تقلب السعر المرجعي غداً سيعطي مؤشراً عن مدى استمرار التزام بكين بسياسة دعم العملة

المستثمرون يترقبون تحركات اليوان غداً انتظاراً لدعم جديد من الصين

اليوان الصيني سجل أعلى مستوياته في أربع سنوات لكنه يواجه مقاومة من الدولار الذي يرتفع بدعم من سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي - المصدر: بلومبرغ
اليوان الصيني سجل أعلى مستوياته في أربع سنوات لكنه يواجه مقاومة من الدولار الذي يرتفع بدعم من سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يراقب المتداولون على نحو أكبر من المعتاد تغيرات السعر المرجعي اليومي لليوان الصيني يوم غد الإثنين، وذلك بحثاً عن أي إشارة على الدعم الرسمي بعدما شهدت العملة ضعفاً، مما دق ناقوس الخطر الأسبوع الماضي.

فبعد أن انخفض سعر اليوان مقابل الدولار إلى حافة النطاق المسموح به يوم الأربعاء الماضي، وقبل عطلة نهاية الأسبوع التي تستمر أربعة أيام، فإن ما يُسمى بتحديد السعر المرجعي للعملة قد يعطي إشارة فيما إذا كانت بكين ستدعم العملة بقوة أكبر، أم ستسمح بانخفاض معتدل في قيمتها. وباعتبار اليوان الصيني عملة استقرار لعملات المنطقة، فإن أي رسالة تؤدي إلى تقلب سعر صرفه يمكن أن تنتشر على نحو سريع إلى أسواق أخرى.

ارتفاع سعر صرف اليوان أو انخفاضه بشكل كبير عن السعر المرجعي الأخير عند 7.0950 لكل دولار، من شأنه أن يرسل إشارات بشأن قيام بكين بدعم اليوان أو التسامح مع انخفاض سعره، في حين أن أي شيء قريب منه قد يعني ضمناً أن الاستقرار هو الهدف. تدير الصين عملتها المحلية من خلال تحديد سعر مرجعي يومي مقابل الدولار في الساعة 9:15 صباحاً بالتوقيت المحلي، ويُسمح بالتداول في نطاق 2%.

استقرار اليوان هو الهدف

دائماً ما يكون صناع السياسات في الصين يقظين بشأن ضغوط العملة التي يمكن أن تمتد إلى الأسهم والسندات المحلية، على الرغم من حقيقة أن نشاط التصدير في البلاد يستفيد من ضعف اليوان. ويحظى الاستقرار بتقدير كبير لأن الانخفاض السريع في اليوان يمكن أن يؤدي أيضاً إلى حلقة مفرغة من خروج رؤوس الأموال وتفاقم الخسائر.

رغم ذلك، فخلال الشهر الماضي أدى تحديد سعر الصرف بأضعف من المتوقع إلى انخفاض قيمة اليوان ليسحب معه في هذا المسار الهابط كل نظرائه الآسيويين. وتلا ذلك سلسلة من الإجراءات القوية، وهو ما أدى إلى تباطؤ انخفاض اليوان ولكن على حساب إرسال إشارات متضاربة إلى المستثمرين حول نوايا بكين بشأن سعر العملة.

البيانات الاقتصادية تدعم الدولار

يحصل الدولار على الدعم حالياً من البيانات الاقتصادية الأميركية المرنة، والرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بوتيرة أقل مما تم تقديره سابقاً، وهو ما يلقي بظلاله على اليوان.

يقول ريتشارد فرانولوفيتش، رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي في شركة "ويستباك بانكينغ" (Westpac Banking): "ما اكتشفته الصين هو أنه كان هناك قدر كبير من انخفاض اليوان وضغوط بيعية تحت السطح بأكثر مما توقعوه على الأرجح. وهذا ما يحدث بشكل دوري عندما يكون لديك عملة مُدارة".

وأوضح أنه في حين أن بنك الشعب الصيني لديه "الكثير من القوة" لإدارة اليوان، فإن بيئة الاقتصاد الكلي تشير إلى مزيد من الضعف كلما تقدم العام.

حالة مزاجية متوترة

عندما سُئل أحد متداولي "ستونيكس فايننشال بيت" (StoneX Financial Pte) عن الحالة المزاجية في قاعة التداول في وقت تحديد سعر الصرف، أجاب أن"القلق كان سيد الموقف".

ويقول مينغز وو، متداول النقد الأجنبي في الشركة في سنغافورة: "بعد عمليات مماثلة لتحديد سعر الصرف، يكون الناس مخدرين، فيما يكون بنك الشعب الصيني سعيداً بالوضع حينها. لكن إذا انخفض سعر صرف اليوان مقابل الدولار بمقدار كبير، فأعتقد أن الذعر سينتشر".

أبقى بنك الشعب الصيني المعدل اليومي في نطاق ضيق هذا العام حيث انخفض مقياس تقلب سعر الصرف المرجعي إلى أدنى مستوياته منذ ما قبل صدمة تخفيض قيمة اليوان في عام 2015. وقال جو وانغ، رئيس استراتيجية تداول العملات الأجنبية وأسعار الفائدة في الصين لدى بنك "بي إن بي باريبا": "التثبيت دون 7.10 سيعني اتباع نمط ثابت".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك