تخطط شركة "نتفلكس إنك" لإنفاق 500 مليون دولار على الأفلام والبرامج التلفزيونية في كوريا الجنوبية العام الجاري، من أجل تعزيز الاستثمار في المحتوى الذي كان عاملاً رئيسياً في نجاح شركة البث العملاقة في أحد أسواقها الأسرع نمواً.
وقال الرئيس التنفيذي المشارك، وكبير مسؤولي المحتوى، تيد ساراندوس، في حدث افتراضي نهاية الأسبوع الماضي، إنه منذ دخول الشركة البلاد في عام 2016، استثمرت 700 مليون دولار في المحتوى المحلي، وأنتجت نحو 80 مسلسلاً وفيلماً في كوريا الجنوبية.
وكشفت "نتفلكس" عن أرقام المشتركين في السوق لأول مرة، وقالت إن لديها 3.8 مليون مشترِك في كوريا الجنوبية في نهاية عام 2020.
وقال ساراندوس: "على مدى العامين الماضيين، رأينا العالم يقع في حب المحتوى الكوري المذهل المصنوع في كوريا، والذي شاهده العالم على نتفلكس".
غزو السوق الأسيوية
وأضاف الرئيس التنفيذي للشركة الواقعة في لوس غاتوس بكاليفورنيا، إن كوريا الجنوبية أحد مفاتيح نجاحها في قارة آسيا الواسعة التي تعد موطناً لأكثر من نصف سكان العالم.
وتعد آسيا أصغر منطقة لدى "نتفلكس" في الوقت الحالي بعد أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا، ولكن حصلت على مشتركين تزيد أعدادهم عن نصف العملاء القائمين في العديد من أسواقها الكبرى.
وتعد زيادة العملاء في آسيا مؤخراً أمراً حيوياً في السنوات المقبلة لكي تحافظ على نموها، خاصة مع المنافسة المتزايدة في المنطقة من منافسين مثل "ديزني بلس" و"أمازون برايم"، الذين يُنفقون بقدرٍ أكبر على على إنتاج المحتوى.
وقال ساراندوس: إن "نتفلكس"، التي بدأت اختراق السوق الآسيوي خلال العامين الماضيين، أنتجت أكثر من 200 فيلم ومسلسل أصلي في آسيا، وأضافت 9.2 مليون عميل في المنطقة العام الماضي، ليصل إجمالي عدد العملاء إلى أكثر من 25 مليون عميل، وجاء معظم هذا النمو من أربعة مناطق: أستراليا واليابان والهند وكوريا الجنوبية.
حصة متزايدة
وتعد كوريا الجنوبية هي ثالث أكبر سوق لـ"نتفلكس" في آسيا من حيث المبيعات بعد أستراليا واليابان، وفقاً لشركة الاستشارات "ميديا بارتنرز آسيا" التي تقدر أن قاعدة المشتركين في المنصة في كوريا الجنوبية قد ينمو إلى أكثر من 5 ملايين مشترك في عام 2021.
وشكلت الدولة 15% من عائدات "نتفلكس" من منطقة آسيا والمحيط الهادئ العام الماضي، ومن المتوقع أن تتوسع الحصة إلى 17% العام الجاري، وفقاً للشركة الاستشارية.
وتتمتع كوريا الجنوبية أيضاً بأهمية كبيرة باعتبارها مركز ثقافي للمنطقة الأوسع، ولاقت العروض المشهورة في كوريا الجنوبية، بما في ذلك المسلسلات التي أنتجتها "نتفلكس "مثل "كينغدوم" (Kingdom) و"لاف ألارم" (Love Alarm) نجاحاً عبر جنوب شرق آسيا واليابان.
وقال فيفيك كوتو، رئيس شركة "ميديا بارتنرز آسيا": "تتمتع (نتفلكس) بإمكانات إيجابية للنمو".
وتعزو "نتفلكس" معظم نموها في الآونة الأخيرة إلى الاستثمار في الأعمال الفنية المحلية، وبعد افتتاح مكتب إقليمي في البلاد في عام 2016، أصدرت "نتفلكس" فيلم "Okja" للمخرج الكوري الحائز على جائزة الأوسكار بونغ جون هو.
صفقة "ستوديو دراغون"
وحصلت "نتفلكس" على حقوق نشر العديد من العروض الكورية الشهيرة في الأسواق الأخرى من خلال صفقة مع "ستوديو دراغون" (StudioDragon)، وهي شركة تابعة لمجموعة "سي جاي إي إن إم" (CJ ENM) الكورية الجنوبية.
وتبث "سي جاي إي إن إم" تلك العروض على شبكات التلفزيون الخاصة بها، بينما تقدم "نتفلكس" العرض في كل مكان آخر باعتباره إنتاج أصلي، ومنحت هذه الصفقة "نتفلكس" الحق لبث فيلم "إتس أوكاي نوت تو بي أوكاي" (It’s Okay to Not Be Okay) أحد أكثر الأعمال الدرامية نجاحاً في العام الماضي.
وقال مينيونغ كيم، نائب رئيس المحتوى في "نتفلكس": "قبل وصول نتفلكس إلى كوريا، كان المحتوى الكوري وتأثيره على الجمهور يشتهر بجودته العالية بالفعل، ويتمثل دورنا في مساعدة منتجي المحتوى الكوري على التمتع بقدر أكبر من الحرية الإبداعية".
وتأمل "نتفلكس" الآن في بناء مجموعة من المسلسلات الأصلية التي تمتلكها، وتخطط الشركة لاستخدام حصة من الميزانية المخصصة للسوق الكوري والبالغة 500 مليون دولار أيضاً لتمويل قائمة متزايدة من الأعمال الدرامية وبرامج تلفزيون الواقع والأفلام الوثائقية وأول مسلسل هزلي كوري على المنصة بعنوان (So Not Worth It).
