قدمت الصين واحداً من التفسيرات الأكثر تفصيلاً حتى الآن لتدهور علاقاتها مع استراليا، وطالبت الدولة بالتوقف عن محاولة فرض إرادتها على الآخرين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليغيان، للصحفيين في مؤتمر صحفي في بكين يوم الثلاثاء: "إذا نظرنا إلى العلاقات الصينية الاسترالية في السنوات القليلة الماضية، سنرى بعض الأشخاص في استراليا، لايزالون يتبنون عقلية الحرب الباردة، ويكنون تحيزات أيدلوجية، ويعدون التنمية الصينية تهديداً، فاتخذوا، بناء عليه، مجموعة من التحركات الخاطئة تجاه الصين".
وأضاف أن هذا هو السبب الرئيسي لتدهور العلاقات الصينية والاسترالية ووصولها إلى الوضع الصعب الحالي.
وتوترت العلاقات بين الشريكين التجاريين الرئيسيين منذ 2018 عندما منعت العاصمة كانبرا "هواوي Huawei" من بناء شبكتها من الجيل الخامس، لكن العلاقات أصبحت متجمدة تماماً، منذ أن قادت حكومة رئيس الوزراء، سكوت موريسون، الدعوات في أبريل الماضي لإجراء تحقيق في أصول تفشي فيروس كورونا، وهي خطوة جرحت كبرياء الصين، وأطلقت فيضاناً من الانتقادات بأن أستراليا دمية بيد الولايات المتحدة.
ورفض ،تشاو، تصريحات وزير التجارة الاسترالي نهاية الأسبوع الماضي، التي قال فيها، أن الكرة في ملعب الصين تماماً فيما يتعلق بقدومها إلى طاولة الحوار، موضحاً أن الصين توقعت أن تتخذ استرليا الخطوة الأولى، وأوضح أن أفعال كانبرا وبعض الاستراليين "تجرح بشدة مشاعر الشعب الصيني".
وتأتي تصريحات ،تشاو، في الوقت الذي يوجد فيه رئيس الوزراء الاسترالي ،سكوت موريسون، في طوكيو لتوقيع اتفاق دفاعي مع اليابان، ولتعزيز العلاقات الوثيقة بالفعل بين البلدين، وتحاول اليابان واستراليا بناء تحالف من الديموقراطيات "متشابهة التفكير" في منطقة المحيط الهادي الهندي لمقاومة ما يعدونه توسعاً متزايداً لبكين في المنطقة.
وقال تشاو: "الصعوبات التي تواجه العلاقات الصينية الاسترالية، ليست شيئاً تريد الصين رؤيته، ومسؤولية التسبب في هذا الموقف لا تقع على عاتق الصين،ونأمل أن يعترف الجانب الاسترالي بالسبب الحقيقي ،وينظر إلى الصين والتنمية الصينية بموضوعية، ويتعامل بجدية مع علاقاتنا القائمة على مبادئ الاحترام المتبادل، والمعاملة المتساوية ،وأن يقوم بالمزيد لتحسين الثقة والتعاون المتبادل".
ولم تستجب وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الاسترالية فوراً لطلب تعليق عبر البريد الإلكتروني على تصريحات تشاو بعد ساعات العمل يوم الثلاثاء.
وسرد تشاو قائمة بالطرق التي أضرت بها الحكومة الاسترالية وشعبها بالعلاقات مع بكين:
أولها، قامت استراليا مراراً بأخطاء تخص قضايا تتضمن "هونج كونج وسنجان وتايوان" وغيرها من الأمور التي تتعلق باهتمامات الصين الأساسية، منتهكة بذلك المعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، كما بادرت أو شاركت مراراً في التحركات المشتركة ضد الصين في حالات مثل مجلس حقوق الإنسان بشأن قضايا مثل سنجان، كما تدخلت في تشريعات الأمن الوطني لهونج كونج، وأيدت محاولات تايوان في الحصول على مقعد في منظمة الصحة العالمية.
ثانيها، ربالرغم من نقص الأدلة، يقوم بعض من في استراليا "بالافتراء على الصين واتهامها بالتورط، فيما يعرف بنشاطات التدخل والتسلل" في البلد، كما قاموا "بتسييس وتشويه سمعة المعاملات الطبيعية بين الصين واستراليا بدون مبرر".
ثالثها، انخرطت استراليا في "تلاعب سياسي" بشأن كوفيد 19، و"روجت لما يعرف بالتحقيق المستقل، وأعاقت التعاون الدولي".
رابعها، كانت "كانبرا" أول من حظر الشركات الصينية من المشاركة في تنفيذ شبكتها للجيل الخامس، و"رفضت مراراً الشركات الصينية الساعية للاستثمار في استراليا بحجة الأمن الوطني"، كما قامت بحملات تفتيش تعسفية للصحفيين الصينيين في استراليا.
وقال تشاو:" إن هذه الممارسات أضرت بشدة بالثقة المتبادلة بين البلدين، وسممت أجواء تنمية العلاقات الثنائية، وأضعفت زخم التعاون بين الجانبين".