من المرتقب أن تعلن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التوصل إلى هدنة في نزاع مع الاتحاد الأوروبي بشأن التعريفات الجمركية على المعادن، مما يجنب المنتجات الأمريكية الشهيرة مثل ويسكي البوربون مضاعفة الرسوم الأوروبية الشهر المقبل، حسبما قالت مصادر مطلعة على الأمر.
أوضحت المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها، لخصوصية المحادثات، أنه قد يتم الإعلان عن قرار بايدن بحلول يوم الإثنين.
يدور الخلاف حول نزاع كبير بدأ في عام 2018 في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، حيث فرضت الولايات المتحدة رسوما على واردات الصلب والألومنيوم من أوروبا وآسيا وأماكن أخرى بسبب المخاطر التي يتعرض لها الأمن القومي الأمريكي.
ورد الاتحاد الأوروبي منذ ذلك الحين، وفي الأول من يونيو المقبل، من المقرر أن يضاعف التعريفات الجمركية على قائمة من المنتجات الأمريكية إلى 50%.
وفقًا للاتفاق المرتقب مع إدارة بايدن، يمتنع الاتحاد الأوروبي عن زيادة تلك التعريفات الجمركية وسيشارك الجانبان في حوار بشأن فائض القدرة الإنتاجية من الصلب، وفقا للمصادر.
اقترح الاتحاد الأوروبي في وقت سابق تعليق جميع الرسوم المفروضة على منتجات الطرف الآخر لمدة ستة أشهر بينما تستمر المفاوضات للتوصل إلى حل طويل الأجل.
قالت المصادر إن المفاوضين على جانبي المحيط الأطلسي يعملون في نهاية المطاف على إزالة التعريفات، لكنهم ليسوا مستعدين بعد للقيام بذلك.
لم يرد متحدثون باسم مكتب الممثل التجاري الأمريكي ووزارة التجارة الأمريكية على طلبات للتعليق.
بايدن في بروكسل
من المقرر أن يشارك الرئيس جو بايدن في قمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بروكسل الشهر المقبل في أول رحلة خارجية منذ توليه منصبه في مطلع 2021.
قال البيت الأبيض إن بايدن ونظراءه الأوروبيين من المقرر أن يناقشوا التعاون التجاري.
كان ترمب فرض رسوما جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب، و10% على واردات الألومنيوم، في مارس 2018، مستخدما بندا غامضا للحفاظ على الأمن القومي في قانون التجارة لعام 1962 لتبرير الخطوة.
وتفاوضت بعض الدول، بما في ذلك البرازيل وكوريا الجنوبية، للتوصل لاتفاقيات لتجنب التعريفة الجمركية، وألغى ترمب الرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك. لكن التعريفات لا تزال سارية على واردات الكثير من دول العالم.
تشمل المنتجات الأمريكية الشهيرة التي تأثرت برد الاتحاد الأوروبي عبر رسوم جمركية، الدراجات النارية التي تصنعها شركة "هارلي ديفيدسون إنك"، والملابس التي تصنعها شركة "ليفي شتراوس آند كو"وويسكي بوربون.
طالبت جمعيات الأعمال والمشرعون الولايات المتحدة بإلغاء الرسوم الجمركية على تلك الواردات، قائلين إنها تضر أكثر مما تنفع.
خسائر أمريكية
قال جون مورفي، نائب الرئيس الأول للسياسة الدولية في غرفة التجارة الأمريكية، في بيان يوم الجمعة، إن الرسوم الجمركية المطبقة "تسببت بالفعل في إلحاق خسائر فادحة بالنسبة للشركات الأمريكية والموظفين لديها".
أشار مورفي إلى انخفاض بنسبة 40% تقريبا في صادرات الويسكي الأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي منذ فرض الرسوم الجمركية.
في جلسة استماع للجنة المالية بمجلس الشيوخ يوم الأربعاء، فيما دافعت الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي عن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على واردات المعادن.
قالت تاي إن الرسوم الجمركية على واردات المعادن أزعجت اقتصادنا حقا لكنها كانت ضرورية لمعالجة مشكلة الطاقة المفرطة عالميا التي تحركها الصين إلى حد كبير وليس بمفردها فقط.
قال مورفي إن الولايات المتحدة حققت هدفها المتمثل في منع دخول الصلب الصيني المدعوم إلى السوق الأمريكية من خلال أدوات أخرى مثل مكافحة الإغراق والرسوم التعويضية.
أوضح مورفي أن التعريفات المنفصلة المفروضة بموجب المادة 301 من قانون التجارة، والتي بموجبها تُعتبر ممارسات بكين غير عادلة، أعاقت الواردات أيضا. وأشار مورفي إلى أن واردات الصلب من الصين حاليا تمثل أقل من 1% من الاستهلاك لدى الولايات المتحدة.