عندما يتعلق الأمر بالقيادة، يشعر دان هنري بمشاعر متناقضة، فمن جهة، هو رئيس تنفيذي في مجال التكنولوجيا بوقت ضيق وعلى دراية كبيرة بمخاطر المناخ، ومن جهة أخرى هو يعشق السيارات القديمة، وبشكل خاص "أوستن هيلي 3000 إم كيه 2" من عام 1966.
لحل هذه المشكلة على هنري تعديل المركبة، وإزالة تركيبتها الداخلية العاملة على الوقود واستبدالها ببطارية.
من يمتلك مستقبل السيارات الكهربائية؟
المشكلة
تحويل سيارة قديمة إلى سيارة كهربائية يُعدُّ عملية معقدة ومكلفة، فمنذ أكثر من 60 عاماً، لم يكن مصممو السيارات يفكرون في ضرورة وجود مكان لوضع بطارية ضخمة.
قامت شركة "مومنت موتور" (Moment Motor)، وهي ورشة مختصة بالسيارات وتقع في أوستن، بتحويل أربع من سيارات دان هنري إلى كهربائية. حيث يبدأ الطاقم بإجراء مسح ثلاثي الأبعاد لحجرة المحرك، ومكان ناقل الحركة (عمق السيارة) وصندوق الأمتعة، ثم يتم تحميل البيانات عبر نموذج (CAD) لتحديد المكان المناسب لحزمة الطاقة (كما هو الحال في أغلب الأحيان، تُستخدم بطاريات صغيرة متعددة). ويتضمن التعديل في بعض الأحيان إعادة العمل على المكابح ونظام التعليق حتى تستطيع تحمل المعدات الأثقل التي ستُركب.
يقول مارك دايفيز: "بعض الأشخاص يعترضون بشدة بسبب أننا نزيل روح السيارة منها كما يقولون.. لكننا في الواقع نقوم بعملية حفظ لها".
لماذا الأمر صعب؟
لا يوجد الكثير من الورشات مثل "مومنت"، ويعود ذلك لأسباب وجيهة، إذ يتطلب تعديل سيارة عمرها عقود لتصبح مركبة كهربائية - ما يعرف بـ"إليكترومود" (electromod) - مجموعة من المهارات تقتصر على فئة معينة تجمع بين خبرات الميكانيكا والكهربائية وتطوير البرمجيات.
عن ذلك، يقول مارك دايفيز، مؤسس "مومنت"، والذي يوظف كثير من شركات التكنولوجيا، وورش تعديل وتجديد السيارات: "معظم ممتهني الميكانيكا لا يستطيعون إجراء تلك القفزة.. نحن بحاجة لأشخاص لا يستطيعون استخدام مفاتيح الربط فحسب، وإنما يمكنهم التعامل بمهارة مع أجهزة الحاسب الآلية المحمولة".
المخاطر
يشهد سوق السيارات الكلاسيكية انتعاشاً ملحوظاً، وتم بيع 36 ألف و254 سيارة قديمة في المزادات الأمريكية خلال العام الماضي، بقيمة تصل إلى 2.2 مليار دولار. وكان من أسباب الانتعاش المكاسب الهائلة التي حققها الأشخاص في أسواق الأسهم، ورغبتهم بالقيام بأشياء مختلفة أثناء الوباء بالإضافة للحنين إلى القيادة، وفقاً لشركة التأمين "هاغرتي" (Hagerty ).
لماذا يفضل الأثرياء اقتناء هذه السيارات؟
كذلك يقدر عدد السيارات القديمة التي يتم تبادلها في الأسواق المباشرة من شخص لآخر مثل سوق "كرايغزليست" (Craigslist) بعشرة أضعاف هذا الرقم.
يوجد أمل
على مر العقود، طالما عمل الهواة على تحويل السيارات الكلاسيكية إلى أخرى كهربائية، لكن التطورات الأخيرة في مجال البطاريات والمحركات وسعّت هذه السوق، وأصبح تجميع أجزاء السيارة الكهربائية يعد تمرين تسوق بسيط في الوقت الحالي، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يشترون هذه السيارات بغرض جعلها أكثر صداقة للبيئة فقط.