يتزايد عدد الساعات مُتقنة التقليد التي كشفت عنها وكالة الساعات المستعملة "ووتش فايندر" (Watchfinder)، إذ تمثل ساعات "رولكس" المقلّدة نحو نصف عدد هذه القطع غير الأصلية.
صُنفت ما يصل إلى 10% من الساعات المستلمة من البائعين العام الماضي على أنها مقلدة خلال عملية المصادقة، وفقاً لأرجين فان دي فال، الرئيس التنفيذي لـ"ووتش فايندر".
قال "فان دي فال"، في مقابلة مع راديو "بلومبرغ" اليوم الثلاثاء: "رولكس هي العلامة التجارية الأكثر إلهاماً على صعيد الساعات الفاخرة والأعلى طلباً، وبالتالي فهي الأكثر عُرضة للتقليد".
أصبحت المنتجات المقلدة أيضاً أكثر تعقيداً ويصعب اكتشافها. كانت شركة "ووتش فايندر" قد اعتادت على أن اكتشاف نحو 80% من الساعات المزيفة بمجرد الفحص بالنظر، لكن تقلصت هذه النسبة الآن لتصبح 20% فقط، على حد قول الرئيس التنفيذي. يحتاج الموظفون في شركة الساعات المستعملة، المملوكة من قبل مجموعة "ريشمونت" (Richemont) السويسرية الفاخرة، إلى إجراء عمليات فحص أكثر تدقيقاً، بما في ذلك فتح علب الساعات وفحص الحركات لتحديد القطع مُتقنة التقليد.
تمثل الساعات الفاخرة المقلدة أو المزيفة مشكلة متنامية في سوق الساعات المستعملة البالغ حجمها 25 مليار يورو (27.3 مليار دولار) سنوياً، في ظل وجود بعض النسخ المزيفة التي تخدع حتى أكثر الخبراء دراية بهذا الأمر.
مؤامرة إجرامية
قالت "أوميغا" (OMEGA)، المملوكة لمجموعة "سواتش غروب" (Swatch Group)، الشهر الماضي إن ثلاثة موظفين سابقين شاركوا في مؤامرة إجرامية لبيع ساعة طراز "فرانكشتاين أوميغا سبيدماستر"، والتي كانت عبارة عن مزيج من مكونات أغلبها أصلية من ساعات عتيقة أخرى. بيعت الساعة بمزاد في 2021 بأكثر من 3 ملايين دولار، وهو أعلى سعر دُفِع مقابل ساعة "أوميغا". كانت الشركة نفسها هي المشتري، وقالت إنها كانت ضحية مؤامرة إجرامية.
وفي العام الماضي، بدأت "رولكس" برنامجاً معتمداً لمصادقة الساعات المستعملة المبيعة من خلال التجار المعتمدين.
تزوير الأجزاء والمكونات غير الأصلية للساعات أو تغييرها لا يقتصر على "رولكس" وحدها.
قال "فان دي فال": "ترى ساعات مقلدة أو مستنسخة -عالية الجودة للغاية- تقريباً لجميع العلامات التجارية الفاخرة الكبرى. بل القطاع بأكمله".
يأتي الاحتيال المتزايد في مجال الساعات المستعملة بعد أن ارتفعت أسعار أكثر الطرازات المرغوبة إلى مستويات غير مسبوقة خلال الجائحة قبل أن تتراجع بشكل حادّ.
انخفضت أسعار الساعات بالسوق الثانوية بنحو 18% في العام الماضي، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ صبدايل ووتش" (Bloomberg Subdial Watch)، الذي يتتبع أسعار أكثر 50 طرازاً من الساعات الفاخرة تداولاً من حيث القيمة، بما في ذلك "رولكس" و"باتيك فيليب" (Patek Philippe) و"أوديمارس بيغويت" (Audemars Piguet).
قال "فان دي فال" إن الأسعار الأقل تقلباً في سوق الساعات مع خروج المضاربين أمر مقبول، مضيفاً: "لسنا مهتمين بالنشاط المقبل للعملات المشفرة. بالنسبة لنا، لا يتعلق الأمر بالمضاربة، إذ إن الاستقرار هو المطلوب".