اتفقت شركة أسوس (Asos Plc) على شراء "توب شوب" أحد أشهر العلامات التجارية للملابس في بريطانيا، التي تضمُّ العديد من العلامات التجارية الأخرى في صفقة تبلغ قيمتها 295 مليون جنيه إسترليني ( 405 مليون دولار)، وقد تمَّت وسط موجة من استحواذ شركات تجارة التجزئة للأزياء عبر الإنترنت على علامات تجارية شهيرة في قطاع التجزئة التقليدية التي تتجه لغلق متاجرها.
وبموجب الصفقة، تبيع مجموعة "أركاديا"، إمبراطورية التجزئة المتعثرة المملوكة لفيليب غرين العلامات التجارية: توب مان، وميس سيلفريدج، وهيت، لصالح أسوس مقابل دفع قيمة الصفقة نقداً بالكامل.
وبحسب بيان صحافي صادر يوم الإثنين، تتضمَّن الصفقة شراء المخزون من البضائع البالغ قيمته 30 مليون جنيه إسترليني. وقد ارتفعت أسهم أسوس 3.6 % في بورصة لندن.
وكتبت أنيشا شيرمان المحللة في "ستانفورد سي بيرنشتاين" قائلة: "هذه خطوة للاستحواذ على الحصة السوقية لتعزيز النمو في أسواق أوروبا، والولايات المتحدة".
موجة استحواذات
وتأتي الصفقة ضمن موجة من استحواذ شركات التجارة الإلكترونية على الشركات الرائدة التي سيطرت على مراكز التسوق في البلاد لعقود من الزمان. فقد شهد الأسبوع الماضي استحواذ مجموعة "بوهو" على العلامة التجارية "دبنهامز" في صفقة بلغت قيمتها 55 مليون جنيه إسترليني.
ويفقد آلاف العاملين بقطاع التجزئة وظائفهم في ظل عدم اهتمام شركات تجارة التجزئة بامتلاك متاجر قائمة بالفعل. فقد فقدت الصناعة أكثر من 100 ألف وظيفة خلال العام الماضي.
وقالت أسوس، إنَّها ستبقي على 300 من موظفي "توب شوب" العاملين بإدارات التصميم، والمشتريات، والبيع بالتجزئة. في حين تحاول الشركة توسيع قاعدة عملائها، وامتلاك حضور قوي في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تمتلك توب شوب شهرة واسعة.
وتعاني "توبشوب" في السنوات الأخيرة منذ بدأت إمبراطورية "غرين" للبيع بالتجزئة للتعثر عقب بيع متاجر BHS في 2015، وزاد من المعاناة تراجع مبيعاتها نتيجة تداعيات جائحة كورونا.
وقد تمَّ توجيه انتقادات برلمانية لـ"غرين" في العام 2016 أثر بيعه لمتاجر BHS التي انهارت بعد ذلك. إذ تمَّ اتهامه بتعريض معاشات التقاعد الخاصة بالعمال الحاليين، والسابقين للخطر، وتعمَّد زيادة ثروة عائلته عن طريق التوزيعات النقدية الكبيرة، مما أدى إلى قبوله بدفع 363 مليون جنيه إسترليني لتمويل خطة معاشات عمال BHS.
وقالت هيئة تنظيم معاشات التقاعد في ديسمبر، إنَّ خطط معاشات أركاديا لا تزال في "فترة تقييم"، إذ من المفترض أن يتمَّ وضعها ضمن صندوق حماية المعاشات التقاعدية الذي يمثِّل طوق نجاة للشركات المفلسة، كما أنَّ الهيئة ستسعى بصفتها دائنة للشركة إلى الحصول على الأموال مقابل عملية بيع أصول أركاديا التي تتمُّ بواسطة "ديلويت".
مبيعات توب شوب
وبلغت إيرادات "توب شوب" وباقي العلامات التجارية الأخرى نحو مليار جنيه إسترليني خلال العام 2019.
وأشار نايك بيتون الرئيس التنفيذي لـ"أسوس"، إلى أنَّ الموقع الإلكتروني لشركته كان يبيع منتجات توب شوب، وتوب مان على مدار العامين الماضيين، وقد سجلا مبيعات قوية قفزت بنسبة 41% خلال إجازة عيد الميلاد. كما أعلن عن خطة الشركة الإبقاء على بيع منتجات العلامة التجارية توب شوب عن طريق تجار تجزئة آخرين.
وقال بيتون في مقابلة عبر الهاتف: "هذه الاستراتيجية تعمل بشكل جيد". وأضاف: "هي علامات تجارية رائعة، لكنَّها أبقت أنشطتها في المخازن". كما أشار بيتون إلى أنَّ "أسوس" تخطط لإقامة شراكة بين "توب شوب"، ومتجر "نورد ستروم" الأمريكي إلى جانب سعيها لعقد العديد من الشراكات الأخرى.
وتعرَّض متجر البيع بالتجزئة لمنافسة شديد من مجموعة "أوثنتيك براندز" المالكة للعلامة التجارية "بارنيز"، ومجموعة "شيلن" الصينية لبيع الملابس بالتجزئة عبر الإنترنت، وشركة "نكست" لبيع الملابس بالتجزئة.
وفي الوقت نفسه تجري "بوهو" محادثات لشراء المتبقي من العلامات التجارية المملوكة لمجموعة "أركاديا"، التي تضمُّ: واليز، ودوروثي بيركنز، وبورتون .
ونفى بيتون أن يكون لديه شعور بالانتصار لاستحواذ شركة تجارة التجزئة عبر الإنترنت على علامة تجارية رائدة كانت تسيطر على مناطق ذروة التسوق في بريطانيا. إذ قال: "أهمُّ شيء في الوقت الحالي الحصول على أعمال الشركة، ونقل 300 موظف والاستمرار في التوسع". وأضاف: "أي مشاعر أخرى ليست مناسبة".
