تفوَّقت "نتفلكس" على تقديرات "وول ستريت" بعد أن سجلت أقوى نمو في عدد مشتركيها هذا العام، بفضل شعبية المسلسل الدرامي من كوريا الجنوبية، "لعبة الحبّار" (Squid Game).
أضافت الشركة 4.38 مليون مشترك في الربع الثالث، وفقاً لبيان يوم الثلاثاء، متجاوزة بذلك التوقُّعات البالغة 3.72 مليون مشترك. وتتوقَّع "نتفلكس" تسجيل 8.5 مليون عميل في الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الحالي، مقارنة بتقديرات "وول ستريت" البالغة 8.32 مليوناً.
غيَّرت قائمة البرامج المزدحمة لشهر سبتمبر مسار العام بالنسبة لـ"نتفلكس"، بعدما أضافت الخدمة 5.5 مليون عميل فقط في الشهور الستة الأولى من العام 2021، وهو العدد الأقل منذ 2013. وجاء ذلك بعد أن قلق المحللون سابقاً من استمرار التباطؤ لما بعد شهري يوليو وأغسطس في ظل عدم عودة المسلسلات الأكثر شعبية. لكن جلبت المواسم الجديدة من المسلسلات، مثل: "بيت المال" (La Casa de Papel)، و"لعبة الحبّار"، ملايين العملاء الجدد.
بدأ حوالي 142 مليون مشترك من الأسر في مشاهدة مسلسل "لعبة الحبّار"، مما جعله العرض الجديد الأكثر مشاهدة في تاريخ "نتفلكس"، وتسير الشركة نحو إضافة أكثر من 18 مليون عميل هذا العام، بالرغم من أنَّه العدد الأقل منذ العام 2016.
تراجعت أسهم شركة "نتفلكس" بشكل طفيف في جلسة التداول الموسع بعد إعلان النتائج. وحقَّق السهم نجاحاً في الآونة الأخيرة بعدما تحقَّقت آمال المستثمرين بشأن تسارع نموه، ليرتفع بنسبة 34% عن أدنى مستوى له في شهر مايو 2021.
القدرة على النمو
لكن يتساءل المستثمرون عن قدرة "نتفلكس" على الاحتفاظ بنموها في آسيا، وأوروبا في السنوات المقبلة.
فقد زوَّدت المنطقتان الشركة بمعظم عملائها الجدد في الربع الأول، بعدما جذبت ما يقرب من 4 ملايين من المشتركين إلى الخدمة. كانت آسيا أسرع مناطق"نتفلكس" نمواً في الشهور الأخيرة، وعزز مسلسل "لعبة الحبّار" هذا الاتجاه، بعد أن كانت مناطق أوروبا، والشرق الأوسط، وأفريقيا السوق الأسرع نمواً خلال العامين الماضيين. وتستثمر الشركة ملايين الدولارات في الإنتاج في كل من كوريا الجنوبية، والهند، واليابان، فضلاً عن أفريقيا.
[object Promise]قالت الشركة: "نحن ننتج الآن برامج تلفزيونية وأفلاماً محلية في حوالي 45 دولة، ولدينا علاقات عميقة مع المجتمعات الإبداعية في جميع أنحاء العالم".
لكن لم تتناول "نتفلكس" الجدل حول نكات الممثل الكوميدي ديف تشابيل المتعلقة بالمثليين والمتحوّلين جنسياً في عرض خاص من نوع الـ "ستاند-أب"، مما أدى إلى اضطرابات عمالية، وتسريب لمستندات الشركة. خطط بعض شركاء "نتفلكس" من المبدعين للتظاهر خارج مكاتبها في هوليوود يوم الأربعاء، تضامناً مع تلك المجتمعات.
في الوقت نفسه، يشعر المستثمرون بالقلق من أن تؤدي المنافسة إلى إبطاء أو ارتداد نمو "نتفلكس" أيضاً، لكن أصرت الشركة على أنَّ أمامها الكثير من النمو. أثبتت "نتفلكس" فعلياً أنَّ المتشككين على خطأ في عدَّة مسائل أخرى، قائلة إنَّ التدفق النقدي سيكون إيجابياً العام المقبل، كما سيكون سنوياً خلال مسيرتها القادمة. بدأت الشركة أيضاً في إنتاج مسلسلات وأفلام شهيرة داخلياً إلى جانب المنتجين الخارجيين.
تتوقع "نتفلكس" وصولها إلى 450 مليون عميل أو أكثر في جميع أنحاء العالم، ولكي يحدث ذلك؛ ستحتاج إلى تسجيل عملاء في البلدان الفقيرة بسبب بطء نموها الداخلي، وبعد ربع واحد فقط من خسارة 430 ألف عميل في الولايات المتحدة وكندا؛ أضافت "نتفلكس" 70 ألف مشترك. كما بدأت الشركة في اختبار خطة مجانية في كينيا، التي تأمل من خلالها جذب العملاء للترقية إلى اشتراك كامل.
تُنذر الأفلام الكبيرة بنهاية كبيرة لـ "نتفلكس" هذا العام، كما أنَّ لديها قائمة ثرية من الأفلام ذات الأسماء الكبيرة خلال الشهرين المقبلين، تشمل فيلم "ملحوظة حمراء"
(Red Notice)، بطولة دواين جونسون، وريان رينولد، و فيلم "قوة الكلب" (The Power of the Dog)، بطولة بينديكت كامبرباتش، وكيرستن دونست.