
الشرق
تماماً كما فعل مع المكسيك، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب تأجيل فرض رسوم جمركية على صادرات كندا إلى بلاده لمدة شهر، بعدما توصل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة مع رئيس الوزراء جاستن ترودو.
أعلن ترمب سابقاً أنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على صادرات كندا إلى بلاده، ولكنه منح صادرات الطاقة تخفيفاً، لتصبح الرسوم عليها 10% فقط. وكان من المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية حيز التنفيذ مساء اليوم في الولايات المتحدة، قبل التوصل إلى حل بين البلدين الجارين.
هذا التأجيل يعني أن الأنظار ستتجه حالياً إلى الصين، خصوصاً أن ترمب أكد في وقت سابق من اليوم الإثنين، أنه سيتحدث مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال 24 ساعة، ما قد يعني إمكانية الوصول إلى اتفاق آخر، يجنب ثاني أكبر اقتصاد في العالم الرسوم الأميركية.
رئيس الوزراء الكندي ترودو أشار في منشور على منصة "إكس" إلى أنه أجرى محادثة "جيدة" مع ترمب، وهي المحادثة الثانية له مع الرئيس الأميركي اليوم. فتحت الأنباء بشأن المحادثة الثانية نافذة أمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة لتجنب الرسوم التي أثارت قلقاً في الأسواق.
تعهدات كندية
تعهدت كندا بتنفيذ خطتها بشأن الحدود والتي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار، وتشمل تعزيز الحدود بمروحيات جديدة وتكنولوجيا وأفراد، وتعزيز التنسيق مع الأميركيين، وزيادة الموارد لوقف تدفق الفنتانيل، وفق منشور ترودو.
ترودو أضاف أن هناك "نحو 10 آلاف عنصر إنفاذ قانون يعملون وسيعملون على حماية الحدود"، متعهداً بخلق منصب "قيصر الفنتانيل"، وهو منصب سيُخصص لوضع سياسات بهدف محاربة تدفق المخدر غير الشرعي.
كما كشف ترودو أن بلاده ستدرج عصابات تهريب المخدرات على قائمة الإرهابيين، متعهداً بمراقبة الحدود على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وإطلاق قوة ضاربة مشتركة بين كندا والولايات المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة والفنتانيل وغسيل الأموال.
اقرأ أيضاً: البيت الأبيض: بدء تطبيق الرسوم الجمركية على الصين والمكسيك وكندا السبت
ترودو وقع أيضاً على توجيه استخباراتي جديد بشأن الجريمة المنظمة والفنتانيل، وسيدعمه بمبلغ 200 مليون دولار.
ترمب: حققنا نصراً
من جانبه، أعلن ترمب تحقيق "نصر" في هذه المرحلة، لكنه ألمح إلى أن المفاوضات الصعبة لم تنتهِ بعد. وقال الرئيس الأميركي: "أنا سعيد جداً بهذه النتيجة الأولية، وسيتم تعليق التعريفات التي أُعلن عنها يوم السبت لمدة 30 يوماً لمعرفة ما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق نهائي مع كندا"، مشيراً إلى أنه يسعى لمعالجة العجز التجاري الأميركي مع كندا.
في وقت سابق، توصلت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم والرئيس ترمب إلى اتفاق يقضي بإرسال 10000 عنصر من الحرس الوطني المكسيكي إلى الحدود مع الولايات المتحدة للمساعدة في الحد من تدفق الفنتانيل والهجرة غير الشرعية، وهو مطلب رئيسي لترمب لتجنيب المكسيك التعريفات الجمركية.
جاء هذا التطور ليُبعد الشركاء التجاريين الثلاثة في أميركا الشمالية عن حافة حرب تجارية كبرى، على الأقل مؤقتاً، حيث حذر اقتصاديون من أن التصعيد كان سيضر بنمو الاقتصاد الأميركي، ويفاقم التضخم، وربما يدفع كندا والمكسيك إلى الركود.
عقب الإعلان عن الاتفاق، قفز الدولار الكندي بأكثر من 1%، ليصل إلى 1.4418 دولار كندي مقابل نظيره الأميركي بحلول الساعة 5:49 مساءً بتوقيت نيويورك.