تتجه 3 من أكبر الشركات السعودية المدرجة في قطاع إنتاج الأغذية إلى توظيف نحو 24.5 مليار ريال خلال السنوات المقبلة، وفقاً لما أظهرته النتائج المالية والإعلانات الصادرة عن هذه الشركات خلال الأسابيع الماضية، وجمعتها "الشرق".
وتكتسب مثل هذه الخطط أهمية خاصة بالنسبة للسعودية كونها تساهم في تعظيم دور القطاع الخاص في دعم الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاعات حيوية رئيسية.
خطط الشركات
تأتي شركة "المراعي" في صدارة الشركات من حيث قيمة الاستثمارات المخطط توظيفها. وتبلغ قيمة استثماراتها أكثر من 18 مليار ريال (4.8 مليار دولار) حتى عام 2028، منها 7 مليارات للتوسع في قطاع الدواجن، و5 مليارات لتعزيز المنتجات الأساسية الحالية، فيما خصصت نحو مليار ريال للدخول في قطاعات جديدة.
المغرب يرصد 11 مليار دولار حتى نهاية العقد لتعزيز أمنه الغذائي
وتضمنت خطة شركة "التنمية الغذائية" توجهاً لاستثمار نحو 4.5 مليار ريال بحلول عام 2030، وفقاً لما أكدت عليه الشركة في تواصل مع موقع "الشرق " عبر البريد الإلكتروني. ومهدت للدخول في شراكات عالمية مع شركات متخصصة لدعم تنفيذ هذه الخطة.
أما الشركة "الوطنية للتنمية الزراعية" (نادك)، فقد رفعت رأس مالها بقيمة 2 مليار ريال عن طريق أسهم حقوق أولوية، وهي تهدف إلى الدخول في مشاريع جديدة كما هو الحال مع اللحوم الحمراء والخضار والفاكهة، فيما خُصص جزء من هذه الخطة للاستثمار في الألبان ومشتقاته كقطاع قائم حالياً.
قطاع الدواجن تحت المجهر
أضحى قطاع الدواجن تحت المجهر، مع استقطابه مزيداً من اهتمام شركات القطاع الخاص. وتعززت جاذبيته الاستثمارية على وقع مستهدفات الجهات الحكومية المعنية لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن إلى 80% حتى 2025. وتوفير ممكنات عدة من بينها توفير صندوق التنمية الزراعية تمويلاً يصل إلى نحو 70% من التكلفة الاستثمارية عند استخدام التقنيات الحديثة.
"سالك" السعودية تستثمر بأكبر منتجة دواجن في البرازيل
وتتجلى الجاذبية الاستثمارية للقطاع، مع تسارع وتيرة الاستثمارات المستقطبة إليه من شركات محلية وأخرى عالمية. فشركة "جي. بي. إس" (JBS) البرازيلية اتخذت خطوات لافتة لتأسيس مشروع لإنتاج اللحوم الدواجن في منطقة القصيم باستثمارات قد تصل إلى مليار دولار.
أكبر شركة لحوم ودواجن بالعالم ترصد ملياري دولار للسعودية
وسجلت الأسابيع الماضية استحواذ شركة "المنجم للأغذية" على 17% من أسهم شركة "بلدي" للدواجن للتجارة المدرجة في سوق "نمو". وحول أهمية هذه الصفقة في مسار نموها، يقدّر عبد العزيز تركي الشهراني الرئيس التنفيذي في شركة "بلدي" في اتصال "الشرق" العائد على الاستثمار في قطاع الدواجن بنحو 10% سنوياً، لافتاً إلى أن مبادرات الدعم عززت جاذبية القطاع أمام شركات القطاع الخاص. ويضيف أن من شأن الاستحواذ تعزيز حصة شركة "بلدي" في مجال الدواجن المجمدة.
مصادر التمويل والتمكين
من شأن الحديث عن ضخ المزيد من الاستثمارات، أن يفتح الباب على تساؤل حول أساليب تمويل الخطط المطروحة. فشركة "المراعي"، أوضحت أن التمويل سيتم من التدفقات النقدية التشغيلية. في المقابل، دخلت شركة التنمية الزراعية في شراكة مع شركة "إم إتش بي" (MHP) لتطوير وتشغيل منشآت لتربية الدواجن. ومع تولي صندوق التنمية الزراعية مهام التمويل، تلعب هذه الشراكة دوراً مهماً في استقطاب خبرات صناعية أجنبية إلى القطاع عبر سلسلة القيمة، بما يساهم في تعميق كفاءته.
وسبق للمملكة العربية السعودية أن أطلقت على مدى السنوات القليلة الماضية مبادرات استراتيجية عدة لتمكين القطاع الخاص وتعزيز مساهمته في الأمن الغذائي ودعم جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاعات عدة.
135 مليار ريال حصيلة التمويلات التنموية السعودية في 2022
وعملت وزارة البيئة والمياه والزراعة على إطلاق استراتيجية تضم نحو 59 مبادرة متنوعة، تدعم شركات الخاص والمنتجين في قطاعات الإنتاج الرئيسية كالثروة الحيوانية والسمكية، الدواجن وغيرها، كما شملت مبادرات الدعم دعم الأعلاف وسواها. بدورها، اعتمدت هيئة الأمن الغذائي السعودية استراتيجيات وممكنات حيوية من بينها برنامج الاحتياطي والخزن الاستراتيجي للأغذية.
ولعب صندوق الاستثمارات العامة من خلال استراتيجيته دوراً حيوياً في تمكين الشركات المعنية في الأغذية، وهو ما تُرجم في مراحل أولى في نقل ملكية حصصه في شركات المراعي والشركة "الوطنية للتنمية الزراعية" (نادك) والشركة "السعودية للأسماك"، لتصبح تحت مظلة الشركة "السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني" (سالك)، التي رفعت ملكيتها في "نادك" من 20% في منتصف 2020 إلى 39% حالياً.