أكَّد وزير المالية السعودي، محمد بن عبد الله الجدعان، على تعهد بلاده بالعمل المشترك مع السودان في مفاوضات معالجة ديون السودان المستحقة للدول خارج نادي باريس، وهي: الصين، والكويت، والإمارات، واليابان، مشيراً إلى أنَّ الرغبة الأساسية للمملكة ستظل من خلال إعفاء الدين بالكامل، وليس تخفيفه، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).
وذكرت الوكالة، أنَّ هذا التعهد السعودي جاء خلال لقاء جمع بين رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك بمقر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس، ومحمد الجدعان، وزير المالية السعودي، وبحضور وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني الدكتور جبريل إبراهيم خلال وجودهم في فرنسا للمشاركة في مؤتمر باريس لدعم السودان.
وبحسب وكالة "سونا"، فإنَّ وزير المالية السعودي، أكَّد لرئيس الوزراء السوداني أنَّه سيعمل شخصياً مع كريستالينا جيورجييفا، رئيسة صندوق النقد الدولي في اتجاه تسهيل ومساعدة السودان بأكبر قدر ممكن في معالجة ملف الديون عند وصوله نقطة القرار الشهر المقبل.
وتطرَّق وزير المالية السعودي لنقاشاته مع محافظ البنك المركزي المتعلِّقة بإمكانية فتح فروع لبنوك سعودية في السودان لتسهيل تنقُّل رؤوس الأموال بين البلدين، بالإضافة إلى تسهيل عمليات تحويلات المغتربين السودانيين.
وأعلن وزير المالية السعودي عن تكوين لجنة برئاسته، وبالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي لاتخاذ خطوات عملية مباشرة فيما يتعلَّق بالشركة الاستثمارية المشتركة بين البلدين التي أُعلن عن قيمتها في وقته بـ3 مليارات دولار، طالباً من الجانب السوداني تكوين لجنة سودانية مقابلة لزيارة المملكة العربية السعودية في أقرب فرصة للبدء في الخطوات العملية، بما يحقق مصالح البلدين الشقيقين.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قد وجَّه بتقديم منحة بحوالي 20 مليون دولار للمساهمة في تغطية جزء من الفجوة التمويلية لجمهورية السودان لدى صندوق النقد الدولي، وذلك كمبادرة من المملكة للمشاركة في معالجة المتأخِّرات، وتخفيف أعباء الديون على جمهورية السودان.
جاء ذلك خلال كلمة المملكة التي ألقاها الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، خلال ترؤسه وفد المملكة في المؤتمر الدولي لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، الذي انعقد مؤخراً في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة وزير المالية محمد الجدعان، وحضور ومشاركة أكثر من 40 دولة.
ودعا وزير الخارجية السعودي الدول الشقيقة والصديقة إلى دعم السودان للوصول إلى نقطة القرار، مما يأهلها للاستفادة من الموارد المتاحة لدى المؤسسات المالية الدولية، وتنفيذ الإصلاحات المتفق عليها في برنامج صندوق النقد الدولي، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية والتنظيمية لتحفيز استثمارات القطاع الخاص.
كما دعا الوزير في كلمته جميع الدول والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية للاستجابة العاجلة لاحتياجات السودان، وإحراز تقدُّم سريع في عملية معالجة الديون لتمكين السودان من عبور هذه المرحلة الصعبة، والوصول للرخاء، والازدهار المستدام.
