هبت نسائم التغيير، وأصبحت سوق المزادات التي لطالما هيمنت عليها الأعمال التي يصنعها رجال من البيض تظهر بعض العلامات على التنوع، ليس فقط في المعروضات، وإنما في مقدار ما يستعد الأشخاص لدفعه.
قالت بوني برينان، رئيس منطقة الأمريكيتين في دار "كريستيز" : "بطريقة ما أصبح العنوان الرئيسي الأسبوع الجاري هو التنوع من نواح كثيرة للغاية.. وليس فقط في الفنانين أنفسهم وإنما في شكل الأعمال الفنية وأسلوبها وأسعارها.. بالتأكيد كانت هناك نتائج قوية للأسماء المعروفة ولكن كانت اللحظات الأكثر إثارة الأسبوع الجاري تتعلق بالفنانين الجدد والصاعدين"..
على مدار أسبوع مزادات مايو في نيويورك، بيعت العديد من الأعمال الفنية التي تزيد قيمة كل واحدة على 15 مليون دولار بعد القليل من العطاءات، وفي بعض الأحيان تنافس العشرات على أعمال فنية أسعارها أقل لفنانين غير معروفين، وتقول برينان إنه كان هناك الكثير من القطع الفنية في مزاد الثلاثاء الماضي وأيضا مزاد الخميس ليلا وكان يصل عدد المشترين عبر الهاتف إلى العشرات.
واشتد الحماس في مزاد ليلة الثلاثاء في "كريستيز" بشكل خاص على أعمال جوردان كاستيل (مواليد 1989)، ونينا شانيل أبني (1982)، ورشيد جونسون (1977) الذي أثارت لوحته "Anxious Red Painting December 18th" ، والتي أكملها العام الماضي، وابلا من العطاءات من المزايدين عبر الهاتف في غرفة المبيعات، حسبما قالت برينان، مضيفة أنها بيعت بسعر 1.95 مليون دولار، أي بعلاوة تتجاوز أعلى تقدير عند 300 ألف دولار.
زخم فني
وشهد مزاد "سوثبيز" في الليلة التالية زخما مماثلا، وكانت هناك حرب أسعار امتدت لسبع دقائق على لوحة روبرت كوليسكون التي رسمها في عام 1975 بعنوان "جورج واشنطن كارفر يعبر ديلاوير: صفحة من كتاب التاريخ الأمريكي" ( George Washington Carver Crossing the Delaware: Page from an American History Textbook)، والتي تعد بمثابة تقليد للوحة إيمانويل لوتز "واشنطن يعبر ديلاوير" (Crossing the Delaware).
وبيعت في النهاية إلى متحف لوكاس للفنون السردية مقابل 15.3 مليون دولار، متجاوزة أعلى تقديرات عند 12 مليون دولار، كما بيعت لوحة لسلمان تور، الذي كان معرضه الفردي في متحف "ويتني" للفنون الحديثة أوائل العام الجاري بمثابة معرض لا يجب الإغفال عنه، مقابل 867 ألف دولار، بزيادة عن أعلى تقدير عند 80 ألف دولار فقط.
أما في ليلة الخميس في "كريستيز"، فكانت هناك منافسة طويلة ومثيرة على عمل لأحد الأسماء المعتادة. وبدأت العطاءات على لوحة بيكاسو "Femme Assise Près d'une Fenêtre (Marie-Thérèse) "، العائدة لعام 1932 بحوالي 54 مليون دولار، ثم ارتفعت بشكل مطرد بفضل أربعة مزايدين منفصلين عبر الهاتف، وفي النهاية استمرت المنافسة بين اثنين من جامعي القطع الفنية المصممين للغاية والذين رفعا السعر النهائي على مدار 19 دقيقة و27 ثانية إلى 90 مليون دولار، وبإضافة رسوم دار المزادات وصلت قيمة اللوحة إلى 103.4 مليون دولار، ما يجعلها خامس أغلى لوحة تباع لبيكاسو في مزاد، وفقا لبيانات أسعار "آرت نت" (Artnet).
رغم كل الحديث عن التنوع، ظلت قمة السوق دون تغيير، وهيمنت أسماء "بيكاسو"، و"مونيه"، و"فان جوخ"، و"وارهول" على أعلى الأسعار، وكان الاستثناء الوحيد هو جان ميشيل باسكيات، الذي توفي في الـ 27 من عمره في عام 1988.
جنون باسكيات
ولا تعد أعمال باسكيات جديدة على السوق ولا رخيصة، ومع ذلك، ففي أقل من 24 ساعة، تنافس ما لا يقل عن 11 مزايدا على اثنين من أعماله الفنية.
وفي ليلة الثلاثاء في دار "كريستيز"، كان يرغب 6 مشترين على الأقل في دفع ما يزيد على 50 مليون دولار لرسمته "In This Case" العائدة لعام 1983، ما رفع قيمتها الإجمالية إلى 93.1 مليون دولار.
وفي "سوثبيز" يوم الأربعاء، تعارك خمسة مزايدين على "Versus Medici" التي تعود لعام 1982، ما رفع السعر إلى 44 مليون دولار، وبإضافة رسوم المزاد التي يدفعها المشتري وصل الإجمالي إلى 50.8 مليون دولار، أي أعلى قليلا من أعلى تقدير.
يقول تاجر القطع الفنية، كريستوف فان دي ويجي: "أعتقد أنه بالنسبة لسوق باسكيات، كان [هذا الأسبوع] مغيرا لقواعد اللعبة.. وبيعت أعماله لبعض هواة الجمع المهمين للغاية.. وهؤلاء الأغنياء لا يحتاجون إلى المال، وينظر الناس إلى باسكيات كواحد من أهم الرسامين في القرن العشرين والأسعار تظهر ذلك بالتأكيد".
وأضاف فان دي ويجي أن الطلب على أعمال باسكيات عالمي، قائلا: "يهتم أناس حول العالم بشراء أعمال باسكيات، وأصبح يشبه بيكاسو قليلا".
في الواقع، إنه يشبه بيكاسو كثيرا، فمن بين أغلى 10 لوحات بيعت الأسبوع الجاري، تصدر بيكاسو وباسكيات القائمة التالية:
1 - لوحة بيكاسو "Femme Assise Près d'une Fenêtre Marie-Thérèse"، تعود إلي عام 1932 بقيمة 103.4 مليون دولار. (دار كريستيز).
2- لوحة "In This Case" لعام 1983 لباسكيات بقيمة 93.1 مليون دولار. (دار كريستيز)
3- لوحة كلود مونيه في عام 1917/1919 "Le Bassin aux Nymphéas" مقابل 70.4 مليون دولار. (دار سوثبيز).
4 - لوحة باسكيات "Versus Medici" في عام 1982 مقابل 50.8 مليون دولار. (دار سوثبير).
5- لوحة مونيه في 1899/1903 "Waterloo Bridge, Effet de Brouillard" مقابل 48.5 مليون دولار. (دار كريستيز).
6- لوحة "Untitled (Rome)" لسي تومبلي في عام 1970 بقيمة 41.6 مليون دولار. (دار سوثبيز).
7- لوحة "Untitled" لمارك روثكو في عام 1970 بقيمة 38.2 مليون دولار. (دار كريستيز).
8- لوحة فان جوخ "Le pont de Trinquetaille" في عام 1888 بقيمة 37.4 مليون دولار (دار كريستيز).
9- لوحة أندي وارهول "Elvis 2 Times" في عام 1963 بقيمة 37 مليون دولار (دار سوثبيز).
10- لوحة كليفورد ستيل "PH-125 (1948-No. 1)" في عام 1984 بقيمة 30.7 مليون دولار. (دار سوثبيز).