تراجع إقبال الصين على السلع الأساسية في يونيو، حيث أدى تعثر الاقتصاد إلى خفض الطلب على واردات عدد من المواد الخام الأساسية.
خلال الشهور الستة الأولى من 2024، اشترت أكبر دولة مستوردة في العالم كميات أقل من النفط، وفول الصويا، وزيت الطعام، واللحوم، والمطاط، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
يعد ذلك حدثاً غير معتاد في الأسواق التي تسجل عادة طلباً قياسياً كل عام في ضوء توسع الاقتصاد الصيني. وبدأت بعض واردات المعادن تتباطأ هي الأخرى، كما تراجع نمو مشتريات الفحم بشكل ملموس.
ترجح التوقعات تباطؤ معدل النمو الاقتصادي في الصين خلال الربع الثاني من العام الجاري، فيما أدى انكماش سوق العقارات، والأزمات المالية على مستوى الحكومات المحلية، وتصاعد الحمائية التجارية في جميع أنحاء العالم، إلى ظهور مجموعة من التحديات الجسيمة أمام صانعي السياسات النقدية، والتي سيدرسونها في الاجتماع الثالث للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الذي سيقام الأسبوع المقبل في بكين.
انخفاض شحنات النفط
تراجعت واردات النفط على أساس شهري وسنوي -على حد سواء- خلال يونيو إلى 46.45 مليون طن؛ فالتبني السريع للمركبات الكهربائية هناك ربما يعني أن طلب الصين على النفط قد يكون بلغ ذروته بالفعل، وانخفضت الشحنات بنسبة 2.3% منذ بداية 2024 وحتى الآن، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أما مشتريات الوقود المستخدم في محطات توليد الكهرباء فصمدت بشكل أفضل، وذلك رغم وفرة المخزونات وارتفاع الإسهام من الطاقة الكهرومائية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى، حيث تضع الصين أمن الإمدادات على رأس أولوياتها.
بالانتقال إلى الفحم، قفزت وارداته خلال يونيو على أساس شهري وسنوي إلى 44.6 مليون طن، فيما استقرت شحنات الغاز الطبيعي فوق مستوى 10 ملايين طن للشهر الثامن على التوالي. ومنذ بداية 2024 وحتى الآن، صعدت واردات الفحم بنسبة 13%، وذلك أدنى بكثير من نموها بنسبة 93% خلال الشهور الستة الأولى من 2023.
واردات الحديد والنحاس تتراجع
انخفضت واردات خام الحديد لأقل من 100 مليون طن لأول مرة في 4 أشهر، بعدما قلصت مصانع الصلب التي تعاني نقص السيولة مشترياتها. كما تراجعت صادرات خليط المعادن، والتي تعد وسيلة رئيسية لتخفيف حدة ضعف الاستهلاك المحلي، لأقل من 9 ملايين طن لأول مرة منذ فبراير.
تراجعت مشتريات الصين من النحاس غير المشغول لأدنى مستوى في 4 أشهر، بعد أن خفضت الأسعار القياسية العالمية في مايو الطلب الضعيف بالفعل. مع ذلك، ارتفعت واردات ركائز النحاس رغم ضيق الإمدادات العالمية، حيث تواصل المسابك زيادة قدرتها الإنتاجية.
أما صادرات الألمنيوم، فارتفعت قرب أعلى مستوى في سنتين، في ضوء ارتفاع الطلب الخارجي على المعدن رغم تقلص العلاوة السعرية على الشحنات المُصدرة.
تجاوزت مشتريات الصين من فول الصويا في يونيو عتبة 11 مليون طن، مسجلة أعلى مستوى منذ عام، حيث استفادت التجارة من انخفاض سعر الحبوب البرازيلية. إلا أن حجم تلك الواردات خلال النصف الأول من العام ما يزال أقل من مثيله في العام الماضي بنسبة 2.2%. وعلى النقيض من ذلك، استمر تراجع واردات السلع الزراعية الأخرى، حيث ينخفض الاستهلاك تدريجياً بضغط من تعثر الاقتصاد.