ربما تتسبَّب قرارات أستراليا بإغلاق البلاد في انكماش اقتصادي عميق خلال الربع الحالي، وفق بنك "غولدمان ساكس"، في حين سيؤدي رفع القيود بوتيرة أبطأ بسبب سلالة "دلتا" المتحوِّلة شديدة العدوى إلى زيادة الضغوط على فرص الانتعاش.
في مذكرة بحثية اليوم الإثنين، قال اقتصاديو "غولدمان ساكس" بقيادة أندرو بوك، إنَّ إجمالي الناتج المحلي قد ينخفض بنسبة 2% خلال الربع الثالث من العام الجاري مقارنة بالفترة السابقة، بسبب تراجع استهلاك الأسر ونشاط البناء. ثم يُنتظر أن يحقِّق الاقتصاد نموَّاً بنسبة 1.8% خلال الربع الأخير مع تخفيف القيود على الحركة بشكل أكثر تدرُّجاً مما حدث قبل ذلك.
سحب برنامج التيسير
قال بوك: "تصاعدت الضغوط السلبية على توقُّعات الاقتصاد الكلي لأستراليا بنسبة كبيرة منذ أوائل شهر يوليو، عندما أعلن بنك الاحتياطي الأسترالي عن خطَّة سحب برنامج التيسير النقدي. ويتضمَّن السيناريو الأساسي لتوقُّعاتنا أن يبدأ سحب برنامج التيسير النقدي في شهر سبتمبر، وفق ما هو مقرر (بنسبة احتمال 65%)، لكنَّنا مازلنا نرى أسباباً قوية حتى يقوم البنك بتأجيل أي إجراءات (حتى إنْ كانت بسيطة) لسحب سياسة التحفيز النقدي".
اقرأ المزيد: أستراليا تتمسك بخطة خفض مشتريات السندات
أدت أحدث موجة تفشي للفيروس في أستراليا إلى إغلاق مدينتي سيدني وملبورن، في حين تنتج مقاطعتا نيوساوث ويلز، وفيكتوريا – اللتان تقع فيهما المدينتان –نحو نصف إجمالي الناتج المحلي للبلاد. وأجبر ارتفاع مستوى العدوى البلاد على مراجعة استراتيجيتها للقضاء على الفيروس. والآن يقول رئيس الوزراء سكوت موريسون، إنَّه من غير المحتمل أن تعود أستراليا لتكون بلداً خالياً من الإصابات.
أستراليا تخطو بحذر للخروج نهائياً من المحفزات المالية
ترتب على مراجعة "غولدمان ساكس" خفض التوقُّعات لعام 2021 بنحو نصف نقطة مئوية كمتوسط سنوي إلى 4.2%. وفي المقابل، صعدت التقديرات لعام 2022 بمقدار 0.4 نقطة مئوية إلى 4.2%.
جهود التطعيم
في الوقت نفسه، تزداد معدلات التطعيم في أستراليا بوتيرة سريعة بعد بدايتها البطيئة. واستناداً إلى الوتيرة الحالية، يتوقَّع "غولدمان ساكس" أن تصعد نسبة البالغين الحاصلين على جرعتين من 30% حالياً إلى 70-80% التي تستهدفها الحكومة بحلول منتصف شهر نوفمبر.
قال بوك: "في حين يدعو هذا التحسُّن إلى التفاؤل، تثير تجربة البلدان الأكثر تقدُّماً في عمليات التطعيم عدداً من المشاكل المحتملة في الأفق".
كورونا يؤجل "فقاعة السفر" بين أستراليا وسنغافورة لنهاية 2021
تشمل هذه المشاكل تردد فئة الشباب في تناول اللقاح، واحتمال الاحتياج إلى تقديم حوافز مرتبطة بالحصول عليه، بما في ذلك جوازات التطعيم. كما أنَّ هناك مشكلات تتعلَّق بالجرعات الإضافية المنشطة، وتلاميذ المدارس، والعدوى بعد التطعيم التي تمثِّل تحدِّياً في معركة القضاء على فيروس كوفيد، كما يقول بوك.