ظهر شعار "مرسيدس" على الشاشات فيما احتشد الزائرون في فندق يشتهر باستضافته لأكبر سباق للخيول في دبي. وشهد هذا الحفل الباهر إزاحة الستار عن البرج الفاخر الأحدث في المدينة، حيث قد يبلغ سعر بعض الشقق 10 ملايين دولار للوحدة.
مشروع التطوير العقاري الذي بلغت تكلفته مليار دولار، ويتمتع بإطلالة دون حواجز على برج خليفة -أطول برج في العالم- تنفذه شركة "بن غاطي العقارية" في إطار أول تعاون من نوعه مع شركة السيارات الألمانية. يضم البرج 150 شقة تبدأ أسعارها من 2.7 مليون دولار، ويُعد المبنى رهاناً آخر عالي المخاطر على سوق العقارات في دبي، التي أصبحت إحدى أكبر أسواق العقارات رواجاً في العالم على مدى السنوات القليلة الماضية.
يُعد المبنى هو الأحدث في سلسلة مشروعات التطوير العقاري التي تحمل علامات تجارية، وهو جزء من سوق بات يمثل معظم إجمالي مبيعات الشقق في المدينة. كما أبرمت "بن غاطي" في العام الماضي شراكة مع "بوغاتي أوتوموبيلز" (Bugatti Automobiles) لمشروع سيتضمن مصاعد لنقل السيارات إلى وحدات البنتهاوس في الأدوار العليا. وتشارك "بن غاطي" أيضاً مع "جاكوب آند كو" (Jacob & Co) للمجوهرات لبناء برج بارتفاع 500 متر (1640 قدماً)، يُتوقع أن يصبح أعلى مبنى سكني في العالم.
توقعات بارتفاع الأسعار
تلك المشروعات البارزة، وعودة الإعلان عنها في الحفلات المترفة، تعيد ذكريات الأيام السابقة لأزمة 2009، التي أنهت طفرة المضاربات القائمة على الديون، ودفعت دبي إلى حافة الإفلاس.
اقرأ أيضاً: تدفق الأثرياء يضاعف صفقات عقارات دبي الفاخرة لنحو 2.3 مليار دولار
بينما لم يتكهن أي شخص حتى الآن بحدوث أزمة، توقع بعض المحللين تراجع الزخم في 2024، إلا أن "بن غاطي" لا يقلقها حدوث التباطؤ المحتمل، ويتوقع رئيسها التنفيذي محمد بن غاطي ارتفاع الأسعار ما بين 12% و18% في العام الجاري.
ولتحقيق المكسب، يُتوقع أن تنجز الشركة بناء 20 ألف منزل خلال 18 شهراً، ما يمثل ضعف عدد العقارات التي شيدتها خلال السنوات الخمس الماضية. تملك "بن غاطي" شركة للمقاولات يعمل بها 5 آلاف موظف يقومون بكل شيء، من التصميم الهندسي إلى الإنشاءات، ما يمكّن الشركة من البناء بسرعة. اكتملت معظم مشروعات الشركة خلال 18 شهراً، فيما يُتوقع أن تنجز "بن غاطي" مشروعات التطوير العقاري الفاخرة -مثل برج "مرسيدس"- خلال 3 سنوات.
تسارع الشركة إلى شراء الأراضي، وأنفقت نحو 330 مليون دولار خلال الشهور الثلاثة الماضية وحدها، وتدرس جمع 500 مليون دولار من بيع سندات لتمويل المشروعات.
هجرة الثروات
قال محمد بن غاطي في حوار: "حتماً سنشهد مزيداً من النمو في العامين الجاري والمقبل. واضح أن الثروات تهاجر إلى دبي، وأن هناك زيادة في عدد السكان، ما يوفر فرصة للنمو العضوي في السوق".
اقرأ أيضاً: أبوظبي تدرس المنافسة على حصة بأكبر برج إداري في دبي
لم يقتصر ارتفاع الأسعار على العقارات الفاخرة في السوق فحسب، فمنذ يناير 2022، ارتفعت الإيجارات بنحو 45%، فيما قفزت أسعار المنازل بما يقارب 35%، بحسب شركة "سي بي آر إي غروب" للاستشارات العقارية. وشهدت إيجارات الفيلات بعض أكبر الزيادات، وبلغ متوسط أسعارها 88,400 دولار.
أضاف محمد بن غاطي: "عادةً ما تُعد بداية العام مؤشراً جيداً لما هو قادم، ولم أرَ أي تباطؤ في النشاط أو تراجع في الأسعار. لذا؛ لا أتوقع حدوث أزمة محتملة في المستقبل القريب، وسنرى زيادة القروض عند خفض أسعار الفائدة".
باعت الشركة 32 وحدة من 182 وحدة سكنية يضمها برج "بوغاتي"، ودفع المشترون نحو 9,624 درهماً (2,620 دولاراً) للقدم المربع، ما يُعد من ضمن أعلى الأسعار في المدينة.
أما برج "مرسيدس"، فقالت شركة التطوير العقاري إنها باعت كل الشقق المتاحة في المرحلة الأولى، دون توضيح عددها.
قال محمد بن غاطي: "أغلب من يأتون إلى دبي لديهم سيولة كافية للإنفاق. فهم يبحثون عن ملاذ آمن للاستثمار".