قال الرئيس دونالد ترمب إنه سيمضي قدماً في فرض تعريفات جمركية جديدة على كندا والمكسيك ابتداءً من يوم الثلاثاء، في هجوم واسع النطاق ضد أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، مما يؤكد سعيه لإعادة تشكيل التجارة العالمية.
وصرّح ترمب للصحفيين يوم الإثنين، عندما سُئل عما إذا كان بإمكان جيران الولايات المتحدة في أميركا الشمالية التوصل إلى اتفاق لتأجيل الرسوم، كما فعلوا قبل شهر، قائلاً: "لا مجال متبقٍ للمكسيك أو لكندا". وأضاف: "كل شيء جاهز. ستدخل الرسوم حيز التنفيذ غداً".
وأعلن البيت الأبيض لاحقاً أن الرئيس ترمب وقّع أمراً يقضي بمضاعفة التعريفة الجمركية على الصين إلى 20%، والتي ستدخل حيز التنفيذ بعد منتصف الليل بقليل في واشنطن.
وجاء في التوجيه أن بكين "لم تتخذ خطوات كافية" لمعالجة تدفق مخدر "الفنتانيل" غير المشروع إلى الولايات المتحدة، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ".
كان ترمب أعلن عزمه فرض رسوم جمركية على البلدين الجارين، قبل أن يؤجل فرضها لمدة شهر، وتنتهي المهلة في 4 مارس.
أثارت هذه التصريحات موجة من التأثيرات على الأسواق، إذ هبط البيزو المكسيكي بنحو 0.9% إلى 20.75 مقابل الدولار، وهو أضعف مستوى منذ أعلن ترمب عن موعد فرض الرسوم في أوائل فبراير. أما الدولار الكندي، فانخفض بنحو 0.5% إلى 1.45 أمام الدولار الأميركي.
كما سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية أدنى مستوياتها خلال الجلسة، وتراجع مؤشر "إس آند بي 500" 111.09 نقطة أو 1.86%، في حين قلص مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري خسائره السابقة، لينخفض بنحو 0.4% فقط.
كندا مستعدة للرد على رسوم ترمب
من جهتها، اعتبرت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي أن بلادها مستعدة لقرار ترمب بفرض رسوم.
وزيرة الخارجية أفادت بعد دقائق من تصريحات ترمب، بأن كندا أعدت في فبراير حزمة شاملة من التعريفات الجمركية المضادة ضد المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة
تشمل الرسوم الكندية المقترحة مجموعة أولية من التعريفات الجمركية على سلع بقيمة 30 مليار دولار كندي (20.6 مليار دولار) من المصدرين الأميركيين، بما في ذلك عصير البرتقال وزبدة الفول السوداني والنبيذ والقهوة، بالإضافة إلى شريحة ثانية على منتجات بقيمة 125 مليار دولار كندي، بما في ذلك السيارات والشاحنات والصلب والألمنيوم، والتي ستدخل حيز التنفيذ في غضون أسابيع قليلة.
وينص الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب في الأول من فبراير، على فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على معظم واردات الولايات المتحدة من كندا والمكسيك، و10% على منتجات الطاقة الكندية مثل النفط الخام.
وقال السيناتور رون جونسون، وهو جمهوري من ولاية ويسكونسن، يوم الإثنين، إنه يشعر بالقلق من أن تعريفات ترمب على كندا والمكسيك ستؤدي إلى تفاقم التضخم. وأضاف في حديثه للصحفيين في مبنى الكونغرس: "أنت تعطل جميع أنواع خطوط التوريد وسلاسل التوريد ومن المحتمل أن تزيد التكاليف على المستهلكين. هناك مخاوف".
وحذر بنك كندا من أن حرب الرسوم الجمركية المطولة من المحتمل أن تؤدي إلى خفض الناتج الكندي بنحو 3% على مدى عامين، و"القضاء على النمو" خلال تلك الفترة. وسوف يعاني الطلب على السلع الكندية في الولايات المتحدة، وسوف يخفض المصدرون الإنتاج والوظائف، سترتفع أسعار المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة، وسينفق المستهلكون والشركات أقل.
تعريفات أخرى في الطريق
في الوقت ذاته، أفادت "بلومبرغ" بأن بكين تدرس الرد على القرار من خلال فرض رسوم على المنتجات الزراعية والغذائية الأميركية، وفقاً لصحيفة "غلوبال تايمز"، وهي منفذ إخباري يُستخدم أحياناً للإشارة إلى مواقف الصين للعالم الخارجي.
كذلك، يخطط ترمب لفرض موجات أخرى من التعريفات بناءً على تقارير يجب أن تُقدم إليه بحلول الأول من أبريل.
أحدها يتعلق بما يُسمى بـ"التعريفات المتبادلة"، حيث سيقوم بفرض معدلات مختلفة لكل دولة على حدة، استناداً إلى حسابات مثل التعريفات الجمركية لدولة أخرى، والحواجز التجارية، وأنظمة الضرائب.
ليس من الواضح ما إذا كانت الرسوم "المتبادلة" ستشمل أي تعريفات مفروضة بالفعل، مثل تلك المتعلقة بالمكسيك وكندا والتي ربطها ترمب بأمن الحدود.
وقال سكوت بيسنت وزير الخزانة الأميركي في برنامج "واجه الأمة" على قناة "سي بي إس": "سنقوم بتقييم ذلك ونمنحهم فرصة لتصحيح الوضع، لذا يمكن أن نشهد إما تصعيداً في التعريفات، أو إذا أراد شركاؤنا التجاريون تصحيح ما كان تجارة غير عادلة، فيمكننا أن نرى التعريفات تُرفع".