صانعة السيارات تواجه مشكلات في الطلب تدفعها لطرح حوافز في الصين والولايات المتحدة

ماسك توقع نهاية عام ملحمية لـ"تسلا".. فماذا تقول الأرقام؟

مركبات "تسلا" في ساحة انتظار بمرفأ في يوكوهاما، اليابان - المصدر: بلومبرغ
مركبات "تسلا" في ساحة انتظار بمرفأ في يوكوهاما، اليابان - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تبدو توقعات إيلون ماسك بأن "تسلا" ستحظى بنهاية عام "ملحمية" أبعد احتمالاً يوماً بعد يوم.

النظرة المستقبلية شديدة الحماسM، التي طرحها الرئيس التنفيذي خلال آخر إعلان للأرباح لصانعة السيارات، حل محلها تخفيضات في الأسعار والإنتاج في الصين، أما في الولايات المتحدة، تُقدِّم "تسلا" للمستهلكين شيئاً لم يخطر على البال من قبل: حافز قدره 3,750 دولار مقابل التسليم الفوري لمركبات المحددة، بدلاً من الانتظار للعام الجديد.

توني ساكوناغي، المحلل في "برنستاين" (Bernstein) الذي يوصي ببيع السهم، كتب في تقرير، الأسبوع الماضي: "يبدو بشكل متزايد أن (تسلا) لديها مشكلة في الطلب". يعتقد ساكوناغي أن "تسلا" ستحتاج إلى خفض الأسعار أكثر لتحفيز الطلب في الصين، بالإضافة إلى تبني تخفيضات دائمة في تكلفة الطرازات في الولايات المتحدة، لتتأهل للامتيازات التي يقدمها قانون خفض التضخم.

المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: غيتي إيمجز

رياح معاكسة

ربما يكون ماسك خسر موقعه على رأس مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، الثلاثاء، لكن "تسلا" تظل في موقف تُحسَد عليه. فهي لا تزال البائعة المهيمنة للسيارات الكهربائية على المستوى العالمي، وكان لديها مخزون من المركبات يعادل إنتاج 8 أيام فقط في نهاية سبتمبر. لا توجد شركة أخرى تصنع السيارات في وضع جيد مثل "تسلا" يتيح لها الاستفادة من الخصومات الضريبية التي يقدمها قانون خفض التضخم، لصناعة خلايا البطاريات والمركبات المجمّعة محلياً.

لكن لكي تحقق هدفها برفع التسليمات 50% سنوياً على مدار عدة أعوام، وهو هدف قالت "تسلا" بالفعل إنها ستفشل في تحقيقه في 2022 بفارق ضئيل، يُرجح بشكل متزايد أن يحتاج ماسك لتقديم بعض التنازلات، إذ إن خفض سعر البيع في معارض السيارات للطرازات المختلفة في وقت ترتفع به تكلفة البطاريات يعني تآكل هوامش الأرباح.

يستمر ماسك أيضاً في التلميح إلى تحديات معاكسة خارج سيطرة "تسلا". فخلال مكالمة مناقشة نتائج أعمال الشركة في الربع الثالث من العام، سلّم ماسك بأن الطلب "أصعب قليلاً مما كان ليكون عليه" بسبب تباطؤ سوق العقارات في الصين، وأزمة الطاقة في أوروبا، ورفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. طرح ماسك تقييماً مماثلاً تقريباً في تغريدة الأسبوع الماضي.

ظهرت أول علامة على وجود مشكلة لدى "تسلا" الربع الجاري عندما أعلنت الشركة أن إنتاجها تخطّى التسليمات بأكثر من 22 ألف سيارة خلال الربع السابق. حذّر المدير المالي، زاكاري كيركهورن، خلال مكالمة مناقشة الأرباح في 19 أكتوبر، أنه على المستثمرين توقع "فجوة" أخرى نهاية العام نتيجة تصنيع المزيد من السيارات وبقائها في أماكن التخزين قبل إرسالها للموزعين فيما ينتهي الفصل.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

حوافز لتشجيع الطلب

بعد ذلك بفترة قصيرة، أجرت "تسلا" تخفيضات على أسعار مختلف الطرازات في الصين بمعدلات تتراوح من 5% إلى أكثر من 9%. في نوفمبر، طرحت الشركة دعماً تأمينياً وأعادت برنامج حوافز للعملاء القدامى مقابل جذبهم عملاء جدد وقدمت حتى إعلانات على قناة محلية للتسوق التلفزيوني، لتخرج بذلك عن سياسة ماسك القديمة بتجنب طرق التسويق التقليدية.

ذكرت بلومبرغ، الأسبوع الماضي، أن "تسلا" خططت لخفض الإنتاج في مصنعها بشنغهاي بنحو 20% مقارنة بالشهر الماضي. بدأت الشركة في طرح المزيد من الحوافز، إذ تراجعت المبيعات في الصين على مستوى القطاع، جزئياً بسبب الإغلاقات المتقطعة التي أبقت المستهلكين في المنازل. حددت الشركة فترة توقف عن العمل بمصنعها في نهاية الشهر وحتى أوائل يناير، كما قلصت ساعات الورديات في قسم الإنتاج، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

في الولايات المتحدة، سيحصل العملاء الذين يتسلمون سيارة جديدة من طرازي "3" أو "Y" الشهر الجاري على ما تسميه الشركة "تعديلاً في السعر" يبلغ 3,750 دولار، للتعويض عن الخفض الضريبي الجديد للمركبات الكهربائية، الذي يسري بدءاً من العام المقبل. تواجه الشركة صعوبات في صناعة خلايا بطاريات أكبر حجماً في أحدث مصانعها بأوستن في ولاية تكساس، وطلبت المساعدة من توم جو، مدير عملياتها في آسيا والمحيط الهادئ.

هدف صعب

في أبريل، قال ماسك إن "تسلا" ستنتج أكثر من 1.5 مليون مركبة العام الجاري، لكن صنعت الشركة 929,910 سيارات خلال أول 3 فصول في العام، لذا عليها إنتاج أكثر من 570 ألف مركبة لتحقيق ذلك الهدف.

قال سام فيوراني، نائب رئيس التوقعات العالمية لقطاع السيارات في "أوتوفوركاست سولوشنز" (AutoForecast Solutions): "الوصول لهدف 1.5 مليون سيارة العام الجاري سيكون صعباً. نحن نشهد خوفاً من الركود، وتزايد مدفوعات الفائدة، والمشترين حريصين على عدم إنفاق الكثير من النقود".

بعبارة أخرى، يواجه ماسك نوعاً من الظروف لم يضطر للتعامل معها منذ بدأت "تسلا" في تصنيع أول سياراتها من طراز "رودستر" في 2008.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك