قلص مديرو الأموال رهاناتهم الصعودية على النحاس بما يزيد عن 20 مليار دولار منذ منتصف مايو، مع تزايد المخاوف من أن يؤدي تراجع الطلب الصيني لهروبٍ سريعٍ من أحد أهم السلع الأساسية الصناعية.
ارتفعت أسعار النحاس إلى مستوى قياسي تجاوز 11 ألف دولار للطن في مايو، إذ شرع المستثمرون في موجة شراء غير مسبوقة، لكن الأسعار انخفضت بأكثر من الخمس منذ ذلك الحين، مع تخارج الصناديق الاستثمارية بطريقة مماثلة.
يأتي هذا التراجع في الوقت الذي تعرَّضت فيه رهانات المستثمرين القوية على التوقعات المشرقة لاستخدامات النحاس طويلة الأجل في مراكز البيانات ومصادر الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية لاختبارٍ، بسبب ضعف الطلب غير المسبوق في الصين.
نقص المعروض
الآن، وبينما تحوم الأسعار حول 9 آلاف دولار، يبقى السؤال الرئيسي لدى المتفائلين والمتشائمين هو ما إذا كانت موجة التخارج انتهت. المراكز المتفائلة في بورصة نيويورك للسلع (Comex) وبورصة لندن للمعادن عادت تقريباً إلى المستويات التي شوهدت في مارس، لكنها تظل مرتفعة مقارنة بالمعايير التاريخية.
"من الواضح أن السوق كانت في ذروة الشراء تماماً في مايو، ومن المحتمل أن يكون تداول المشتقات القائم على زخم الذكاء الاصطناعي جزءاً من القصة"، بحسب دانييل ميغور، محلل المعادن والتعدين في "يو بي إس". أضاف: "هل رأينا معظم الفقاعات المرتبطة بذلك تزول من السوق؟ نعم، أعتقد أننا رأينا ذلك بالفعل".
من منظور أساسي، فإن النقص المرتقب في العرض من المحتمل أن يمنح المستثمرين الباقين الثقة للتمسك برهاناتهم، كما قال. ورغم أن الطلب ضعيف والسوق بشكل عام في حالة تشبع، فإن هناك توقعات متزايدة بأن المصاهر ستضطر قريباً إلى تقليل الإنتاج بعد انهيار رسوم المعالجة.
استقرار مرتقب
"هذا بالتأكيد كافٍ لإبقاء مواقف المستثمرين ثابتة إلى حد ما، وما لم تتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل أكبر، لا أتصور أننا سنشهد تصفيةً ضخمة في صفوف حاملي الأصول ذات الآجال الطويلة"، بحسب ميغور. تابع: "التهيئة لا تزال بناءة، وأعتقد أن السوق ستتجاوز هذا الضعف، وستتماسك في المدى القريب وتنتظر المحفزات المادية".
انخفض سعر النحاس 1% إلى 8932.50 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن اليوم الثلاثاء، متجهاً إلى أدنى مستوى إغلاق له منذ مارس.