السوق ترجح هدوء تقلبات أسعار العملة بعد فترة وجيزة من الانتخابات الأميركية

المستثمرون يراهنون على استقرار اليوان داخل الصين إذا فاز ترمب

أوراق نقدية من فئة 100 يوان صيني في آلة عد النقود - بلومبرغ
أوراق نقدية من فئة 100 يوان صيني في آلة عد النقود - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يبدو أن المتعاملين على اليوان داخل الصين أكثر ثقة من نظرائهم في الخارج بأن اضطرابات العملة سيجري احتواؤها خلال فترة الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة.

وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، تتداول السوق مؤشر التقلبات الضمنية لمدة شهر واحد لتعاملات اليوان بالداخل -القائمة على عقود الخيارات- قرب أكبر انخفاض له منذ عام 2022 مقارنة مع المؤشر المناظر له بالخارج. 

ويبدو أن جزءاً من أسباب ذلك أن المتعاملين المحليين لديهم قناعة أكبر بأن بنك الشعب الصيني سيساعد في الحد من تقلبات اليوان، حتى لو فاز بالانتخابات دونالد ترمب، الذي هدد بزيادة الرسوم الجمركية على البضائع الصينية.

قال مينغزي وو، متداول للعملات في مجموعة "ستون إكس" (StoneX Group) في سنغافورة إن "المتعاملين في الداخل مطمئنون لأن (بنك الشعب الصيني) سيتدخل لوقف أي تقلبات". وأضاف أن اليوان الخارجي "موضوع مختلف. وأعتقد أن هذا هو الفرق بين وجود غطاء أمان وعدم وجوده".

تراجع اليوان والانتخابات الأميركية 

انخفض كل من اليوان الداخلي والخارجي خلال شهر أكتوبر الجاري مع تراجع الأسواق عن رهانات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وساهم احتمال فوز ترمب في ارتفاع الدولار. وانخفض اليوان الداخلي بنسبة 1.2% في أكتوبر، بينما هبط نظيره الخارجي بنسبة 1.6%.

على الرغم من أن حركة اليوان الداخلي محصورة في نطاق للتداول يدور حول سعر التثبيت اليومي الذي  يحدده "بنك الشعب الصيني"، وبالتالي يسهل على السلطات أن تتحكم فيها، فإن اليوان الخارجي أكثر عرضة للتقلبات، خاصة لو تزايدت المشاعر السلبية.

قال محافظ "بنك الشعب الصيني" بان قونغ شنغ الشهر الماضي إن الصين ستمنع تكوين توقعات أحادية الجانب في سوق العملات، وتسعى لتجنب أي حركة مفرطة في سعر الصرف. كما أكد على أن اليوان يعتمد على أساس صلب، مما يجعله مستقراً إلى حد كبير.

تدخل بنك الشعب الصيني

قالت فيونا ليم، محللة أولى للعملات في شركة "مالايان بانكينغ" (Malayan Banking) في سنغافورة: "يبدو أن البنك المركزي سيتدخل إذا استمر تراجع اليوان".

وأضافت أنه إذا تسارع ارتفاع مستوى الدولار أمام اليوان، "قد يتدخل (بنك الشعب الصيني) باستخدام عامل تعديل السعر المرجعي اليومي لمواجهة دورة سعر الصرف، وربما يتطلب سيناريو فوز ترمب اتخاذ إجراءات أشد حدة لضمان استقرار اليوان". 

ويشير "عامل مواجهة دورة سعر الصرف" إلى أداة يستخدمها بنك الشعب الصيني في أوقات معينة للتأثير على السعر المرجعي اليومي بهدف الحد من تقلبات سعر اليوان أمام الدولار. 

ولا تُعد هذه أول مرة تشهد فيها سوق العملة الصينية توتراً بسبب احتمال فوز ترمب برئاسة الولايات المتحدة، فخلال فترة ولايته السابقة، ساعدت سياساته –خاصة الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية– بهبوط اليوان في أغسطس 2019 إلى أضعف مستوى له آنذاك خلال عشرة أعوام.

ما بعد الانتخابات الأميركية 

هناك عدد من اللاعبين في السوق يسعون إلى تحقيق ربح من ارتفاع الأسعار في عقود الخيارات، وفقاً لبعض المتعاملين. لكن مستوى التقلب الضمني لليوان الذي تراهن عليه عقود الخيارات التي تنتهي صلاحيتها بعد ثلاثة أشهر وبعد سنة يقل عن مؤشر التقلب الضمني في عقود الخيارات التي تنتهي بعد شهر واحد. ومعنى ذلك أن السوق ترجح أن تهدأ أي تقلبات في سعر العملة بعد فترة وجيزة من الانتخابات الأميركية المقرر عقدها في 5 نوفمبر المقبل. 

قالت شياوجيا تشي، المحللة اقتصادية في بنك "كريدي أغريكول سي آي بي" (Credit Agricole CIB) في هونغ كونغ، إنه لو فاز ترمب وبدأ اليوان في الانخفاض، "قد يتدخل (بنك الشعب الصيني) لإدارة التوقعات دون تردد، بدلاً من السماح بانهيار اليوان الصيني، أو يقوم بهندسة انخفاض قيمة اليوان الصيني كأداة مضادة" حتى يخفف تأثير زيادة الرسوم الجمركية الأميركية.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك