قدرت وزارة الزراعة الأمريكية أن يرتفع عدد البشر الجياع بنحو الثلث خلال العام الجاري، مدفوعاً باستمرار فقدان الدخل بسبب الوباء.
يقدر التقييم السنوي للوزارة للأمن الغذائي في 76 دولة بين متوسطة ومنخفضة الدخل تتلقى أو سبق أن حصلت على إعانات غذائية أمريكية أن 291 مليون شخص إضافي في تلك البلدان لن يكون لديهم ما يكفي من الطعام هذا العام. يأتي نشر البيانات في ظل ارتفاع ضخم في عدد الجياع العام الماضي، حين تسبب الوباء بضائقة اقتصادية.
قدرت الأمم المتحدة في وقت سابق من يوليو أن انعدام الأمن الغذائي العالمي في عام 2020 وصل بالفعل إلى أعلى مستوى له منذ 15 عاماً، حيث أدى فقدان الدخل إلى جعل الوجبات الغذائية الصحية بعيداً عن متناول حوالي عشر سكان العالم.
من المتوقع أن تزداد الأمور سوءاً هذا العام، حيث أدى تضخم السلع الأساسية وتعطل سلاسل التوريد إلى ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً إلى أعلى مستوياتها منذ نحو 10 سنين، وكانت هذه أخباراً سيئةً بخاصة للبلدان الفقيرة التي تعتمد على استيراد الغذاء.
درك أسفل من البؤس
تصل المعاناة الواسعة النطاق التي يدفعها الجوع إلى درك أسفل من البؤس.
كما توقعت دراسة نشرتها مجلة "نيتشر فود" (Nature Food) في يوليو أن تفاقم نقص التغذية بين الأمهات والأطفال في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل سيكلف العالم 30 مليار دولار على شكل فاقد في الإنتاجية المستقبلية. ويزيد تفاقم الجوع أيضاً بين مئات الملايين من الناس، وخاصة في آسيا وأفريقيا، من مخاطر عدم الاستقرار السياسي.
بشكل عام، سيعاني 1.2 مليار شخص في 76 دولة شملها تقرير وزارة الزراعة الأمريكية - يمثلون 31% من سكانها - من انعدام الأمن الغذائي هذا العام. قبل الوباء ، قدرت وزارة الزراعة الأمريكية أن 761 مليون شخص، أو أقل من 20% من إجمالي سكان هذه الدول، هم ضمن هذه الفئة.
معظم الأشخاص الإضافيين الذين تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن يعانوا من حالة انعدام الأمن الغذائي خلال 2021 موجودون في آسيا، وهو ما يمثل زيادة قدرها 72%.
ستشهد بنغلاديش والهند وباكستان وإندونيسيا قفزات كبيرة بشكل خاص في عدد الأشخاص الذين ليس لديهم طعام كاف، وفقاً للتقرير. تمثل منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 21% من الزيادة العالمية في عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية.
واحد من خمسة يأكل كفاية
من المتوقع أن تشهد اليمن وزيمبابوي والكونغو أعلى معدل لانتشار الجوع، حيث لا يستطيع أكثر من 80% من سكان كل بلد الحصول على ما يكفي من الطعام.
وفقاً للتقرير، فإن الدافع الرئيسي لارتفاع انعدام الأمن الغذائي هو الانخفاض المستمر في الدخل بالبلدان مقارنة بمستويات ما قبل الوباء.
قال مؤلفو التقرير إن التوقعات لم تأخذ في الاعتبار التأثير المحتمل لتغير المناخ أو الصراع المسلح أو عدم الاستقرار السياسي أو الاقتصادي.
تصنف الوزارة الشخص الذي يعاني من انعدام الأمن الغذائي إذا كان غير قادر على الحفاظ على نظام غذائي لا يقل عن 2100 من السعرات الحرارية يومياً، الحد الأدنى للبقاء نشطاً وصحياً.