أتاح أرباب العمل في الولايات المتحدة الكثير من الوظائف خلال سبعة أشهر مع تحسن في معظم الصناعات، وفي مارس أدى المزيد من التطعيمات وقلة القيود التجارية إلى زيادة تعافي سوق العمل.
وبحسب البيانات المعلنة يوم الجمعة من وزارة العمل، ارتفع عدد الوظائف غير الزراعية بمقدار 916 ألف وظيفة في الشهر الماضي مقابل البيانات المعدلة في شهر فبراير البالغة 468 ألفا، وكان متوسط التقدير في استطلاع أجرته بلومبرغ ايكونوميكس زيادة بمقدار 660 ألف وظيفة لينخفض معدل البطالة إلى 6%.
اللقاحات وتراجع القيود
وكان ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا تسبب في تقييد سوق العمل بشدة لعدة أشهر، ولكن مع وصول معدل التطعيم اليومي إلى مليوني شخص في الولايات المتحدة وما رافقه من انتعاش في الأنشطة الاقتصادية يأتي تفسير سبب ارتفاع معدل التوظيف في مارس.
وعلاوة على ما سبق، تتمتع الشركات بنظرة أوضح للطلب المحتمل حيث تستعد موجة من الإنفاق الاستهلاكي المدعوم بالتحفيز لتغزو مزودي الخدمات في البلاد.
وفي قطاع التعليم زاد التوظيف في التعليم الحكومي على مستوى الولايات المحلية بنحو 126 ألف وظيفة، مما يعكس عودة المزيد من الأنشطة المدرسية.
قال دانييل تشاو، كبير الاقتصاديين في غلاسدور، في مذكرة: "يبدو أن نهاية الوباء تلوح في الأفق مع تسارع توزيع اللقاحات، ويبدو أن الانتعاش الاقتصادي سيد الموقف" وأضاف "ربما نتطلع إلى صيف مشرق مع مكاسب شهرية بأكثر من مليون وظيفة، مما يجعلنا أقرب كثيرا إلى معدلات التوظيف في فترة ما قبل الوباء".
وفي حين أن المبيعات القوية والتقدم اليومي في مكافحة الفيروس سيساعدان في تقريب سوق العمل من مستويات التوظيف التي كانت عليها قبل الوباء، فإن التعافي الكامل سيستغرق وقتاً.
وتلقت عوائد سندات الخزانة الأمريكية دعماً بعد التقرير، حيث ارتفع سعر العائد لأجل 10 سنوات إلى 1.69%، على الرغم من أنه يظل في حدود نقطتين أساس تقريبا من إغلاق اليوم السابق. علماً بأن أسواق الأسهم الأمريكية مغلقة يوم الجمعة لقضاء عطلة.
مكاسب واسعة
أظهرت مدفوعات الرواتب زيادة واسعة النطاق في الأعداد عبر مختلف الصناعات، بقيادة الزيادة في قطاع الترفيه والضيافة والذي أضاف 280 ألف وظيفة، وكذلك قفزت مدفوعات رواتب البناء بعدد 110 آلاف، بعد انخفاضها في فبراير وسط طقس شتوي قارس. كما ارتفع التوظيف في التعليم مع إعادة فتح المزيد من المدارس.
وزادت العمالة الصناعية بمقدار 53 ألفا في الشهر الماضي، وهي أكبر زيادة منذ سبتمبر.
وتعطي حزمة التحفيز البالغة 1.9 تريليون دولار التي تم التوقيع عليها الشهر الماضي من قبل الرئيس جو بايدن دفعة إضافية من الأدرينالين للتوظيف وسط دعم متجدد للشركات والأفراد.
وأظهر تقرير يوم الخميس من الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة أن نسبة قياسية من أصحاب الأعمال الصغيرة قالوا في مارس إن لديهم فرصاً وظيفية شاغرة. وهو ما يشير إلى أن التوظيف سيظل قويا في الأشهر المقبلة.
علاوة على ذلك، تعهد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن البنك المركزي سيواصل دعم الاقتصاد بسياسة نقدية تيسيرية، على الرغم من الاتجاه الصعودي الأخير في البيانات الاقتصادية والتوظيف. حتى مع التقدم الحاد في مارس، ظلت مدفوعات الرواتب أقل بمقدار 8.4 مليون شخص عن ذروة ما قبل الوباء البالغة 152.5 مليون شخص.
وقال باول في جلسة للجنة الخدمات المالية بمجلس النواب في 23 مارس: "الانتعاش بعيد عن الاكتمال، وكما أكدنا على مدار فترة الوباء، لا يزال مسار الاقتصاد يعتمد على مسار الفيروس".
انخفض معدل "يو - 6" (U-6)، المعروف أيضا باسم معدل العمالة الناقصة أو ما دون البطالة، إلى 10.7% من 11.1%. وينظر إليه غالبا على أنه مقياس أكثر شمولاً للبطالة من الرقم الرئيسي لأنه يمثل أولئك الذين توقفوا عن البحث عن وظيفة لأنهم كانوا محبطين بشأن توقعاتهم وأولئك الذين يعملون بدوام جزئي، ولكنهم يرغبون في دوام أسبوعي كامل.
وتحسنت نسبة المشاركة، وهي نسبة السكان الذين يعملون أو يبحثون بنشاط عن عمل، إلى 61.5% الشهر الماضي من 61.4%. ارتفع معدل المشاركة في سن الرشد، أو معدل المشاركة بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عامًا، مع عودة المزيد من النساء إلى قوة العمل.
وأظهر التقرير أن متوسط أسبوع العمل زاد بمقدار 18 دقيقة إلى 34.9 ساعة، مما يعكس جزئيا الارتداد من طقس الشتاء القاسي في الشهر السابق.
تفاصيل التركيبة السكانية للتوظيف
انخفض معدل البطالة لجميع الأعراق باستثناء الأمريكيين من أصل آسيوي.
ارتفع معدل البطالة للأمريكيين من أصل آسيوي إلى 6% من 5.1%، مما يعكس زيادة في عدد الأشخاص الذين يدخلون سوق العمل وزيادة عدد العاطلين عن العمل.
انخفض معدل البطالة بين أصحاب البشرة السمراء إلى 9.6%، وهو لا يزال الأعلى بين الأعراق.
انخفض معدل البطالة بين ذوي الأصول الإسبانية إلى 7.9%. انخفض معدل البطالة بين أصحاب البشرة البيضاء إلى 5.4%.