تنتعش أسواق الأسهم الخليجية هذا الصيف، بعد تراجعها خلال النصف الأول من عام 2024، حيث تجذب تقارير الأرباح القوية والتقييمات المنخفضة المستثمرين.
ارتفع مؤشر " إم إس سي آي" المجمّع لدول مجلس التعاون الخليجي 3.6% منذ بداية يوليو الجاري حتى إغلاق أمس الأربعاء، معززاً المكاسب التي حققها المؤشر خلال يونيو الماضي. وقاد مؤشر سوق دبي المالي الصعود بين مؤشرات المنطقة، كما ارتفعت مؤشرات أسواق أبوظبي والسعودية والكويت وقطر.
مع ذلك، لا تزال الأسهم في منطقة الخليج المكونة من ست دول منخفضة بالنظر إلى الأرقام منذ بداية عام 2024 حتى الآن، ويرجع ذلك إلى المخاوف بشأن النمو في المنطقة واتجاه أسعار النفط ومسار أسعار الفائدة في سوق تعتمد إلى حد كبير على أسهم البنوك.
تأثير طرح "أرامكو" الثانوي
أثر الطرح الثانوي لأسهم "أرامكو" السعودية بقيمة 12.4 مليار دولار بشكل خاص على سوق المملكة (الأكبر في المنطقة)، حيث أقبل المستثمرون على شراء أسهم العملاقة النفطية، إضافة إلى الاكتتابات العامة الأولية الأخرى في المنطقة.
قال حسنين مالك، رئيس أبحاث استراتيجية الأسهم لدى "تيليمر" (Tellimer) في دبي، إن الأسهم الخليجية ارتفعت بفضل عدة عوامل، منها: "أرباح الشركات المرنة، وتوزيعات الأرباح المتوقعة، وانخفاض تقييمات الأسهم مقارنة بمستوياتها السابقة". وأوضح أن هذه الدوافع بالإضافة إلى "تراجع المخاوف بشأن استنزاف السيولة بعد إتمام صفقة (أرامكو)، دعمت جميعاً الأسهم الخليجية في الآونة الأخيرة، وشكلت حائط صد أمام تراجع أسعار النفط مجدداً".
مع ذلك، لا يزال مؤشر " إم إس سي آي" للأسهم الخليجية أقل أداءً من نظيره للأسواق الناشئة في ظل استمرار المخاطر.، حيث ارتفع الثاني بنسبة 5% منذ مطلع عام 2024.
تحديات تواجه انتعاش الأسهم الخليجية
تراجعت أسعار النفط عن أعلى مستوياتها السنوية، وتواجه المشاريع الحكومية تأخيرات وتقليصات في الحجم، كما خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو في المملكة العربية السعودية، أكبر اقتصاد في المنطقة. ونتيجة كل ما سبق؛ يعتقد بعض المستثمرين أن هذا الانتعاش قد يكون محدوداً.
قال فيصل حسن، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "المال كابيتال" (Al Mal Capital): "لا أتوقع أن تحقق السوق الكثير من الانتعاش، وأن تظل تتحرك في نطاق محدود. وفيما يتعلق بالأرباح، الأمر يتطلب حدوث تحسن على أساس فصلي وسنوي -على حد سواء-. والأهم من ذلك، أن تتحسن التوقعات الخاصة بالفصول المقبلة".
وحتى الآن هذا الموسم، تجاوزت نتائج أعمال مصارف الإمارات التقديرات إلى حد كبير، بما في ذلك أكبر بنوكها– بنك أبوظبي الأول وبنك الإمارات دبي الوطني. وفي السعودية، كانت شركة "جرير للتسويق" وشركة الاتصالات السعودية من بين الشركات التي فاقت نتائج أعمالها التوقعات كذلك.