يدعو برلمانيون ينتمون للحزب الحاكم في اليابان لانضمام تايوان لاتفاقية تجارية لدول المحيط الهادئ بهدف مواجهة نفوذ الصين، وذلك في أحدث محاولة من جانب طوكيو لدعم الجزيرة ذات الحكم الديمقراطي.
تعهد نواب "الحزب الليبرالي الديمقراطي" بدعم انضمام تايوان إلى "اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ" خلال المحادثات الأمنية الأولى من نوعها مع نظرائهم التايوانيين يوم الجمعة.
وقال تاكو أوتسوكا، عضو البرلمان عن "الحزب الديمقراطي الليبرالي"، إنهم طلبوا من تايبيه المساعدة في ضمان اختيار العملاق التايواني "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" اليابان كمركز تصنيع للشركة.
وأضاف أوتسوكا الذي يرأس "لجنة الدفاع في الحزب الليبرالي الديمقراطي" قائلاً: "مشاركة تايوان المبكرة في الشراكة عبر المحيط الهادئ مهمة للغاية. قلنا لهم إننا نرغب في دعمهم".
في المقابل، أكد لو تشي تشينغ النائب التايواني عن "الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم"، أن الجزيرة ستظهر إرادة قوية للانضمام للاتفاقية في إطار الموقف الذي طالما تبناه حامل لواء الحزب الرئيس تساي إنغ ون.
اتفاقية الشراكة
قد لا تضمن موافقة اليابان الرسمية انضمام تايوان لاتفاقية التجارة التي تضم 11 دولة، والمعروفة رسمياً باسم "الشراكة عبر المحيط الهادئ" إلا أنها تزيد احتمالات انضمامها. حيث لعبت اليابان التي تعد أكبر اقتصاد بين دول الاتفاقية دوراً رائداً في التوسط لإتمام الاتفاقية بعد سحب الرئيس السابق دونالد ترمب الولايات المتحدة من المحادثات في عام 2017.
على الجانب الأخر، يسيطر القلق على باقي أعضاء الاتفاق من غضب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إذا ما وافقوا على انضمام تايوان، والذي يمكن أن تنظر إليه الصين بصفته خطوة نحو الاعتراف الرسمي بالحكومة المنافسة في تايبيه.
يعتبر "الحزب الشيوعي" تايوان جزءاً من أراضي الصين. ورغم عدم سيطرته على الجزيرة مطلقاً، إلا أن الحزب يطلب من الشركاء الدبلوماسيين عدم إقامة علاقات رسمية مع تايبيه.
وقد انتقد تشاو ليغيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية محادثات "الحزب الديمقراطي الليبرالي" و"الحزب الديمقراطي التقدمي" يوم الجمعة، قائلاً، إن وضع تايوان "يثير تحفظات سياسية" بشأن علاقة بكين وطوكيو.
وقال تشاو، في إشارة إلى استعمار اليابان لتايوان قبل الحرب العالمية الثانية: "تتحمل اليابان مسؤولية تاريخية فيما ارتكبته من جرائم في تلك القضية ما يوجب عليها ضرورة التصرف بحكمة. كما نطالب اليابان بالتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين والامتناع عن الرسائل الخاطئة الداعمة لاستقلال تايوان بالقوة".
مطالب بعودة أمريكا
يزيد انضمام تايوان للاتفاقية من صعوبة انضمام بكين، التي حاولت لوقتٍ طويل للانضمام. وقد عقدت الصين محادثات أولية بشأن الانضمام للاتفاقية ما زاد من وتيرة الدعوات التي تطالب الرئيس جو بايدن بعودة الولايات المتحدة للاتفاقية مرة أخرى.
وقد أكد بايدن ورئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، على أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وذلك خلال زيارة سوغا للبيت الأبيض في أبريل الماضي، وذلك في أول إشارة للجزيرة في البيان المشترك منذ تحويل البلدين العلاقات الرسمية من تايبيه إلى بكين في عام 1970.
يكثِّف وزراء يابانيون وقيادات في الحزب الحاكم من دعمهم لتايوان وسط مخاوف من تصاعد حملة القمع الصينية في هونغ كونغ.
ويتزايد قلق الولايات المتحدة وحلفائها مثل اليابان بشأن تايوان في ظل إصرار الصين المتزايد على بسط سيطرتها على الجزيرة، التي تعد مركزاً عالمياً لصناعة أشباه الموصلات وركيزة أساسية لسلاسل التوريد العالمية.
وقال ماساهيسا ساتو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالحزب الديمقراطي الليبرالي لنظرائه التايوانيين، إن تعزيز العلاقات الدفاعية أصبح أكثر أهمية للجانبين.
وأشار ساتو إلى تغيير الصين الوضع الراهن في المنطقة من جانب واحد ما أثر ليس فقط على أمن مضيق تايوان ولكن على اليابان أيضاً. وأكد في تصريحاته للصحفيين على أن الجانبين اتفقا على عقد الاجتماعات بشكل منتظم.
كان برلمانيون من الولايات المتحدة وتايوان واليابان قد أجروا محادثات ثلاثية افتراضية عبر الإنترنت في يوليو الماضي والتي رفضتها "وزارة الخارجية الصينية" ووصفتها بأنها "سلبية وخاطئة من حيث الشكل والمضمون".