تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم أصبح مستبعداً على المدى القريب وسط التأثير السلبي للطقس

الصين تعاني من ضربة مزدوجة بسبب ضعف الطلب وسوء المناخ

شاشة عامة تعرض الأرقام المالية في شنغهاي، الصين - المصدر: بلومبرغ
شاشة عامة تعرض الأرقام المالية في شنغهاي، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

من المرجح أن يكون الاقتصاد الصيني قد فشل في عكس اتجاه التباطؤ الذي دام أشهراً، والذي ترجع جذوره إلى انخفاض الطلب، وخاصة بعد الاضطراب الناجم عن الطقس القاسي هذا الصيف.
مع تزايد الضغط على صناع السياسات لطرح مزيد من حزم التحفيز، يُتوقع أن تُظهر البيانات المقرر صدورها غدا السبت تراجع نمو الإنتاج الصناعي في أغسطس للشهر الرابع على التوالي، فيما سيكون أطول تباطؤ له منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. وامتد التوسع البطيء في النشاط أيضاً إلى مبيعات التجزئة والاستثمار، وفقا للمحللين الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم.

تعثر تعافي الاقتصاد الصيني

سيكون التراجع واسع النطاق بمثابة إشارة إلى مدى ضعف تعافي الاقتصاد، البالغ حجمه 17 تريليون دولار، من أسوأ فترة مر بها خلال خمسة فصول. وزادت موجات الحر -إلى جانب الأمطار الغزيرة التي أعاقت السفر وأغرقت الأراضي الزراعية والمناجم- من الانتكاسات التي لحقت ببكين، وسعيها لتحقيق نمو يبلغ نحو 5%، وهو هدف تعتقد معظم البنوك العالمية الآن أنه قد يكون صعب المنال.

قال الاقتصاديون في "سيتي غروب"، بما في ذلك شيانغرونغ يو، في تقرير هذا الأسبوع: "تعرض الاقتصاد إلى ضربة مزدوجة من الصدمات المناخية وضعف الطلب في أغسطس". وأضافوا: "هدف النمو البالغ 5% قد يكون في خطر".

ومن المقرر أن تكون بيانات النمو الصناعي آخر قراءة قبل أن تصدر الصين تقديرها للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث الشهر المقبل.

تتزايد الأدلة على أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يفقد زخمه، مما دفع المحللين في بنوك مثل "نومورا"، و"جيه بي مورغان" إلى خفض توقعاتهم. وخلال الشهر الماضي، خفضت مجموعة "يو بي إس" توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024 من 4.9% إلى 4.6%.

ما تقوله "بلومبرغ إيكونوميكس":

بحسب تشانغ شو، كبير الاقتصاديين في آسيا، والاقتصادي يفيد كو، من "بلومبرغ إيكونوميكس" فإنه "من المحتمل أن تُظهر بيانات النشاط لشهر أغسطس، التي ستصدر غداً، أن الانتعاش فقد مزيد من الزخم. ويبدو أن الضعف كان واسع النطاق. ومن المرجح أن يكون الاستثمار قد تباطأ بشكل أكبر، حيث تسببت الأحوال الجوية السيئة في تعطيل مشاريع البناء، وكافحت الحكومات المحلية لتنفيذ خطط الإنفاق. وقد يكون ذلك قد أثر سلباً على الإنتاج الصناعي".

 

ستظهر أرقام الناتج الصناعي لشهر أغسطس بعد اجتماع كبار المشرعين في الصين المقرر عقده هذا الأسبوع. ويُتوقع الموافقة على خطة رفع سن التقاعد تدريجياً في هذا الاجتماع، وسط معاناة الصين من أزمة ديموغرافية قد تؤثر على إمكاناتها الاقتصادية على المدى الطويل.

سيؤدي تأخير سن التقاعد إلى إبطاء تراجع القوى العاملة في الصين، لكنه سيشكل تهديداً أكثر إلحاحاً لمعنويات المواطنين، الذين يشعرون بعدم الارتياح من احتمال العمل في سن أكبر.

ضغوط الانكماش في الصين

انخفض معدل التضخم الأساسي في الصين -الذي يستثني العناصر المتقلبة مثل الغذاء والطاقة- خلال أغسطس إلى أضعف مستوياته منذ أكثر من ثلاث سنوات. ومع تراجع ضغوط الأسعار، وجه محافظ سابق للبنك المركزي نداءً نادراً للتركيز على مكافحة الانكماش، وهي ظاهرة يمكن أن تعيق الاقتصاد إذا أدى انخفاض التكاليف إلى تأجيل المستهلكين للمشتريات، ودفع بالشركات إلى خفض الأجور.

إليك ما يمكن توقعه عندما ينشر المكتب الوطني للإحصاء البيانات في الساعة 10 صباحاً:

إنتاج الصين الصناعي:

من المرجح أن ينمو الإنتاج الصناعي بنسبة 4.7% في أغسطس، وفقاً لمتوسط ​​توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم، وهو انخفاض من 5.1% في يوليو. ويأتي بعدما أدت الظواهر الجوية المتطرفة إلى تعطيل مشروعات البناء وتثبيط الإنتاج الصناعي.

وانكمش نشاط المصانع في البلاد للشهر الرابع على التوالي في أغسطس، وفقاً لمؤشر مديري المشتريات الصناعي الرسمي. وانزلق المؤشر الفرعي للإنتاج إلى الانكماش، مما يشير إلى انخفاض التصنيع.

وفي علامات أخرى على التراجع، انخفض متوسط ​​الإنتاج اليومي من الصلب الخام بنسبة 7% في أول 20 يوماً من شهر أغسطس مقارنة بنفس الفترة من الشهر السابق. كما انخفضت أسعار الفحم الحراري مقارنة بشهر يوليو، مما يشير إلى تباطؤ إنتاج الكهرباء.

الاستهلاك الصيني:

ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 2.5% الشهر الماضي مقارنة بالعام الماضي، وفقاً للمسح، بانخفاض عن زيادة بنسبة 2.7% في يوليو. وقد يكون التباطؤ بسبب التأثير الإحصائي لقاعدة المقارنة المرتفعة من عام 2023، وسوء الأحوال الجوية الذي يعطل الاستهلاك المرتبط بالسفر.

وفي حين سجلت الصين زيادة في عدد المسافرين في الصيف مقارنة بعام 2023، فمن المحتمل أن النمو على أساس سنوي في أغسطس كان أبطأ، حيث أدت الحرارة والفيضانات إلى تعطيل السفر وخنق الإنفاق. 

كما انخفضت مبيعات السيارات، التي تمثل عُشر إجمالي مبيعات التجزئة، بنسبة 1% سنوياً في أغسطس، على الرغم من تقديم الحكومة لحوافز نقدية مقابل السيارات القديمة للمشترين الذين يتاجرون في السيارات القديمة.

الاستثمار في الصين:

ارتفعت استثمارات الأصول الثابتة بنسبة 3.5% في الأشهر الثمانية الأولى مقارنة بالعام الماضي، وفقاً للتوقعات، وهو انخفاض إضافي من 3.6% في الأشهر السبعة الأولى من العام.

وانخفضت قيمة مبيعات المنازل الجديدة من أكبر 100 شركة عقارية بنسبة 27% تقريباً على أساس سنوي في أغسطس، متسارعة من انخفاض بنسبة 19.7% في يوليو، مما يشير إلى تراجع تأثير أحدث حزمة إنقاذ كشفت عنها السلطات في مايو. 

وأثبتت النتائج أن الاستثمار الذي تقوده الحكومة غير كاف، حيث يركز المسؤولون المحليون على تخفيف عبء الديون. وتبيع حكومات المقاطعات سندات خاصة جديدة بأبطأ وتيرة منذ عام 2021.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك