قفز الفائض التجاري في الصين العام الماضي إلى مستوى قياسي، حيث سارع المصدرون لتعويض ضعف الطلب المحلي والاستعداد لعودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
بلغ الفائض التجاري مستوى غير مسبوق عند 992 مليار دولار في عام 2024، وفقاً لبيان صادر عن إدارة الجمارك يوم الإثنين. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 21% مقارنة بالعام السابق، مدفوعاً بتسجيل صادرات قياسية وضعف في الواردات.
وسجلت الصادرات الصينية ارتفاعاً قياسياً العام الماضي، مع تسابق الشركات لإرسال شحناتها إلى الخارج لتعويض ضعف الطلب المحلي وقبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
قفزة في صادرات الصين
ووفقاً لبيانات الجمارك التي نقلها "تلفزيون الصين المركزي" يوم الإثنين، ارتفعت الصادرات بنسبة 7.1% إلى 25.5 تريليون يوان (3.5 تريليون دولار) العام الماضي، بينما زادت الواردات بنسبة 2.3%، مما أسفر عن فائض تجاري غير مسبوق بلغ 7.1 تريليون يوان.
شهدت قيمة الشحنات ارتفاعاً شبه شهري على مدار العام، متجاوزة المستويات القياسية التي سُجلت خلال فترة الجائحة. ساهم الطلب القوي من الأسواق الخارجية في دعم اقتصاد محلي يعاني من أزمة مستمرة في قطاع العقارات وضعف الاستهلاك.
لكن هذا الإنجاز قد يكون أحد آخر المحطات البارزة للتجارة الصينية مع الولايات المتحدة بشكل مباشر، حيث تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية أعلى على السلع الصينية فور توليه منصبه الأسبوع المقبل. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم العقابية إلى دفع الشركات الصينية لتوجيه صادراتها نحو أسواق أخرى، مما قد يغرق تلك الأسواق بالسلع الرخيصة ويزيد من حدة التوترات التجارية.
حجم التجارة الصينية
تشهد أسعار الصادرات الصينية انخفاضاً منذ أكثر من عام بسبب تفاقم الانكماش في البلاد، مما أدى إلى تراجع تكلفة السلع. ونتيجة لذلك، تجاوز نمو حجم التجارة الصينية معدل نمو قيمتها، حيث ارتفع إجمالي أحجام الصادرات بنسبة 7.3% حتى نوفمبر، وفقاً لوزارة النقل، مقارنة بزيادة نسبتها 5.4% فقط في القيمة بالدولار الأميركي.
هذا الأداء يظهر بوضوح في ميناء شنغهاي، الذي أصبح العام الماضي أول ميناء في العالم يتعامل مع أكثر من 50 مليون حاوية مكافئة بطول 20 قدماً. وقد تعامل الميناء مع 51.5 مليون حاوية في 2024، بزيادة نحو 5% مقارنة بعام 2023، و19% مقارنة بعام 2019، العام الذي سبق الجائحة.
