قال جون هولاند كاي، الرئيس التنفيذي لمطار "هيثرو" في لندن، إنَّه قد يُسمح، الشهر المقبل، للسائحين الأمريكيين بالسفر إلى بريطانيا، كجزء من خطة لإعادة فتح حدود المملكة المتحدة تدريجياً.
وفي مقابلة أجريت معه يوم الخميس، قال الرئيس التنفيذي لمطار"هيثرو"، إنَّ التقدُّم في تطعيمات كوفيد-19، في البلدين قد يسمح بإدراج الولايات المتحدة في ما يسمى بالقائمة الخضراء للبلدان التي سيتمكَّن مواطنوها من السفر إلى بريطانيا دون الحجر الصحي.
وفي حين لن تكون الخطوة بالضرورة متبادلة، فإنَّها ستجعل السفر إلى المملكة المتحدة من الولايات المتحدة أسهل من السفر من بعض أجزاء الاتحاد الأوروبي، إذ لم يتم نشر لقاحات فيروس كورونا بالسرعة نفسها.
دفعة لمطار هيثرو
ستمثِّل إعادة تشغيل الخدمات للولايات المتحدة -ولو بشكل محدود- دفعة كبيرة لمطار "هيثرو"، تلك السوق التي تشكِّل بالنسبة له 20% من حركة المرور.
وقال مطار هيثرو الذي كان الأكثر ازدحاماً في أوروبا قبل الوباء، إنَّ أعداد الركاب ظلَّت عند حوالي 9% فقط من المستويات المعتادة في الربع الأول، وذلك لأنَّ القيود الحالية تحدُّ من العمليات في شركات مثل "الخطوط الجوية البريطانية"، وخطوط "فيرجين أتلانتيك".
تشمل الأماكن التي من المحتمل أن تظهر على القائمة الخضراء للمملكة المتحدة: سنغافورة، وهونغ كونغ، وأستراليا، ونيوزيلندا، وإسرائيل، وأيسلندا، بالإضافة إلى بعض الوجهات الكاريبية، بحسب الرئيس التنفيذي للمطار.
وكان مطار "هيثرو" على اتصال دائم بالحكومة بشأن تأثير الوباء عليه، بالإضافة إلى خطط استئناف السفر.
الجزر اليونانية والإسبانية
قال هولاند كاي، إنَّه يتوقَّع أن تنشر حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون، قائمة البلدان في أقرب وقت في نهاية الأسبوع المقبل.
استهدفت الحكومة البريطانية إعادة فتح باب السفر اعتباراً من 17 مايو، على الرغم من أنَّ التأثير لن يكون واضحاً لشركات الطيران حتى يتمَّ إصدار معايير لكيفية تقسيم البلدان بين نظام الفئات الثلاث.
سيظل الوافدون من الأماكن التي تمَّ وضع علامة عليها باللون الأخضر مطالبين بما لا يقل عن اختبارين لكوفيد-19، في حين سيواجه المدرجون في المجموعة ذات اللون الأصفر أو الأحمر الحجر الصحي أيضاً.
وأضاف هولاند كاي، أنَّ بعض الوجهات الترفيهية قصيرة المدى قد تكون مدرجة في القائمة الخضراء، لكنَّها على الأرجح ستشمل فقط المناطق المشمسة في الجزر، مثل جزر البليار، وجزر الكناري الإسبانية. وقد لا تتضمَّن القائمة البر الرئيسي لإسبانيا حتى يونيو واليونان حتى يوليو.
من جهته، قال متحدِّث باسم وزارة النقل في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنَّ المملكة المتحدة ستؤكِّد بحلول أوائل الشهر المقبل ما إذا كان يمكن استئناف السفر الدولي في 17 مايو، وما هي الدول التي ستندرج في كلِّ فئة.
وجهة واحدة
وفي حين قد يكون من الصعب التوصل إلى اتفاق كامل مع الولايات المتحدة في الوقت المناسب لهدف منتصف مايو، قال هولاند كاي، إنَّ إعادة فتح المملكة المتحدة من جانب واحد قد يسمح للأمريكيين بالسفر إلى البلاد في رحلات عمل وترفيه. في هذا السيناريو، سيتعين على البريطانيين الذين يسعون للذهاب إلى الولايات المتحدة انتظار إدارة بايدن للرد بالمثل.
أفادت بلومبرغ الأسبوع الماضي عن محادثات ثنائية بين وزيري النقل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن ممر سفر محتمل.
وكما هو الحال مع الولايات المتحدة، ستحدُّ القيود في أستراليا ونيوزيلندا من أي زيادة كبيرة في السفر الجوي إلى أن تصبح الإجراءات متبادلة. فكلا البلدين مغلق حالياً أمام الجميع باستثناء المقيمين والمواطنين.
تخفيف القيود عالمياً
وفي حين فرضت الولايات المتحدة قيوداً على الدخول من الدول الأوروبية بما في ذلك المملكة المتحدة، يسمح للأمريكيين بالمغادرة والعودة بحرية. وأدت هذه السياسة إلى طفرة صغيرة في السفر خلال الوباء إلى كانكون الواقعة في المكسيك.
من جهته، يسارع الاتحاد الأوروبي، الذي يتخلَّف عن الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة من ناحية اللقاحات، لوضع نظام يسمح بالسفر عبر الحدود.
في يوم الخميس، دعا يوهان لوندغرين، الرئيس التنفيذي لشركة "إيزي جيت"، المملكة المتحدة إلى وضع معظم أوروبا على القائمة الخضراء، قائلاً إنَّ الدراسات تظهر أنَّها ستكون آمنة.
وفي ندوة عبر الإنترنت لنادي الطيران في المملكة المتحدة، كررت شركة النقل منخفضة التكلفة مناشدتها للحكومة لنشر المعايير التي ستحدِّد مستويات تصنيف الدول في المجموعات الثلاث، ولإعلان أسماء البلدان المدرَجة في القائمة الخضراء.
وقال مطار "هيثرو" في وقت سابق، إنَّه قد يجذب فقط 13 مليون مسافر خلال هذا العام، إذا لم يتم إعادة فتح أسواق السفر، مما قد يؤدي إلى ارتفاع قدره 36 مليون مسافر في أفضل سيناريو.
كان مطار "هيثرو" قد اجتذب 81 مليون مسافر في عام 2019، وهو رقم انخفض إلى 22 مليون خلال العام الماضي.