رفعت وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية من توقُّعاتها لنمو الاقتصاد العالمي مع تحسُّن الآفاق خلال العام الجاري مع زيادة الدعم المالي بشكل حادٍّ، وتكيُّف الاقتصادات مع التباعد الاجتماعي، وزخم عمليات التطعيم.
وتوقَّعت "فيتش" في تقريرها الأخير عن آفاق الاقتصاد العالمي الصادر اليوم الأربعاء أن يتوسع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 6.1% هذا العام، مقابل 5.3% في توقعات ديسمبر 2020.
وأشارت الوكالة إلى أنَّ نتائج الناتج المحلي الإجمالي كانت أقوى من المتوقَّع في الربع الرابع من عام 2020، لا سيَّما في أوروبا والأسواق الناشئة، مما قلَّص انكماش الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 3.4% في عام 2020 ككل ، مقارنةً بتوقُّعات بانخفاض نسبته 3.7%.
ووفقاً لذلك تتوقَّع "فيتش" أن يكون الناتج المحلي الإجمالي العالمي أعلى بنسبة 2.5% في عام 2021 عمَّا كان عليه في عام 2019.
وقال بريان كولتون ، كبير الاقتصاديين في "فيتش": "الوباء لم ينتهِ بعد ، لكنَّه بدأ يبدو كأنَّنا دخلنا المرحلة الأخيرة من الأزمة الاقتصادية".
التعديلات على توقعات النمو
وتتوقَّع وكالة "فيتش" الآن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 6.2% في عام 2021 مقابل 4.5% في التوقُّعات السابقة، والصين عند 8.4% (من 8.0%)، ومنطقة اليورو عند 4.7% (دون تغيير). على أن يبلغ النمو في الأسواق الناشئة باستثناء الصين 6.0% (ارتفاعاً من 5% في التوقُّعات السابقة في ديسمبر).
وأشارت الوكالة إلى أنَّ الدافع الرئيسي لمراجعة التوقُّعات العالمية هو حزمة التحفيز المالي الأكبر بكثير من المتوقَّع، التي تمَّ تمريرها مؤخَّراً في الولايات المتحدة بقيمة 1.9 تريليون دولار أمريكي. كما تمَّ الإعلان عن المزيد من التيسير المالي في المملكة المتحدة، وإيطاليا، واليابان، وألمانيا، والهند، في حين أنَّ صندوق الانتعاش الأوروبي سيوفِّر دفعة كبيرة لنمو منطقة اليورو في عام 2022.
وأضافت أنَّ الصين هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي بدأ تطبيع إعدادات سياسة الاقتصاد الكلي، إذ يتمُّ تقليص العجز المالي، وتباطؤ نمو الائتمان مع نضوج الانتعاش الاقتصادي.
وأوضحت "فيتش" أنَّ طرح اللقاح اكتسب زخماً، لا سيَّما في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وشهدت منطقة اليورو بداية أبطأ، ولكنَّ البرنامج سيتسارع في الربع الثاني، ولا يزال من المعقول افتراض أنَّ الأزمة الصحية ستخفُّ مع حلول منتصف العام، مما يسمح للتواصل الاجتماعي بالبدء في التعافي، ولكنَّ تأخيرات أو مشاكل التحصين تظلُّ الخطر السلبي الرئيسي للتنبؤات.