي أدى أيضاً إلى تحكُّم حفنة من العلامات التجارية في الغالبية العظمى من السوق، ستُشكِّل حروب الأسعار خطراً دائماً بعد انتهاء تقييد المعروض من السيارات.

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

احجز سريعاً

من هنا، على العملاء اتباع هذه النصيحة البسيطة: احجزوا في أقرب وقت ممكن، وخذوا في الاعتبار أنَّ بعض مواقع مقارنة الأسعار تقدِّم الإلغاءات مجاناً.

تحقَّقوا أيضاً من توفّر السيارات قبل شراء تذاكر الرحلات الجوية، أو التفكير في سيارة الأجرة، وإن لم تفعلوا ذلك، استعدوا للانتظار في صف طويل بمكتب التأجير.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك