واصلت الصناديق السيادية في السعودية والإمارات، المتمثلة في "صندوق الاسثمارات العامة السعودي" و"جهاز أبوظبي للاستثمار"، و"شركة مبادلة" الإماراتية، قيادة نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في النصف الأول من العام الجاري، بحسب تقرير "إرنست ويونغ".
التقرير أشار إلى أن صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شهدت نمواً 1% في عددها، و12% في قيمها عن الفترة نفسها من العام السابق، لتبلغ 49.2 مليار دولار، بحسب التقرير، الذي أشار إلى أن الإمارات والسعودية كانتا الوجهتين المفضلتين للمستثمرين، حيث استحوذتا على 152 صفقة في النصف الأول من 2024 بقيمة بلغت 9.8 مليار دولار، كما كانتا الدولتين الأكثر مشاركة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نشاط الاندماج والاستحواذ، سواءً من حيث عدد الصفقات أو من حيث قيمتها.
وفق التقرير، تركزت عشر من أكبر صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الأشهر الستة الأولى من العام في دول مجلس التعاون الخليجي. وتم تنفيذ أكبر صفقة في شهر فبراير الماضي، مع استحواذ شركة "كلايتون دوبيلير آند رايس" (Clayton Dubilier & Rice) وشركة "ستون بوينت كابيتال" (Stone Point Capital) ومبادلة للاستثمار على شركة "ترويست إنشورانس هولدينغز" (Truist Insurance Holdings)، مقابل 12.4 مليار دولار.
في مارس الماضي، استحوذت شركة الاستثمار المباشر "بي إيه جي" (PAG) و"مبادلة للاستثمار" و"جهاز أبوظبي للاستثمار" على حصة نسبتها 60% في وحدة مراكز التسوق التابعة لمجموعة "تشوهاي واندا" الصينية للإدارة التجارية (Zhuhai Wanda Commercial Management Group) مقابل 8.3 مليار دولار.
خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، لعبت عمليات الاندماج والاستحواذ العابرة للحدود دوراً مهماً، حيث ساهمت بنسبة 87% من إجمالي قيمة صفقات المنطقة، ما يمثل نمواً بنسبة 15% على أساس سنوي. وقد حافظت الولايات المتحدة بوصفها الجهة المفضلة للمستثمرين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع تسجيل 19 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 16.6 مليار دولار.
الصفقات الصادرة من المنطقة خلال هذه الفترة كانت المساهم الأكبر في نمو قيمة الصفقات. إذ نمت بنسبة 19% خلال النصف الأول من العام إلى 36.3 مليار دولار. واستحوذ قطاعا التأمين والعقارات على 57% من قيمة هذه الصفقات، نتجت أساساً عن صفقتين شاركت فيهما صناديق ثروة سيادية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. واستحوذت الولايات المتحدة والصين على نسبة 75% من قيمة هذه الصفقات، بحسب التقرير.
وبخصوص صفقات الاستحواذ الواردة إلى المنطقة، أشار التقرير إلى استحواذ شركات من أميركا الشمالية على الحصة الكاسحة، إذ ساهمت بنحو 98% من قيمة الصفقات التي تم إبرامها في النصف الأول من العام، وتركزت في قطاعات الشركات المهنية والخدمات، تلاها قطاع التكنولوجيا.
أما الصفقات المحلية، فشهد النصف الأول من 2024 إبرام صفقات داخلية بقيمة 6.4 مليار دولار، ما يمثل زيادة بنحو 13% على أساس سنوي، بحسب "إرنست ويونغ"، التي ذكرت أن شركات خليجية استحوذت على ما نسبته 85% من هذه الصفقات، ما يعكس المستوى العالي لنشاط الاندماج والاستحواذ داخل المنطقة.
ووفق التقرير، تم تنفيذ 94 صفقة داخل الإمارات والسعودية وبينهما، وهو ما يمثل 61% من إجمالي عدد صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. شهد قطاعا المنتجات الاستهلاكية والتكنولوجيا أعلى نشاط للصفقات المحلية، مثّلت 30% من إجمالي عدد الصفقات، كما ساهم قطاع العقارات، والذي يشمل المشاريع السياحية والترفيهية، بشكل رئيسي في قيمة هذه الصفقات بواقع 1.3 مليار دولار، وذلك على خلفية زيادة نشاط السياحة، والمشاريع الضخمة الجاري تنفيذها.