أدى تدفق بعض أكبر صناديق التحوط العالمية، مثل "ميلينيوم مانيجمنت" (Millennium Management) و"بالياسني أسيت مانيجمنت" (Balyasny Asset Management)، إلى زيادة عدد موظفيها في دبي لأكثر من ألف شخص، ما عزز مكانة المدينة كمركز ناشئ لهذا القطاع.
رغم أن هذا العدد لا يزال بسيطاً مقارنةً بأعداد الموظفين في أكبر المراكز المالية، إذ تعمل صناديق التحوط في أميركا الشمالية وأوروبا بما يقرب من 100 ألف موظف، إلا أن عدد الموظفين في دبي يشهد تزايداً مستمراً وفقاً لبيانات المنطقة الحرة المالية في المدينة.
الأمر لا يقتصر على صناديق التحوط فقط، إذ شهد مركز دبي المالي العالمي زيادة في عدد الموظفين بنسبة تصل إلى الثلثين منذ عام 2019 ليصل إلى نحو 44 ألف موظف. ويتوقع المركز المالي تسجيل عدد قياسي من الشركات التي ستؤسس هذا العام أيضاً، ويقوم المركز ببناء 3 أبراج مكتبية جديدة لتلبية الطلب المتوقع.
عوامل جذب
برزت الإمارات، ودبي جزءٌ منها، كوجهة جاذبة لصناديق التحوط خلال السنوات القليلة الماضية. قامت صناديق مثل "ميلينيوم" الذي أسسه ويديره إيزي إنغلاندير، و"بلو كرست كابيتال مانجمنت" (BlueCrest Capital Management) الذي شارك بتأسيسه ويديره مايكل بلات، و"بالياسني"، بتوسيع أعمالها إلى دبي، مستفيدةً من مجموعة واسعة من الحوافز، والموقع الجغرافي المناسب، ونظام الضرائب المنخفضة.
صندوق "ميلينيوم" الذي تبلغ قيمة أصوله 68.8 مليار دولار، قام بشكل خاص بتوسيع عملياته بقوة منذ حصوله على الترخيص في عام 2020، إذ وظف نحو 100 شخص. وفي ذات الوقت، يهدف صندوق "بالياسني" إلى مضاعفة عدد موظفيه، الذي يبلغ حالياً 12 شخصاً في دبي، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ".
يؤثر انتقال صناديق التحوط متعددة الاستراتيجيات إلى منطقة ما بشكل كبير على عدد الأشخاص العاملين في هذا القطاع، نظراً لأن هذه الصناديق تضم فرقاً من المتداولين الذين يستثمرون نيابةً عنها. ورغم أن هذه الشركات تشكل فقط 8% من الأصول، فإن مجموعة "غولدمان ساكس" تقدر أنها تمثل ربع إجمالي القوى العاملة في صناديق التحوط.
أبو ظبي، التي تمتلك ميزة إضافية لكونها واحدة من المدن القليلة عالمياً التي تدير صندوقاً سيادياً بقيمة 1.5 تريليون دولار، نجحت أيضاً في جذب شركات مالية كبيرة. حسب تقرير لـ"بلومبرغ"، تدير الآن شركة "بريڤان هوارد آسيت مانجمنت" (Brevan Howard Asset Management) أكبر جزء من أموالها من هذه الإمارة مقارنةً بأي مكان آخر في العالم.