يُتوقع أن تفقد السندات بالليرة التركية جاذبيتها في الأشهر الستة المقبلة على الأقل وسط تضخم أعلى من المتوقع والتراجع الإضافي بقيمة العملة، وفق كريستيان دي كليمنتي، مدير إدارة ديون الأسواق الناشئة في "أليانس بيرنستين" (AllianceBernstein).
"لم نضف سندات الليرة التركية بشكل كبير عبر منصتنا للدخل الثابت لأننا نعتقد أن الربعين القادمين سيكونان متقلبين بالنسبة لتركيا"، ويرجع ذلك جزئياً إلى مخاوف مرتبطة بأسعار الفائدة، حسبما قال دي كليمنتي في مقابلة هاتفية من نيويورك، مضيفاً: "من المرجح أن يكون الضغط السياسي باتجاه خفض الفائدة عالياً، كما أن التيسير المبكر للسياسة النقدية قد يؤدي إلى ضعف الليرة".
بينما انخفض التضخم في تركيا بشكل حاد إلى 52% على أساس سنوي في أغسطس، بسبب تغلغل تكاليف الاقتراض البالغة 50% في الاقتصاد وإضعافها الطلب، فإن الرقم لا يزال أكثر بعشر مرات من الهدف الرسمي للبنك المركزي. في هذه الأثناء، تراجعت قيمة الليرة بأكثر من 13% هذا العام، ما يجعلها العملة الأسوأ أداءً بين الأسواق الناشئة خارج أميركا اللاتينية.
التضخم
نتيجة لذلك، أشار دي كليمنتي إلى أن شركة إدارة الصناديق، التي تشرف على أصول بقيمة 777 مليار دولار ومقرها الولايات المتحدة، تداولت السندات التركية بشكل انتقائي هذا العام.
أضاف دي كليمنتي: "نعتقد أن التضخم سيستمر في الانخفاض من الآن وحتى نهاية العام، لكن البنك المركزي لن يحقق هدفه لهذا العام". ويستهدف المسؤولون خفض التضخم إلى 38% بحلول ذلك الوقت، رغم أن معظم خبراء الاقتصاد يعتقدون أنه سيكون أقرب إلى 42%، وهو الحد العلوي لنطاق توقعات البنك المركزي.
وأردف: "توقعاتنا لنهاية العام للتضخم تتراوح بين 45% و49%، مع ترجيح حدوث أول خفض لأسعار الفائدة في الربع الأول من 2025". ومع ذلك، "يمكن بسهولة تأجيل بداية دورة التيسير النقدي إلى الربع الثاني"، بحسب دي كليمنتي.
مخاطر العملة
في أوائل 2025، يتوقع دي كليمنتي انخفاض التضخم الرئيسي، ولكن ليس بالوتيرة التي يتصورها البنك المركزي. ورأى أن العملة بحاجة إلى أن تتراجع بوتيرة أسرع خلال الأشهر الستة المقبلة، وأن يستثمر الصندوق بعد ذلك في أصول البلاد في الربع الثاني من العام المقبل.
وبينما استقبلت السندات التركية استثمارات من الخارج بحوالي 12 مليار دولار هذا العام، وفقاً لبيانات البنك المركزي، فإن التقلبات الأسبوعية الحادة تشير إلى بعض التردد فيما يتعلق بالاستثمار الطويل الأجل. وكرر دي كليمنتي هذا الشعور، فيما ظل حذراً تجاه السندات بالعملة المحلية. بلغت عوائد سندات الليرة التركية ذات آجال السنتين والعشرة 42.4% و28.7% على التوالي، كما في 5 سبتمبر.
قال كليمنتي: "حقق الفريق الاقتصادي تقدماً جيداً للغاية هذا العام نحو تحقيق أهدافه طويلة الأجل للتضخم وتوقعات التضخم. وهاذ العمل الشاق على وشك أن يصبح أكثر صعوبة".