عاد المستثمرون للبحث عن العائد في الأسواق الناشئة، وإن كان ذلك مترافقاً بتطور حذر.
تعدُّ السندات شبه السيادية والأوراق المالية التي تصدرها الشركات التي تعود ملكيتها جزئياً على الأقل للحكومة رائجةً لمؤسسات من بينها "غولدمان ساكس"، و"بارينغز" (Barings)، إذ تسعيان إلى عوائد قوية وسط عدم يقين اقتصادي كبير.
يتضمَّن هذا الدَّين بعض مخاطر الائتمان، ويحقق عائداً أكثر من السندات السيادية، وغالباً ما يعدُّ أكثر أماناً من سندات الشركات الصافية. حقَّق مقياس "بلومبرغ باركليز" لعائد شركات الأسواق الناشئة، والديون شبه السيادية بالدولار عائداً بنسبة 5.7% منذ أن أغلق الفيروس المدن في أوائل مارس 2020، مقارنة بعائد قدره 3.3% من مؤشر مماثل يتتبَّع الأوراق المالية الحكومية بدقة.
ويوازن المستثمرون مخاطر القلق بشأن تأثير سلالة "دلتا" المتحوِّلة على تعافي النمو الوليد في العالم. أدت هذه المخاوف إلى انخفاض في العائدات، مما أشعل الاهتمام بالأصول التي يمكن أن تقدِّم عوائد مقنعة إلى جانب التخفيف من المخاطر.
قالت سارة غروت، كبيرة المحللين الإستراتيجيين في "غولدمان ساكس" في لندن: "غالباً ما تكون السندات شبه السيادية نسخة تجريبية عالية من السندات السيادية. إذا كنت تحب حمل السندات السيادية، فمن المنطقي أن تأخذ بعين الاعتبار بعض السندات شبه السيادية".
عائد أفضل
في حين يُظهر تحليل الشركة أنَّ متوسط هوامش السندات شبه السيادية يوفِّر انتعاشاً في العائد بمقدار 80 نقطة أساس، يمكن أن تقدِّم السندات المرتبطة بالطاقة من الشركات السيادية، مثل "كازموناي غاز" (KazMunayGas) في كازاخستان و"ممر الغاز الجنوبي الأذربيجاني" المزيد.
قال أوموتوند لاوال، رئيس ديون الشركات في الأسواق الناشئة في "بارينغز"، إنَّ شركة "بتروليوس مكسيكانوس" النفطية المكسيكية المملوكة للدولة تبدو رخيصة أيضاً، وتستفيد من الدعم الذي تحصل عليه من الإدارة. تعود السندات الدولارية المستحقة في عام 2050 من "بيماكس" (Pemex)، الاسم الذي تعرف به شركة التنقيب، بحوالي 8.1% مقارنة بعائد 4.1% من السندات الحكومية المكسيكية للمدَّة نفسها، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
قال لاوال: "تشعر براحة أكبر بسبب حقيقة أنَّها مملوكة للحكومة، وأنَّ لها قيمة استراتيجية كبيرة بالنسبة للحكومة المكسيكية. يتعلَّق الأمر حقَّاً بالنظر إليها باعتبارها تحقق عائداً أعلى من السندات السيادية".
أسباب متعددة تؤهل أسهم الأسواق الناشئة لموجة من الصعود
تشتد المخاطر السياسية من أمريكا اللاتينية- حيث انتخبت البيرو زعيماً يسارياً- إلى الصين، إذ أثَّرت الإجراءات الصارمة الأخيرة على المقترضين، ومن بينهم شركات مملوكة للدولة، مع مضاعفة صانعي السياسات لجهودهم لغرس الانضباط المالي، والحد من المخاطر الأخلاقية في أسواق الائتمان.
تمَّ تكثيف التدقيق في الديون المرتبطة بالدولة هذا العام، ويفكر المستثمرون في إعادة هيكلة محتملة لشركة "تشاينا هوارونغ أسيت مانجمنت"، مما يضيف إلى المخاوف بعد زيادة حالات التعثُّر بين الشركات المملوكة للدولة في أواخر العام الماضي.
متابعة البنوك المركزية
• قد يرفع البنك المركزي المكسيكي أسعار الفائدة يوم الخميس لاحتواء التضخم، حتى مع سعي الاقتصاد لاستعادة موقعه بعد أسوأ انكماش اقتصادي منذ ما يقرب من قرن.
• من المتوقَّع أن تترك السلطة النقدية التركية تكاليف الاقتراض دون تغيير يوم الخميس، برغم ضغوط الرئيس رجب طيب أردوغان لخفض أسعار الفائدة.
* تعهد البنك المركزي التركي بالحفاظ على معدلات الفائدة، والبالغة حالياً 19%، أعلى من التضخم المحقَّق والمتوقَّع، وقد أدى ارتفاع الأسعار في يوليو إلى صعود التضخم إلى 18.95%.
اقرأ المزيد: "المركزي التركي" يبقي أسعار الفائدة دون تغيير عند 19%
• من المحتمل أن يحافظ البنك المركزي الفلبيني على سعر الفائدة القياسي عند مستوى قياسي منخفض يبلغ 2% في اليوم نفسه. حيث اقترب البيزو من أدنى مستوياته منذ مايو 2020 بعد أن قال البنك المركزي، إنَّ خفض نسبة الاحتياطي مطروح للنقاش.
* قالت يوجينيا فيكتورينو، رئيسة إستراتيجية آسيا في "سكاندينافيسكا إنسكيلد بانكين" (Skandinaviska Enskilda Banken) في سنغافورة: "أدت التقارير عن احتمال خفض نسبة الاحتياطي إلى تغطية صفقات البيع في زوج العملات دولار/بيزو. لكن نظراً لضعف الطلب المحلي، ليس هناك طلب حقيقي على زوج العملات هذا في هذه المرحلة".
* ستعلن الدولة عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي يوم الثلاثاء. ومن المحتمل أن يكون الاقتصاد قد توسَّع بنسبة 12.6% عن العام الماضي في الربع الثاني، وفقاً لـ"بلومبرغ إيكونوميكس". كما يلقي الإغلاق الصارم لمدة أسبوعين في مانيلا حتى 20 أغسطس بثقله على توقُّعات النمو
• قد يرفع البنك المركزي في بيرو أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.5% في استجابة لارتفاع التضخم، وتوقُّعات التضخم، وفقاً لبلومبرغ إيكونوميكس.
• ستصدر السلطة النقدية البرازيلية محضر اجتماعها الأخير يوم الثلاثاء، فقد رفع صانعو السياسة سعر الفائدة الرئيسي نقطة مئوية كاملة.
اقرأ المزيد: البرازيل تبدأ في ترويض التضخم
• سيقدِّم رئيس البنك المركزي الروماني، الذي اعتمد نبرة أكثر تشدُّداً مؤخراً، توقُّعات محدثة للتضخم.
ما الذي يجب مراقبته أيضاً؟
• من المقرر أن تنشر الصين بيانات حول تضخم أسعار المستهلكين والمنتجين يوم الإثنين.
• ستصدر المكسيك بيانات أسعار المستهلكين لشهر يوليو يوم الإثنين، لتقدِّم للمستثمرين والاقتصاديين نظرة أخيرة على التضخم قبل قرار البنك المركزي يوم الخميس.
* ستصدر الدولة أيضاً أرقام الإنتاج الصناعي يوم الأربعاء.
• سيراقب المتداولون أيضاً أرقام التضخم في البرازيل يوم الثلاثاء، وبيانات مبيعات التجزئة يوم الأربعاء، وقراءة النشاط الاقتصادي لشهر يونيو يوم الجمعة، وذلك بحثاً عن علامات النمو في أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
• ستصدر الهند بيانات تضخم أسعار المستهلكين يوم الخميس.
• في كولومبيا، سيراقب التجار مبيعات التجزئة لشهر يونيو يوم الخميس بحثاً عن أدلة حول سلوك المتسوِّقين وسط مخاطر الوباء المستمرة.
• من المحتمل أن تُظهر القراءة السريعة لبيانات الناتج المحلي الإجمالي لروسيا يوم الجمعة انتعاشاً كبيراً خلال الربع الثاني، مدعوماً بالحوافز وأسعار الطاقة.
العقوبات الأمريكية تهدِّد السندات السيادية الروسية
• في اليوم نفسه، من المتوقَّع أيضاً أن تسجِّل بولندا انتعاشاً في ناتجها المحلي الإجمالي.
• قد يُظهر إصدار بيانات الناتج المحلي الإجمالي الماليزي، يوم الجمعة أيضاً، توسُّع الاقتصاد بنسبة 14.5% عن العام الماضي، مدعوماً بتأثير أساسي إيجابي بعد الانكماش الحاد في العام الماضي بسبب الوباء، وفقاً لبلومبرغ إيكونوميكس
