أعرب بيدرو فرانك، وزير مالية بيرو، عن رغبته في الإبقاء على رئيس البنك المركزي بعد حديث للرجلين، قائلاً إن الحكومة الجديدة أعطته مجالاً لتنفيذ سياساته الاقتصادية.
أدى فرانك، الاقتصادي السابق بالبنك الدولي، اليمين في وقتٍ متأخر من ليلة الجمعة وسط قلق المستثمرين في وقت سابق من أنه لن يتولى المنصب بعد التعيينات الوزارية من قبل الرئيس بيدرو كاستيلو التي شملت تعيين غيدو بيليدو في منصب رئيس الوزراء، وهو المشرِّع الذي يعتبر حكومة كوبا الشيوعية ديمقراطية. وقام بيليدو بنشر تغريدة دعم فيها سياسات فرانك ليلة الجمعة.
وفي أول مقابلة له بعد توليه المنصب الجديد يوم الأحد، قال فرانك: "بدا لي أنه من الضروري أن أحصل على دعم كامل للسياسة الاقتصادية التي اقترحناها. تم حل ذلك فعلياً لحسن الحظ، ويبدو لي أن ذلك سيمنحنا مساحة لتطوير أسلوبنا الاقتصادي بطريقة آمنة تماماً"، مضيفاً بأنه لم يكن على اتصال كبير مع بيليدو قبل أداء اليمين.
تراجع العملة
قدّم فرانك للمستثمرين معادلة متوازنة وخطوة لإعادة تعيين جوليو فيلاردي، رئيس البنك المركزي منذ عام 2006، لكي يُساعد في الحفاظ على الشعور باستمرارية الأسواق.
تعد سوق الأوراق المالية في بيرو الأسوأ أداءً في العالم هذا العام، وكان تراجع عملة (سول) الأكبر من أي عملة أخرى خلال الشهر الماضي، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
كما انخفض العائد على السندات الدولارية المُستحقة في 2050 بنقطة أساس واحدة في التداول الآسيوي يوم الإثنين، منهياً بذلك ستة أيام من الارتفاعات.
وقال فرانك: "نحن مقتنعون بضرورة التصرف بمسؤولية مالية والحفاظ على الديون عند مستوى حذر. الأمر الأهم هو أن نضمن التنسيق بين السياسة الاقتصادية والسياسة النقدية"، مضيفاً بأن هذا كان الهدف من اجتماعه مع فيلاردي.
إلا أن فرنك سيُجري مكالمة أخرى مع فيلاردي يوم الإثنين، وفقاً لقوله، متوقعاً أن يقبل رئيس البنك المركزي عرض كاستيلو للبقاء في المنصب.
ضريبة على التعدين
أحاط الغموض النسبي هذا العام بالمدرس السابق والزعيم النقابي كاستيلو، قبل فوزه بالرئاسة، بعدما دعمه الجناح اليساري في بيرو بشكل مكثَّف.
وتعهد الرئيس بإنفاق المزيد على التعليم، والصحة، وتحقيق عائدات ضريبية أكبر من عمليات التعدين، وأعرب عن رغبته في إعادة صياغة الدستور.
أما فرانك، المُكلف بإنعاش الاقتصاد الذي ضربه الركود وأسوأ معدل وفيات ناتجة عن كوفيد-19 في العالم، فقد قال إن بلاده ستستثمر بكثافة في قطاع الرعاية الصحية.
وأضاف أن "تحصيل الضرائب يسير بسرعة جيدة وينمو بوتيرة جيدة أيضاً، ولدينا مجال لإنفاق المزيد قليلاً"، مشيراً إلى اعتزامه الإعلان عن "المزيد من الإجراءات الضريبية قريباً، بما في ذلك الضريبة على التعدين".
خلال الحملة، نصح فرانك كاستيلو بشأن الاقتصاد وتعهد بالحفاظ إلى حد كبير على سياسات الاقتصاد الكلي للبلاد مع التركيز بشكل أكبر على القضايا الاجتماعية.
ويحظى فرانك بشعبية بين المستثمرين بفضل دعوته إلى استهداف التضخم، والتعقل المالي، واحترام الملكية الخاصة.
ويساعد تعيينه في تخفيف المخاوف من خطاب تنصيب كاستيلو الأسبوع الماضي، والذي دعا فيه بيرو إلى استعادة السيطرة على مواردها الطبيعية، وإعادة التفاوض بشأن اتفاقيات التجارة الحرة، وزيادة الإنفاق الاجتماعي بشكل كبير.