قال مصدر مطّلع، إن عدد المشتركين في خدمة البث التابعة لـ"سي إن إن" (CNN) تجاوز 100 ألف مشترك في أسبوعها الأول، وهو ما يأتي تزامنا مع ضغط من الشركة المالكة الجديدة "وارنر براذرز ديسكفري" (Warner Bros. Discovery) نتيجة ارتفاع التكاليف.
يُعتبر عدد مشتركي "سي إن إن +" (CNN +) صغيراً، مقارنة بخدمات الترفيه في السوق الواسعة، مثل "نتفلكس"، و"ديزني+ " (Disney +)، اللتان كانتا موجودتان لفترة أطول بكثير، لكن هذا العدد يشير إلى بداية ملائمة لخدمة إخبارية تدخل في نشاط تجاري، وفي ظل وجود قلة فقط من اللاعبين الرئيسين الذين يتجاوز عدد عملائهم المليون عميل. تعتبر "نيويورك تايمز" الرائدة بين هذه الخدمات، إذ لديها ما يقرب من 8 ملايين عميل يسددون اشتراكاتهم في نهاية العام.
أنفقت "سي إن إن" مئات الملايين من الدولارات لبرمجة الخدمة وتسويقها، وهي الخدمة التي يصفها المسؤولون التنفيذيون بأنها المشروع الجديد الأكثر طموحاً للمؤسسة الإخبارية منذ تأسيس الشبكة قبل أكثر من 40 عاماً. تقدم قناة "سي إن إن +" مزيجاً من برامج أسلوب الحياة والأخبار التقليدية، بما في ذلك برنامج مقابلات يومية يجريها الصحفي، كريس والاس، وعرض عن الطعام والسفر تستضيفه الممثلة، إيفا لانغوريا.
اقرأ أيضاً: "ديزني+" منافسة "نتفلكس" الأقوى تدخل حلبة الصراع في سوق البث الرقمي
من بين العروض الأكثر شعبية حتى الآن برنامج كريس والاس و"5 أشياء مع كيت بولدوان" (5 Things with Kate Bolduan)، وهو عد تنازلي سريع الوتيرة لأحداث اليوم الكبرى، بحسب ما ذكره الشخص الذي طلب عدم ذكر اسمه عند مناقشته الأرقام التي لم يعلن عنها بعد.
تحصل "سي إن إن" على رسم اشتراك شهري يبلغ 5.99 دولار مقابل خدمة البث، وهي نفس رسوم خدمة البث المدفوعة من "فوكس نيوز" (Fox News)، ولم تعلن شركة "فوكس كورب" (Fox Corp) عن عدد الأشخاص الذين يدفعون مقابل خدمة "فوكس نيشن" (Fox Nation).
رفضت "سي إن إن" التعليق على عدد المشتركين. وقال متحدث باسم الشبكة، الأربعاء، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "ما زلنا سعداء بعملية الإطلاق والتقدم الذي تم إحرازه بعد أسبوعين فقط من توفر الخدمة للعملاء".
اقرأ أيضاً: شبكات التلفزيون الأوروبية تسعى للاندماج لمواجهة البث الرقمي الأمريكي
تتعرض "سي إن إن +" للضغط جزئياً نتيجة اندماج شركة "ديسكفري" الأسبوع الماضي مع شركة "وارنر ميديا" (WarnerMedia)، وهي الشركة الأم لشبكة "سي إن إن"، ما أدى إلى إنشاء شركة جديدة أطلق عليها "وارنر براذرز ديسكفري". وتم إطلاق خدمة البث "سي إن إن +" في 29 مارس الماضي.
اقترضت شركة "ديسكفري" 30 مليار دولار لإكمال صفقتها مع شركة "وارنر ميديا"، وتعهدت بإيجاد 3 مليارات دولار على شكل دعم وتضافر من الشركة المندمجة. وتعد الميزانية المتوقعة لـ"سي إن إن +" أحد المصادر التي من المحتمل أن تتعرض لتخفيضات، وفقاً لتقارير نشرتها موقع "أكسيوس" (Axios) و "سي إن بي سي" (CNBC).
كانت خدمة البث تمثل أولوية بالنسبة لرئيس "سي إن إن" السابق جيف زوكر، الذي أراد وضع الشبكة في المستقبل، حيث يشاهد معظم الناس التلفزيون عبر الإنترنت بدلاً من مزودي الكابلات والأقمار الصناعية. ترك "زوكر" الشركة في وقت سابق من هذا العام، بسبب علاقة غير لائقة مع إحدى مساعديه الرئيسيين، وسيتولى كريس ليخت، المنتج التنفيذي لبرنامج "العرض المتأخر مع سيفن كولبيرت" (The Late Show With Stephen Colbert) منصب الرئيس الجديد لـ"سي إن إن" في شهر مايو المقبل.
اقرأ أيضاً: حروب البث الرقمي.. هل تبدأ "نتفلكس"موجة استحواذات بشراء "ديسكفوري"؟
تم تعيين "ليخت" من قبل ديفيد زاسلاف، الذي قاد "ديسكفري" وأصبح الرئيس التنفيذي لشركة "وارنر براذرز ديسكفري" الجديدة عند اكتمال الاندماج الأسبوع الماضي. يخطط "زاسلاف" لتجميع خدمات البث الأخرى للشركة، "إتش بي أو ماكس" (HBO Max) و"ديسكفري +"، في حزمة واحدة بسعر جديد. وفي أواخر العام الماضي، قام بتقليص عدد كبير من المشاريع عالية التكلفة من ميزانية "ديسكفري +".
في الوقت ذاته يُثار السؤال بشأن ما إذا كان "زاسلاف" سيتحلى بالصبر أم لا، فقد استغرقت شركة "نيويورك تايمز" أربع سنوات للوصول إلى مليون مشترك عبر الإنترنت. كان ذلك قبل سنوات، عندما كان العملاء أقل دراية بالاشتراكات عبر الإنترنت، لكن حتى الخدمات الأحدث استغرقت سنوات لبناء قواعد مشتركين كبيرة.