وافقت شركة "كيرينغ" (Kering) مالكة العلامة التجارية "غوتشي"، على شراء شركة "كريد" (Creed) لتصنيع العطور في صفقة تُسدد نقداً بالكامل مع توسع شركة المنتجات الفاخرة متعددة الأنشطة بسوق العطور الراقية.
أعلنت المجموعة التي يقع مقرها في باريس عبر بيان أمس الإثنين، أن وحدة منتجات العناية بالجمال في "كيرينغ" بصدد شراء 100% من ملكية "كريد" من صناديق الاستثمار التي تسيطر عليها شركة "بلاك روك" والرئيس الحالي خافيير فيران.
فيما لم يُكشف عن بنود أخرى من الاتفاق، صعدت أسهم "كيرينغ" 1.5% خلال التعاملات المبكرة في بورصة باريس اليوم الثلاثاء.
تأسست "كريد" سنة 1760 على يد جيمس هنري كريد باعتبارها داراً لتفصيل الملابس تقدم خدماتها للعائلات الملكية الأوروبية. ما زالت تتعامل مع عائلات ملكية.
"كريد" تتوسع في الصين
أوضحت المجموعة الفرنسية أنها تعتزم "إطلاق العنان" لإمكانات "كريد"، لا سيما في الصين وتجارة التجزئة لعملاء السفر، مع توسيع محفظة منتجات العطور النسائية.
حققت الشركة، الشهيرة بعطرها الرجالي "إفينتوس" (Aventus)، إيرادات سنوية تتجاوز 250 مليون يورو (272 مليون دولار) خلال العام المالي المنتهي في 31 مارس الماضي.
يأتي الاستحواذ بعد أن عينت "كيرينغ" رافايلا كورناجيا لقيادة وحدة منتجات العناية بالجمال الخاصة بها في فبراير الماضي، إذ تستهدف الشركة تحقيق نمو بقطاع يتسم بقوة أداء الشركتين المنافستين "هيرميس إنترناشيونال" (Hermes International) و" إل في إم إتش مويت هنسي لوي فيتون" (LVMH Moet Hennessy Louis Vuitton).
تعزز "كيرينغ" السيولة المتوفرة بالاحتياطي النقدي الخاص بها لتمويل عمليات الاستحواذ المحتملة، حيث جنت عوائد كبيرة من بيع حصتها في شركة "بوما".
دخلت "كيرينغ" السنة الماضية في محادثات لشراء "توم فورد" Tom Ford، العلامة التجارية لتصميم الأزياء التي تشتهر بخط لإنتاج العطور، بحسب أشخاص على دراية بالموضوع.
امتنع ممثل عن "كيرينغ" عن التعليق على الموضوع بذلك الوقت. اشترت شركة "إيستي لودر" (Estee Lauder) في نهاية المطاف شركة "توم فورد".
إنعاش "غوتشي"
تحاول "كيرينغ" حالياً إنعاش أكبر علاماتها التجارية، "غوتشي" والتي نمت مبيعاتها خلال أبريل الماضي خلال الربع الأول بصعوبة بالغة إذ أخفقت العلامة التجارية الإيطالية في كسب متسوقين أكثر لشراء منتجات على غرار أحزمة "دوبل جي" أو (Double G) ونعال "برينستاون" أو (Princetown) المبطنة بالفراء.
يظهر أداء "كيرينغ" ضعيفاً لا سيما عند المقارنة بمنافستيها "إل في إم إتش" و"هيرميس"، اللتين سجلتا نمواً للمبيعات تجاوز 10% خلال الربع الأول.
أكد الرئيس التنفيذي فرانسوا هنري بينولت بذلك التوقيت أنه بينما كان الأداء متفاوتاً، بدأت العلامة التجارية تظهر تحسناً تدريجياً بالنشاط شهراً تلو الشهر.
في محاولة لتحديث "غوتشي"، عينت الشركة ساباتو دي سارنو، الذي كانت يعمل بالسابق في شركة "فالنتينو" (Valentino)، بمنصب مدير وحدة الإبداع الجديد. سيزيح الستار عن تشكيلة منتجاته الأولى خلال سبتمبر المقبل بمدينة ميلانو.
سبق وأشارت "كيرينغ" إلى أنها تسعى لتوسيع قطاع منتجات العناية بالجمال ولكن بعض تراخيص العلامة التجارية بحوزة منافسين. تحمل شركة "كوتي" (Coty) رخصة "غوتشي". صرح بينولت خلال فبراير الماضي بأن شركته ستسعى لاسترداد الترخيص عندما يصبح متاحاً مرة ثانية، دون الخوض في تفاصيل توقيت حدوث ذلك.
"كيرينغ" تخطط للتوسع في مستحضرات التجميل
أوضح بينولت أن "كيرينغ" ستُصنع عطوراً لشركات "بوتيغا فينيتا" (Bottega Veneta) و"بالنسياغا" (Balenciaga) و"ألكسندر مكوين" (Alexander McQueen) وكافة العلامات التجارية التي تملكها.
بيّن إدوارد أوبين محلل مصرف "مورغان ستانلي" عبر مذكرة للعملاء في أعقاب البيان: "لم تمثل عملية الاستحواذ على كريد مفاجأة نظراً لخطة كيرينغ المعلنة للتوسع في قطاع مستحضرات التجميل، وحاجتها لبناء حصة كبيرة بالسوق قبل استرداد ترخيص غوتشي خلال 2028".
تملك شركة "لوريل" (L' Oreal) أيضاً ترخيص العلامة التجارية لمنتجات العناية بالجمال "إيف سان لوران" أو (Yves Saint Laurent) وتصنع عطر "ليبر" أو (Libre) الشهير. خلال وقت سابق من السنة الجارية، أكد الرئيس التنفيذي لـ"لوريل"، نيكولاس هيرونيموس، أنه لا يوجد خطر من إمكانية استرداد "كيرينغ" الترخيص. تُعد "إيف سان لوران" ثاني أكبر علامة تجارية للأزياء لـ"كيرينغ" بعد "غوتشي".