تسافر وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين هذا الأسبوع إلى الصين للمرة الثانية خلال تسعة أشهر، بهدف الضغط على نظرائها بشأن تراكم القدرة الصناعية الفائضة التي تشكل تهديداً لبقية اقتصادات العالم.
أعلنت وزارة الخزانة يوم الثلاثاء أن يلين ستقضي يومين في مدينة غوانغزو، المركز التجاري والتصنيعي الجنوبي، ابتداءً من 5 أبريل قبل أن تتوجه إلى بكين ليومين آخرين بهدف إجراء محادثات.
من المقرر أن تجتمع مع قيصر السياسة الاقتصادية في الصين، نائب رئيس مجلس الدولة هي ليفنغ، إلى جانب سلفه ليو هي، الذي يقول المحللون إنه ما زال يحتفظ بالنفوذ. وستجتمع يلين أيضاً مع محافظ بنك الشعب الصيني بان غونغ شنغ ووزير المالية لان فوان.
تشويه الاقتصاد
دبت الحياة في العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل متواصل منذ التقى الرئيسان جو بايدن وشي جين بينغ شخصياً في نوفمبر. أعاد بايدن وشي الاتصال عبر الهاتف يوم الثلاثاء في أول اتصال فردي بينهما منذ ذلك الاجتماع. وشكلت وزارة يلين العام الماضي مجموعتي عمل منفصلتين مع نظرائها الصينيين لمناقشة القضايا الاقتصادية والمالية.
بالكاد ساهم إحياء التفاعل بين الطرفين في حل أي من الخلافات العميقة. وقبل أسبوع واحد فقط من رحلتها، انتقدت يلين استخدام الصين للإعانات لمنح مصنعيها في الصناعات الرئيسية الجديدة ميزة تنافسية. وخلال زيارة إلى منشأة لتصنيع الخلايا الشمسية في جورجيا، والتي تم إغلاقها بسبب الواردات الرخيصة من الصين، حذّرت من أن الاستثمار الصيني المفرط والقدرة الفائضة يشوهان الاقتصاد العالمي.
قالت وزارة الخزانة في بيان "الوزيرة يلين ستدعو العمال والشركات الأميركية إلى ضمان معاملتهم بشكل عادل، بما في ذلك عن طريق الضغط على نظرائهم الصينيين بشأن الممارسات التجارية غير العادلة والتأكيد على العواقب الاقتصادية العالمية للقدرة الصناعية الصينية الفائضة".
أمور أخرى
من المرجح أن تواجه يلين انتقادات بسبب جهود إدارة بايدن لتمويل نهضة التصنيع الأميركي، وخاصة في أشباه الموصلات والطاقة الخضراء، من خلال الدعم الحكومي. ورفعت الصين الشهر الماضي دعوى أمام منظمة التجارة العالمية بشأن دعم السيارات الكهربائية.
من بين المواضيع الأخرى التي من المرجح أن تكون على رأس جدول الأعمال إحجام الصين عن المساعدة في تسريع إعادة هيكلة ديون الدول الفقيرة، والجهود المشتركة لمكافحة غسل الأموال والاستقرار المالي. وقد يثير وفد وزارة الخزانة مسألة اتخاذ إجراءات صارمة ضد التدفقات المالية وراء تجارة الفنتانيل، وفقاً لشخص مشارك في التخطيط للمحادثات.
صرح مسؤول كبير بوزارة الخزانة للصحافيين يوم الإثنين بأن الوفد الأميركي سيكون حريصاً على الاستماع إلى نظرائه وهم يشرحون كيف يمكن للصين تحقيق هدف النمو الحكومي البالغ 5% لهذا العام، وكيف يتعاملون مع الركود المستمر في قطاع العقارات في البلاد.
أثناء وجودها في غوانغزو، يُنتظر أن تلتقي يلين، وانغ وي تشونغ، حاكم مقاطعة قوانغدونغ، أكبر مصدّر في الصين وواحد من أغناهم. كذلك ستلقي كلمة في حدث تستضيفه غرفة التجارة الأميركية في الصين.
أما في بكين وخلال الفترة من 7 إلى 8 أبريل، ستحضر وزيرة الخزانة أيضاً اجتماعاً مع الطلاب والأساتذة في جامعة بكين.