فاجأ بنك روسيا المركزي الأسواق برفع سعر الفائدة الرئيسي 100 نقطة أساس إلى 19%، مخالفاً التوقعات التي قدّرت إبقاءها عند 18% خلال الشهر الجاري، بعد تباطؤ التضخم في أغسطس، وفق بيان رسمي صادر عن البنك.
يأتي ذلك القرار وسط مخاوف التباطؤ التي تحاصر الاقتصاد في ظل ارتفاع فاتورة الحرب مع أوكرانيا، ويخالف توقعات معظم الاقتصاديين الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم وقدروا حفاظ صناع السياسات النقدية على سعر الفائدة الأساسي دون تغيير في اجتماعهم اليوم عند 18%، بسبب التكهنات التي تشير بأن معدل التضخم ربما بلغ ذروته بالفعل، كما بدأ الطلب في التراجع بقطاع التجزئة نتيجة الإنفاق الحكومي الكبير.
التضخم في روسيا
تباطأ معدل التضخم السنوي لأول مرة هذا العام في أغسطس الماضي وإن كان بنسبة طفيفة إلى 9.05%، مقارنة بـ9.13% في يوليو، في حين بلغ أدنى مستوى له على أساس شهري منذ أواخر 2022، وفقاً لبيانات هيئة الإحصاء الفيدرالية التي نُشرت الأربعاء.
استمر هذا الاتجاه خلال الشهر الجاري مع تراجع الزيادة الأسبوعية في الأسعار أيضاً بنسبة صغيرة، وفق تصريحات وزير الاقتصاد مساء الأربعاء الماضي.
ويحذر بعض الاقتصاديين من أن التشديد النقدي ربما لم يبلغ خط النهاية بعد، مع استمرار معدل زيادة الأسعار أعلى بنسبة كبيرة من المعدل المستهدف رسمياً الذي يبلغ 4%، وفق بلومبرغ.
تقييم تحركات الفائدة الروسية
في اجتماعه شهر يوليو الماضي، رفع بنك روسيا تكاليف الإقراض بشكل حاد لأول مرة هذا العام وبمقدار 200 نقطة أساس، وتعهد "بدراسة ضرورة زيادة سعر الفائدة الرئيسي مرة أخرى هذا العام" وهو ما أوفى به بالفعل اليوم.
ومن غير المستبعد أن يرفع البنك سعر الفائدة مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام إذا لم يتباطأ معدل زيادة الأسعار بنسبة كافية، وإذا استمرت المخاطر التضخمية الناتجة عن وضع الموازنة العامة.