أمضى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عشية تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، في تجمع يوم الأحد في "كابيتال وان أرينا" (Capital One Arena) وسط مدينة واشنطن.
قال ترمب: "غداً عند الظهر، يغلق الستار على أربع سنوات طويلة من الانحدار الأميركي، ونبدأ يوماً جديداً تماماً من القوة الأميركية والازدهار والكرامة والفخر"، مضيفاً: "مرة واحدة وإلى الأبد، سننهي حكم المؤسسة السياسية الفاشلة والفاسدة في واشنطن".
قدم الحدث الذي حضره أنصار ترمب في العاصمة، جولة نصر في المدينة التي غادرها الرئيس المنتخب قبل أربع سنوات في ظل ظروف مختلفة تماماً. انتهت فترة ولاية ترمب الأولى في عام 2021، وكان منبوذاً لكثيرين في حزبه، بعد أن قام أنصاره بأعمال شغب في مبنى الكابيتول، في محاولة فاشلة لإبقائه في السلطة.
شمل الحدث الموسيقي مشاركة "كيد روك"، والممثل جون فويت، بالإضافة إلى دانا وايت الرئيس التنفيذي لشركة "ألتيمايت فايتينغ شامبيونشيب" (Ultimate Fighting Championship)، في حين انضم الملياردير إيلون ماسك إلى الرئيس المنتخب على المسرح.
وقال ماسك: "ما يهم في المستقبل هو إجراء تغييرات كبيرة بالفعل. إذا قدمنا هذه التغييرات، فسوف يضع ذلك الأساس لأميركا لتكون قوية لمدة قرن من الزمان، ولقرون، وإلى الأبد".
وكان عضو الكونجرس السابق ماديسون كاوثورن والنائب البريطاني نايجل فاراج من بين الضيوف الحاضرين في الساحة التي تتسع لـ 20 ألف مقعد، والتي تضم فريق "واشنطن ويزاردز" من الدوري الأميركي للمحترفين، وفريق "واشنطن كابيتالز" من الدوري الوطني للهوكي.
تعد مشاركة الرؤساء الجدد في أحداث على حجم الذي جرى الأحد نادرة، إذ غالباً ما يبقون بعيداً عن الأنظار في اليوم السابق لتنصيبهم. ولكن ترمب لديه حب للظهور منذ فترة طويلة، حيث استخدم تجمعاته لجذب انتباه وسائل الإعلام، وتحفيز قاعدته الشعبية.
"عاد تيك توك"
استخدم ترمب التجمع للاحتفال بقرار "تيك توك" إعادة الخدمة، بعد تعهده في وقت سابق من يوم الأحد بأنه سيستخدم الإجراء التنفيذي لتأجيل الحظر على تطبيق مشاركة الفيديوهات.
وقال ترمب: "اعتباراً من اليوم، عاد تيك توك!".
لكنه أشار إلى أن تعهده السابق بـ"مشروع مشترك" قد يكون شركة مملوكة لشركة أميركية والحكومة، وليس شركة "بايت دانس" المملوكة للصين وشريك أميركي. ولم يستجب فريق انتقال ترمب الرئاسي على الفور لطلب توضيح التصريحات.
وقال ترمب: "قلت، سأوافق، لكن دع الولايات المتحدة تمتلك 50% من تيك توك". مضيفاً: "أوافق نيابة عن الولايات المتحدة. لذلك سيكون لديهم شريك -الولايات المتحدة- وسيكون لديهم الكثير من مقدمي العطاءات".
وشدد ترمب على عدم وجود أي خطر على دافعي الضرائب، لأن الحكومة لم تضع أموالاً في الصفقة.
حديث مع رئيس "أبل"
ولفت ترمب أيضاً إلى أنه تحدث مع الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك يوم الأحد. ولم يذكر ما إذا كان قد ناقش مع كوك موضوع "تيك توك"، لكنه قال إن رئيس "أبل" وعد "بإجراء استثمار ضخم في الولايات المتحدة بسبب فوزنا الكبير في الانتخابات". ولم يستجب ممثل شركة "أبل" على الفور لطلب التعليق.
كما كرر الرئيس المنتخب خططه لسلسلة من الإجراءات التنفيذية في أول يوم له في منصبه، متعهداً "بأن يكون الجهد الشامل الأكثر عدوانية لاستعادة حدودنا على الإطلاق"، مع "استعادة الشفافية والمساءلة للحكومة".
وأضاف ترمب: "سنمنحهم أفضل يوم أول، أسبوع، وأكثر مائة يوم استثنائية في أي رئاسة في تاريخ أميركا".
حفل التنصيب
والملاحظ، أن حدث يوم الأحد يحمل وجه شبه مع احتفالية ضخمة أقامها الرئيس المنتخب في مسقط رأسه نيويورك، في حديقة "ماديسون سكوير" قبل يوم الانتخابات. وقد اجتذب هذا التجمع، الذي أثار الجدل بسبب نكتة تحريضية حول بورتوريكو من قبل ممثل كوميدي على خشبة المسرح، بعضاً من أبرز مؤيدي ترمب.
يعد التجمع حدثاً رئيسياً خلال احتفالات عطلة نهاية الأسبوع، قبل تنصيب ترمب الاثنين. أمضى ترمب مساء السبت في نادي ترمب الوطني للغولف في ستيرلينغ بولاية فيرجينيا، حيث انضمت إليه زوجته ميلانيا، وشاهدا عرضاً للألعاب النارية. وفي يوم الأحد، زار ترمب مقبرة أرلينغتون الوطنية، لحضور حفل وضع إكليل الزهور.
قال ترمب: "الناس سعداء، لقد مر وقت طويل. لم يكن أي من هذا ممكناً بدونكم والملايين من المواطنين المجتهدين الذين انضموا إلى قضيتنا".
من المقرر أن يعود ترمب إلى ساحة "كابيتال وان" يوم الاثنين. وتستعد العاصمة لموجة من الثلوج ودرجات الحرارة الباردة، ما أجبر ترمب على إقامة حفل تنصيبه وإلقاء خطابه في داخل القاعة المستديرة في مبنى الكابيتول، ونقل موكب التنصيب إلى الساحة.
في عام 1985، تم نقل حفل تنصيب رونالد ريغان الثاني إلى الداخل، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 7 درجات فهرنهايت (-13 درجة مئوية) عند الظهر، وبلغت برودة الرياح بعد الظهر 20 درجة فهرنهايت تحت الصفر. شهد تنصيب جون إف كينيدي في يناير 1961 أيضاً أجواءً باردة، إذ بلغت الحرارة 22 فهرنهايت.
يسعى ترمب وحلفاؤه إلى بداية حازمة لفترة ولايته الثانية، حيث يخطط الرئيس المنتخب لعدد من الإجراءات التنفيذية التي من المتوقع أن يكشف عنها ويوقع عليها يوم الاثنين، بما في ذلك بعض تعهداته الانتخابية الرئيسية.