لن يعود أكثر من نصف العاملين في قطاع الضيافة بالولايات المتحدة إلى وظائفهم السابقة، وأكثر من ثلثهم لا يفكرون حتى في العودة إلى هذه الصناعة، ذلك وفقاً لاستطلاع يسلط الضوء على تحديات التوظيف في المطاعم والحانات والفنادق.
ووفقاً لاستطلاع شمل نحو 13 ألف باحث عن وظيفة خلال الربع الثاني، قام به محرك البحث عن العمل "جوبليست" (Joblist)، لن تؤدي أي زيادة في الأجور أو حوافز إلى عودة هؤلاء الموظفين إلى أماكن عملهم السابقة. ووجد الاستطلاع أيضاً أن هؤلاء الموظفين السابقين في مجال الضيافة أكدوا رغبتهم في الحصول على رواتب أعلى، ومكان عمل يتطلب مجهوداً بدنياً أقل، ومزايا أفضل.
تظهر النتائج مدى عدم شعبية هذه الصناعة مع إعادة فتح الاقتصاد بشكل متقطع، إذ يعتبر العدد المرتفع من فرص العمل الشاغرة في البلاد، وعديد منها في قطاع الخدمات، إشارة إلى عدم القدرة على تلبية الطلب المتزايد من المستهلكين، مما يهدد بإبطاء الانتعاش العام.
حدد جيمس نايتلي، كبير الاقتصاديين الدوليين في "آي إن جي" (ING)، في مذكرة للعملاء تداعيات ذلك في أنه " إذا لم تتمكن الشركات من التوسع كما هو مخطط لها، فإن توقعات النمو ستكون أضعف".
تشير بيانات أخرى إلى معاناة القطاع، إذ تباطأ مؤشر الخدمات لشهر يونيو التابع لـ"معهد إدارة التوريد" عن مستواه القياسي في مايو، بسبب تقلص معيار التوظيف.
عجز التوظيف
إلى ذلك، أظهر مسح شهريّ منفصل صادر عن وزارة العمل ارتفاع فرص التوظيف إلى مستوى قياسي في مايو، مما يشير إلى أن أرباب العمل يواجهون مصاعب لملء الوظائف الشاغرة. كما أنه رغم انخفاض عدد الأشخاص الذين تركوا وظائفهم طواعية، فإنه لا يزال يعد من بين أعلى المعدلات المسجلة عند 3.6 مليون.
تظهر البيانات أن صناعات السكن السياحي والخدمات الغذائية كانت من بين القطاعات التي لديها أكبر عدد من الوظائف الشاغرة، إلى جانب الرعاية الصحية والتعليم.
وفي حين أن بعض العوامل التي تبعد الناس عن سوق العمل قد تتراجع في الأشهر المقبلة، بما في ذلك المشكلات المتعلقة برعاية الأطفال وانتهاء استحقاقات البطالة الطارئة، فإن التغييرات الأخرى قد تستغرق شهوراً أو سنوات حتى تنجح. وتشمل هذه عدم توافق المهارات وأماكن الإقامة بين احتياجات أصحاب العمل والعاطلين عن العمل، والتقاعد المبكر، وانخفاض الهجرة الموسمية، وفقاً لـ"كابيتال إيكونوميكس"، التي تتوقع استمرار نقص العمالة في العام المقبل.
في هذا السياق قال مايكل بيرس، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في "كابيتال إيكونوميكس"، في مذكرة بحثية: "العلامات المنتشرة لنقص العمالة حقيقية وتعكس عوامل طويلة الأمد، وفي الوقت الذي نحن فيه واثقون من أن هذه العوامل الثلاثة ستُعكَس في نهاية المطاف، فإن ذلك قد يستغرق سنوات عديدة".
في جميع أنحاء الولايات المتحدة لا يزال قطاع الترفيه والضيافة منخفضاً بمقدار 2.2 مليون وظيفة مقارنة بشهر فبراير، وهو عدد كبير من إجمالي 6.7 مليون وظيفة متاحة في كل القطاعات. هذا على الرغم من إعادة فتح الشركات إلى حد كبير، وتأكيد أرباب العمل أنهم بحاجة ماسة إلى العمال.