واصل الاقتصادان الفلبيني والماليزي الانكماش في الربع الأول 2021، مما زاد المؤشرات على أنَّ بعض أكبر دول جنوب شرق آسيا تكافح وسط عودة ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا.
تضاف بيانات الربع الأول الصادرة يوم الثلاثاء - جاءت أقل من جميع التوقُّعات بالنسبة للاقتصاد الفلبيني- إلى الإشارات الأضعف الأخيرة للاقتصادين الإقليميين الكبيرين في إندونيسيا وتايلاند.
قفزة في الإصابات
واجهت البلدان الأربعة ارتفاعاً في حالات الإصابة بكوفيد-19 خلال الأسابيع الأخيرة، وهو جزء من التحدي الأوسع الذي يواجه الاقتصادات النامية في آسيا لوقف تجدد التفشي، لا سيَّما في الهند.
من بين أكبر اقتصادات جنوب شرق آسيا، استطاعت سنغافورة وفيتنام فقط السيطرة على الوباء، وتمكَّنتا من تحقيق نمو على أساس سنوي في الربع الأول 2021.
تقول تمارا ماست هندرسون، المحللة في بلومبرغ "إيكونوميكس" والمتخصصة في اقتصادات "آسيان": "تشير بيانات تحقيق معدلات نمو أضعف، الصادرة مؤخراً من معظم دول رابطة "آسيان" إلى حدوث تعافٍ اقتصادي أكثر هدوءاً للمنطقة خلال 2021، وزيادة الاعتماد على صادرات البضائع لتحقيق النمو".
وأضافت: "حتى تصبح اللقاحات منتشرة بما يكفي لمنع انتقال سلالات كوفيد-19 المتحورة، يجب أن تظلَّ تدابير التباعد الاجتماعي والقيود الحدودية سارية".
وقالت: "في ظل الوتيرة الحالية للتلقيح، من المتوقَّع أن يظلَّ الطلب المحلي في معظم بلدان "آسيان" يواجه قيوداً حتى العام المقبل".
توقعات منخفضة للنمو في 2021
في حين تتوقَّع جميع هذه البلدان أن تشهد نمواً للعام بأكمله، إلا أنَّ الأداء الضعيف في الربع الأول من 2021 قد خفف من التوقُّعات بالنسبة لجنوب شرق آسيا.
خفَّض بنك التنمية الآسيوي أواخر نهاية إبريل توقُّعاته لعام 2021 للمنطقة إلى 4.4%، وخفَّض التوقُّعات لماليزيا، والفلبين، وتايلاند.
تتضمن تفاصيل أداء الربع الأول 2021 ما يلي:
- انكمش الناتج المحلي الإجمالي للفلبين بنسبة 4.2 %، مقارنة بمتوسط انخفاض 3.2 % متوقَّع في استطلاع بلومبرغ.
- انكمش اقتصاد ماليزيا بنسبة 0.5%، مقارنة بتقديرات 0.9%.
- سجلت إندونيسيا الأسبوع الماضي انكماشاً بنسبة 0.74%، مقابل انخفاض متوقَّع بنسبة 0.65%.
توقعات 2021
تايلاند، التي من المتوقَّع أن تسجل انكماشاً عندما تعلن بيانات الربع الأول الأسبوع المقبل، خفَّضت مؤخراً توقُّعاتها للعام بأكمله، وأرجعت وزارة المالية ذلك إلى ضعف النشاط السياحي.
من المتوقَّع أن تواجه الفلبين واحدةً من أبطأ حالات التعافي في جنوب شرق آسيا خلال 2021.
وتهدد العودة إلى فرض القيود الأكثر صرامة في مانيلا وغيرها من المناطق الاقتصادية الرئيسية مستهدفَ الحكومة المتمثِّل في تحقيق نمو بنسبة 6.5% على الأقل خلال 2021، وهي نسبة نمو قيد المراجعة. من المتوقَّع أيضاً أن يؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي إلى ارتفاع معدلات البطالة، التي لم تظهر بعد تحسُّناً ملحوظاً.
أعلنت ماليزيا بيانات الناتج المحلي الإجمالي يوم الثلاثاء بعدما قرر أمس الإثنين رئيس الوزراء محي الدين ياسين فرض قيود على الحركة على مستوى البلاد لوقف الزيادة الأخيرة في حالات الإصابة بكوفيد.
قالت محافظ البنك المركزي، نور شمسية يونس، في إفادة صحفية، إنَّه للمضي قدماً، سيستمر الاقتصاد في الاستفادة من الطلب الخارجي القوي، وتحسن الظروف المحلية.
تتوقَّع إندونيسيا، أكبر اقتصاد في المنطقة، أن تسجل معدل نمو في الربع الأول 2021 بأسرع وتيرة منذ عام 2008، إذ تتجه الحكومة إلى برامج تحفيز جديدة لرفع الطلب المحلي.
خفَّضت وزارة المالية التايلاندية -أوَّل مؤسسة في البلاد تراجع نظرتها المستقبلية- الشهر الماضي توقُّعاتها للنمو الاقتصادي للمرة الثانية خلال 2021، إذ تواجه البلاد أكبر حالة تفشي لفيروس كورونا.