خريطة جديدة للسياحة العالمية.. إلى أين يمكنك السفر الآن؟

بعض الشواطئ الأوروبية تعود لفتح حدودها أمام الزوار. - المصدر: بلومبرغ
بعض الشواطئ الأوروبية تعود لفتح حدودها أمام الزوار. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تقود الولايات المتحدة حركة انتعاش ناشئة في قطاع السفر الجوي الدولي، فقد بدأ الناس يغتنمون فرصة السفر إلى وجهات في المكسيك ومنطقة البحر الكاريبي، من تلك التي لا تفرض حجراً صحياً أو غيرها من القيود المتعلِّقة بـ"كوفيد-19".

وجهات جديدة

وكان السفر من نيويورك إلى مدينتي سانتو دومينغو، وسانتياغو دي لوس كاباليروس، الأكثر رواجاً هذا العام. وتعدُّ المدينتان الأكبر في جمهورية الدومينيكان. وذلك بناءً على ما أفادته شركة تحليلات الطيران "سيريام" (Cirium). ومن الجدير بالذكر أنَّ أيَّاً من المدينتين لم تحتل مركزاً من المراكز العشرة الأولى قبل الجائحة. في حين أنَّ السفر من أورلاندو إلى سان خوان في إقليم بورتوريكو الأمريكي جاء في المركز الثاني بشكل عام. سبقته رحلات السفر من موسكو إلى سيمفيروبول، في منطقة شبه جزيرة القرم المتنازع عليها.

وتتميز سبع من الرحلات بين المدن العالمية العشر الأكثر نشاطاً، بوجود رحلات ربط من الولايات المتحدة. مما يشير إلى أنَّ أحد برامج اللقاحات الأكثر تقدُّماً في العالم يفتح المجال أمام الطلب الذي ظلَّ يشهد زيادة منذ عام. ويقول مزود بيانات السفر "أو إيه جي"، إنَّه من المتوقَّع أن تعود السوق المحلية الأمريكية، غير المقيدة بالقيود الحدودية، إلى مستوياتها الطبيعية تقريباً بحلول شهر يوليو.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

الأمريكيون يسافرون بحرية

وعلى الرغم من أنَّ الرئيس جو بايدن لم يتخذ أيّ إجراءات بعد لرفع قيود الدخول المفروضة على الزوار إلى الولايات المتحدة، إلا أنَّ الأمريكيين يذهبون إلى وجهات يمكنهم الوصول إليها بسهولة مثل بورتوريكو أو جزر فيرجن الأمريكية، إذ لا حاجة لهم بالضرورة إلى جواز سفر. على الرغم من ضرورة ابراز فحص "كوفيد-19" سلبي.

وقد فتحت جمهورية الدومينيكان أبوابها أمام السياح في شهر يوليو، وقام المسافرون الأمريكيون بإجراء اختبارات "كوفيد-19" داخل الفنادق قبل عودتهم إلى الوطن، فقد تمَّ إلغاء شرط إجراء اختبار آخر عند الوصول.

أما المكسيك فلا تطلب حجراً صحياً للمسافرين من الولايات المتحدة، ولا تطلب اختباراً سلبياً، إلا أنَّ الزوار يحتاجون إلى اختبار للعودة إلى ديارهم بعد زيارة وجهات العطلات الشهيرة مثل كانكون. وفي حين أنَّ شرط الاختبار هدَّد بإلحاق الضرر بالحجوزات، إلا أنَّ شركة الطيران "فولاريس" استجابت من خلال تقديم دعم لتغطية للتكلفة الإضافية. وقد ساعدت هذه الخطوة في الحفاظ على ازدهار نمو حجوزاتها الذي جعل من شركة النقل هذه أكبر شركة طيران في المكسيك خلال الأزمة، لتصل إلى مستويات استيعاب تجاوزت مستويات ما قبل الجائحة في وقت مبكر من شهر ديسمبر.

ماذا يحدث في قطاع السفر الجوي عالمياً؟

على الصعيد العالمي، بدأ السفر الجوي يتعافى على شكل متقطع في ظل دفع اللقاح لعجلة التقدُّم بوتيرة مفككة، وتشدِّد الحكومات في قوانينها لمعالجة الزيادة المتصاعدة في الحالات. وكانت الطاقة الاستيعابية الإجمالية هذا الأسبوع قد ارتفعت، إلا أنَّها ما تزال تتأرجح عند 57% من مستويات عام 2019، استناداً إلى متتبع الرحلات الأسبوعية من "بلومبرغ" الذي يستخدم بيانات مزوِّد بيانات السفر "أو إيه جي" لمراقبة عودة السفر الجوي العالمي.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

تفاوت بالإجراءات

وفي حين تضع الولايات المتحدة وأوروبا الغربية خططاً لإعادة فتح أبوابهما في الصيف، تقوم الدول بقطع علاقاتها مع الهند. فقد منعت أستراليا مواطنيها حتى من العودة إلى ديارهم من هذه الدولة المنكوبة. ويُنظر إلى فقاعات السفر الخالية من الحجر الصحي على أنَّها وسيلة لاختراق الروابط المفتوحة، ومع ذلك فقد ثبت أنَّها هشة أيضاً. وكانت كلٌّ من هونغ كونغ وسنغافورة قد حددتا تاريخ فتح فقاعتهما في 26 مايو بعد تأخيرات سابقة، على الرغم من أنَّ مجموعة الفيروسات المتزايدة في سنغافورة تشكِّل تهديداً جديداً.

وأدت ندرة مسارات الطيران الدولية بشكل أوتوماتيكي إلى تركيز الطلب على الأماكن المفتوحة والقليلة نسبياً. وقال جون غرانت، كبير المحللين في مزوِّد بيانات السفر "أو إيه جي"، إنَّ العديد من أشهر خطوط طيران أمريكا اللاتينية خارج الولايات المتحدة لديها عدد رحلات طيران الآن أكثر مما كانت عليه في عام 2019. ومع استمرار إغلاق الأسواق الدولية الرئيسية، ستهيمن الرحلات الجوية القصيرة على السفر إلى الخارج "لبعض الوقت".

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ


براعم خضراء في أوروبا؟

أضافت شركات الطيران في أوروبا الغربية رحلات إلى وجهات أكثر دفئاً مثل اليونان وقبرص، إذ تخفف الحكومات عمليات الإغلاق مع اقتراب فصل الصيف. وارتفعت الطاقة الاستيعابية للرحلات إلى اليونان بنسبة 50% تقريباً في الأسابيع الأربعة الماضية، فقد شكَّلت فقاعات مع البلدان التي شهدت انتشاراً كبيراً للقاحات، وتعدُّ من البلدان الآمنة. وتمَّ تسجيل مكاسب في الطاقة الاستيعابية من أسبوع إلى أسبوع بنسبة 10% أو أكثر في إسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، إذ تزداد وتيرة حملات التلقيح، بناءً على ما قاله مزوِّد بيانات السفر "أو إيه جي".

وتخطط المملكة المتحدة لإعادة فتح أبواب السفر الترفيهي في منتصف شهر مايو، فوضعت قائمة خضراء تضمُّ مجموعة من البلدان التي لا تحتاج لفرض قيود للسفر إليها، التي من المحتمل أن تشمل سنغافورة، وهونغ كونغ، وأستراليا، ونيوزيلندا، وإسرائيل، وأيسلندا، فضلاً عن بعض الوجهات الكاريبية بناء على ما قاله رئيس مطار هيثرو في لندن. ومن المتوقَّع الإعلان عن التفاصيل هذا الأسبوع.

وشهدت روسيا وأوكرانيا، كحال اليونان وقبرص، ارتفاعاً في عدد الرحلات في ظل تخفيفها للقيود، ومحاولة جذب السياح. واستعاد كلا البلدين ما يقرب من 90%، و80% من الطاقة الاستيعابية على التوالي لعام 2019. وقد سجَّلت دول أخرى مثل كازاخستان وإيران مستويات قريبة من مستويات عام 2019. واستغلت شركة الطيران الأوكرانية الخاصة، والمشغلة للرحلات التجارية "سكاي أب" هذه الفرصة لتوسيع شبكتها إلى بلغراد في صربيا، وألماتي في كازاخستان، ومنتجع باتومي الجورجي على البحر الأسود.

خارطة جديدة للسفر

وعلى الرغم من ذلك، ما يزال المشوار طويلاً، فقد اختفت أفضل 10 وجهات دولية قبل الجائحة، مثل لندن وأمستردام التي اختفت من التصنيفات تماماً. وأصبحت أكثر الوجهات ازدحاماً على مستوى العالم هي الوجهات المحلية. لا سيَّما في آسيا، بناءً على ما أفادته شركة "سيريام"، بما في ذلك أكثر الوجهات ازدحاماً في العالم، بين سيول، وجزيرة العطلات في كوريا الجنوبية جيجو. ولكن حتى هناك، انخفض حجم الرحلات بنسبة 20%.

وساعدت فقاعة السفر الجديدة بين أستراليا ونيوزيلندا على تعزيز حركة طيران شركة "كانتاس"، والخطوط الجوية النيوزيلاندية، في حين توجهت الخطوط الجوية "فيرجن أستراليا" إلى الأسهم الخاصة بعد نوبة مع الإفلاس، بينما استفادت شركة "ريجونال إكسبرس هولدنغ" أيضاً من ازدهار السفر المحلي.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

وفي آسيا، يمكن أن تؤدي فقاعة هونغ كونغ وسنغافورة المحتملة، التي كان من المقرر أن تفتح في شهر نوفمبر الماضي، إلى تنفيس الطلب المكبوت. وفي حين أنَّ الحالات ما تزال منخفضة في كلا المركزين الماليين الآسيويين، قام كلٌّ منهما باتخاذ نهج شديد الحذر لفتح حدودهما. وفي حال تمَّ فتح الرابط الجوي الخاص بهما، فسيظهر أنَّ الزخم يمكن أن يبدأ في الأماكن ذات الضوابط الأكثر صرامة أيضاً.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك