ينظر الخبراء الاقتصاديون إلى الضربة الاقتصادية التي ستنتج عن استبعاد المتفرِّجين الأجانب من حضور الألعاب الأولمبية في طوكيو، على أنَّها ثمن يستحق دفعه لكي يتمَّ تنظيم الحدث هذا العام.
وقال يوكي ماسوجيما، الخبير الاقتصادي في بلومبيرغ إيكونوميكس، إنَّ قرار السبت الخاص بمنع قدوم المتفرِّجين الأجانب سيكون له تأثير اقتصادي على ثالث أكبر اقتصاد في العالم، قد يصل إلى 600 مليار ين (5.5 مليار دولار)، بعد أخذ آثاره المتتالية في عين الاعتبار، التي قد تؤدي إلى إضعاف الاهتمام بزيارة اليابان مستقبلاً، مضيفاً أنَّ الضربة الفورية من مبيعات التذاكر المفقودة، وغرف الفنادق الفارغة ستقترب من مبلغ 250 مليار ين.
ثمن مستحق لإقامة الأولمبياد
وبرغم أنَّ قلة المشجِّعين في الخارج والملاعب المزدحمة ستخفِّف من بريق أكبر حدث رياضي في العالم، وستؤثِّر على قطاع الضيافة الذي راهن على زيادة عدد الزوار الأجانب، إلا أنَّ اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان المضي قدماً دون تعقيد المعركة ضد الفيروس، هو أمر أكثر أهمية للاقتصاد، وفقاً لاستنتاج المحللين.
وقال ماسوجيما: "يزيد القرار من جدوى إقامة الألعاب الأولمبية، وسيكون تنظيم الألعاب أمراً إيجابياً كبيراً لكي تتعافى ثقة الأعمال والمستهلكين، وكلاهما مهم لتعافي الاقتصاد الياباني"، مضيفاً أنَّ التكلفة ستصل إلى 3.5 تريليون ين، أو 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي، في حال تمَّ إلغاء الأولمبياد بالكامل.
وفي حين يعدُّ تقدير ماسوجيما الأعلى ضمن التوقُّعات الخاصة بتكلفة خسارة المشجِّعين الأجانب، لكنَّه لا يزال يشكِّل حوالي 0.1% فقط من حجم الاقتصاد الموزَّع عبر الوقت.
تقديرات متبانية للخسائر المتوقعة
وقدَّم اقتصاديون آخرون تقديرات أصغر للأضرار الناجمة عن استبعاد المشجِّعين الأجانب، فقد قدَّر الخبير الاقتصادي تاكاهيد كيوشي بمعهد "نومورا ريسيرتش إنستيتيوت ليميتيد"، وصول الأضرار إلى حوالي 191 مليار ين، في مقابل خسارة قدرها160 مليار ين، بحسب تقدير الخبير الاقتصادي شوجي تونوتشي بـ"ميتسوبيشي يو إف جيه مورغان ستانلي" .
وأشار الاقتصاديون أيضاً إلى أنَّ جميع الاستثمارات الخاصة بالأولمبياد تقريباً قد تمَّت بالفعل.
وقال هيروشي شيرايشي، كبير الاقتصاديين في "بي إن بي باريبا إس إيه": "كانت صناعات السياحة والفندقة وغيرها من القطاعات الخدمية واحدة من القطاعات القليلة المتنامية في الاقتصاد الياباني قبل الوباء، ومع التوقُّعات العالية للأولمبياد، قامت برفع قدراتها أيضاً، إلا أنَّ القرار نفسه منطقي، ولن يكون قراراً حكيماً إذا سمح بقدوم الأجانب والمخاطرة بنشر الفيروس مرة أخرى، في ظل التقدُّم البطيء في توزيع اللقاحات".
وكان من المتوقَّع أن تجلب الألعاب الأولمبية 207.9 مليار ين في إنفاق المشاركين والمتفرِّجين، إذا كانت قد أقيمت في ظروف طبيعية، وفقاً للخبير الاقتصادي يوتارو سوزوكي بمعهد "دايوا إنستيتيوت أوف ريسيرتش هولدينغز".
ويُقدِّر سوزوكي أنَّ المبلغ سينخفض إلى حوالي 140 - 150 مليار ين بدون متفرِّجين أجانب، وإلى 2 مليار ين فقط بدون أيِّ مشجِّع على الإطلاق.