السيارات ذاتية القيادة.. حلم يصطدم بمخاوف الحوادث

المصدر: بلومبرغ - المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يبدو أن دور عجلة القيادة في السيارة قد ينتهي قريباً، ولكن هل سيجرؤ الناس على ركوبها ؟ إذ لم تعد السيارات ذاتية القيادة خيالاً تكنولوجياً، فقد أُطلقت أول سيارة أجرة يقودها روبوت من دون تدخل بشري في مدينة "فينيكس" بولاية أريزونا الأمريكية مع نهاية عام 2018، مع تقديرات باستخدام أكثر من 100 ألف سيارة ذاتية القيادة في جميع أنحاء العالم مع حلول عام 2021.

وتتوقَّع شركات صناعة السيارات انخفاضاً كبيراً في عدد الوفيات على الطرق السريعة، إلا أنَّ المخاوف المتعلقة بالسلامة، قد تكون إحدى أكبر العقبات التي تواجه حلم السيارات ذاتية القيادة، ولا سيما بعد الحوادث المروِّعة التي وقعت، مثل حادث سيارة ذاتية القيادة، تتبع لشركة "أوبر" (Uber)، الذي أودى بحياة امرأة في تيمبي بولاية أريزونا أوائل عام 2018. وفي سياق آخر، فقد عبَّر ثلاثة أرباع الأمريكيين عن خوفهم الشديد من ركوب السيارات ذاتية القيادة.

الوضع الراهن

ناشد دعاة السلامة منذ حادث "أوبر"القاتل قطاعَ السيارات ذاتية القيادة للتريث في الأمر، لكنَّ العمل على تطوير السيارات ذاتية القيادة التي تجذب المليارات من الاستثمارات، لم يتوقف.

وتفصِّل شركتا "فورد موتور"، و"دايملر إيه جي"نشاطاتهما المتعلقة بالسيارات ذاتية القيادة في وحدات خاصة على أمل اجتذاب استثمارات، كما تلقَّت أعمال شركة "جنرال موتورز" الخاصة بالسيارات ذاتية القيادة في 2018 استثمارات بـ5 مليار ات دولار من شركتي "سوفت بنك"، و"هوندا موتور" اليابانيتين.

أما في أوروبا وآسيا، فتعمل كلٌّ من شركات "أودي" و"فولفو"، و"تويوتا"، و"نيسان"، و "ديدي تشوكسينج"الصينية، على تجهيز وتهيئة روبوتاتها للقيادة.

ومن المتوقع أن تحقِّق السيارات ذاتية القيادة وفقاً لتقرير صدر عن شركتي "إنتل"، و"ستراتيجي أناليتكس"، 7 تريليونات دولار على مستوى العالم مع حلول منتصف القرن الحالي، وهو أمرٌ يعتمد جزئيَّاً على إقناع المستهلكين في المدن، بالتخلي عن سياراتهم الخاصة والاعتماد بدلًا من ذلك على الأساطيل ذاتية القيادة التي تقدِّم "النقل كخدمة مدفوعة".

وترى شركات صناعة السيارات أنَّه بإمكانها إدارة مثل هذه الأساطيل، بتكلفة أقل بكثير من سيارات الأجرة التي يقودها الإنسان، وتحقيق أرباح أكبر من تلك التي كانوا يحقِّقونها من بيع السيارات.

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

خلفية الموضوع

ظهر حلم السيارة ذاتية القيادة أول مرة في صفحات مجلات الخيال العلمي، ومن ثم في عرض "جنرال موتورز" "فيوتشوراما"في معرض نيويورك العالمي عام 1939، إلَّا أنَّ قدرات الكمبيوتر لم تواكب خيالنا هذا حتى ثمانينيات القرن الماضي، عندما ابتكرت جامعة "كارنيجي ميلون"سيارة "فان شيفروليه" يقودها روبوت، وطوَّرت جامعة "بوندزفير" في ميونيخ "سيارة فان مرسيدس" ذاتية القيادة.

وتعرَّف المستهلكون على القيادة الآلية لأول مرة في التسعينيات، عندما بدأت شركات "تويوتا"، و"ميتسوبيشي"، و"مرسيدس" بتقديم نظام تثبيت السرعة المتكِّيف، الذي يستخدم الرادار لضبط سرعة السيارة تلقائياً للحفاظ على مسافة محددة مع السيارات أمامها، وانتشرت مزايا التحكم الذاتي مع انخفاض تكلفة وحجم المستشعرات والرقائق الإلكترونية، لتوجد اليوم في سيارات شركتي "هوندا" (Honda)، و"فورد" (Ford) العملية.

وقامت شركة "غوغل" (Google) التابعة لشركة "ألفابيت" (Alphabet Inc.) بتسريع وتيرة التطوير من خلال تسجيل ملايين الكيلومترات من اختبارات سياراتها ذاتية القيادة التي تجريها شركة "وايمو" (Waymo) التابعة بدورها لشركة "ألفابيت" أيضاً، فقد أدَّى توظيف المتخصصين في الذكاء الاصطناعي إلى قفزات كبيرة في الأدمغة الحاسوبية اللازمة لقيادة السيارات من دون سائق، علماً أنَّ السيارات ذاتية القيادة، قد عانت في الاختبارات الأولية على الطرق من معدل حوادث أعلى بمرتين من السيارات التي يقودها الإنسان، على الرغم من إلقاء الباحثين اللوم في هذه الحوادث على البشر الذين يقودون السيارات الأخرى.

الجدل الدائر

ويلقى أكثر من 1.2 مليون شخص حول العالم حتفهم على الطرق سنوياً، الأمر الذي تجد فيه شركات صناعة السيارات حجة لطرح السيارات ذاتية القيادة بسرعة، مع أنَّ ذلك، قد جاء دون الإجابة على الأسئلة المثيرة للجدل حول المسؤولية القانونية والأمن الإلكتروني، وأخلاقيات منح صلاحية اتخاذ القرار للروبوت في مواقف تتعلق بالحياة أو الموت.

تحدَّثت شركات صناعة السيارات بدورها عن أنَّ السيارات ذاتية القيادة، ستكون بمثابة نعمة لذوي الإعاقات والمسنين، ناهيك عن راكبي الدراجات والمشاة الذين يشكِّلون نسبة كبيرة من ضحايا حوادث السيارات حول العالم، إذ تتطلع شركات التكنولوجيا، وشركات صناعة السيارات إلى إقناع المستهلكين بالفائدة الاقتصادية من ذلك.

ويتوقَّع انخفاض سعر المواصلات داخل المدينة نظراً لانعدام الحاجة لدفع أجور لسائق بشري، أو صيانة السيارة، والتكاليف الإضافية المتمثلة في مواقف السيارات والتأمين والصيانة، علماً أنَّ النماذج الأولى من السيارات التي تقودها الروبوتات ستسير بسرعات منخفضة.

ويشير بعض مصممي السيارات ذاتية القيادة إلى أنَّ طرحها، قد يتمُّ في وقت أقرب، إذا ما تمَّ حظر عبور الشارع للمشاة من الأمكنة غير المخصصة لذلك، ويدَّعي النقاد أنَّ هذا الأمر دليلٌ على عدم كفاءة الذكاء الاصطناعي، بما يكفي للتعامل مع المواقف الفجائية التي تحدث في الواقع على الطرق.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك