تحديد سعر مرجعي قوي يعد إشارة واضحة من السلطات بأنها لن تسمح بتهاوي العملة بشكل أكبر

اليوان يتعافى بعد رسالة دعم قوية من المركزي الصيني

مبنى بنك الشعب الصيني في بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
مبنى بنك الشعب الصيني في بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تقلصت خسائر اليوان الصيني المسجلة الجمعة الماضية بعدما أشار البنك المركزي في البلاد إلى دعمه للعملة المُدارة من خلال تحديد سعر مرجعي يومي أقوى من المتوقع.

حدد بنك الشعب الصيني سعراً مرجعياً لليوان عند 7.0996 لكل دولار يوم الاثنين مقارنة بتوقعات المحللين الذين شاركوا في استطلاع "بلومبرغ" الذين قدروا تحديده عند 7.2222، وهو أكبر توجه لتعزيز العملة منذ نوفمبر. يأتي ذلك مقارنة بسعر مرجعي قدره 7.1004 في الجلسة السابقة.

ارتفع سعر اليوان المتداول داخل بر الصين الرئيسي بنسبة 0.5% إلى 7.1902 يوان للدولار، وهو أعلى مستوى له منذ ديسمبر. وكانت البنوك الحكومية تبيع الدولارات داخل البلاد، كما كانت هناك علامات على شح السيولة باليوان في الخارج، مما دعم العملة أيضاً، وفقاً لمتداولين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً.

اليوان يهبط لأدنى مستوى في 4 أشهر متجاوزاً المستوى الرئيسي

قال خون غوه، رئيس أبحاث آسيا في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية (Australia & New Zealand Banking Group)، إن "تحديد سعر مرجعي الآن يعد إشارة واضحة من السلطات بأنها لن تسمح بتهاوي اليوان بشكل أكبر. وكانت تحركات يوم الجمعة الماضي عبارة عن رد فعل مبالغ فيه من جانب السوق، وجاء تحديد السعر المرجعي اليوم موجهاً بقوة لتصحيح هذا الوضع".

اليوان مصدر استقرار للعملات الأخرى

كانت العملة الصينية مصدراً للاستقرار في سوق العملات الأجنبية العالمية ومرساة لأقرانها الإقليميين، وفقاً لخبراء استراتيجيين. ولا شك أن إشارة المسؤولين بأنهم قد يسمحون بمخاطر ضعف اليوان، تزيد التقلبات التي قد تمتد إلى أسواق العملات الإقليمية والعالمية.

تراجع اليوان المتداول داخل بر الصين الرئيسي بأكبر قدر منذ أكثر من شهرين يوم الجمعة، حيث راهن المتداولون على أن تحديد سعر مرجعي في ذلك اليوم يوضح أن المسؤولين منفتحون على انخفاض قيمة العملة. وجدير بالذكر أن اليوان ضعف مؤخراً بشكل يتجاوز المستوى المراقب عن كثب البالغ 7.20 مقابل الدولار، الذي كان بمثابة مستوى دعم رئيسي للعملة منذ نوفمبر.

قال أليكس لو، المحلل الاستراتيجي الكلي لدى "تي دي سيكيورتيز" (TD Securities): "نتوقع أن يتخذ بنك الشعب الصيني خطوات أكثر لمنع ضعف اليوان بشكل أكبر في الوقت الحالي وأن يمنع التقلبات الحادة بين اليوان المتداول داخل البلاد وخارجها، خاصة بعد رد فعل السوق الذي شوهد الجمعة الماضية".

الصين تبقي على أسعار الفائدة دون تغيير للحد من تقلبات اليوان

ويعد دعم اليوان أمراً حيوياً لاستقراره هذا العام مع استمرار اقتصاد الصين في مواجهة سلسلة من الأزمات، مثل تباطؤ سوق العقارات وضعف المعنويات السوقية. كما يواجه البنك المركزي تحدياً حساساً، حيث يحاول الحفاظ على سياسة نقدية داعمة مع إبقاء ضغوط التدفقات الرأسمالية الخارجية ضمن إطار مرونة سعر الدولار.

تعتقد شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets) أن اليوان ربما يستمر في التراجع نحو مستويات شوهدت خلال العام الماضي، لكن الوتيرة ستكون تدريجية هذه المرة. كما قال ألفين تان، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في آسيا بالشركة، إن العملة لا يزال بإمكانها الوصول إلى مستوى 7.30 للدولار في المستقبل، "لكن هذا لن يحدث خلال يوم أو يومين" حسب قوله.

تأثير ضعف الين على اليوان

على صعيد العملات الأخرى، جاءت خطوة بنك الشعب الصيني بعد تحذير قوي من جانب مسؤول بوزارة المالية اليابانية ضد المضاربات التي تضعف الين، عقب التراجع الأخير الذي شهدته العملة. وصرح نائب وزير المالية الياباني للشؤون الدولية ماساتو كاندا للصحفيين يوم الاثنين بأن بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة دون استبعاد أي شيء.

"سويفت": اليوان يتجاوز الين في حصة المدفوعات العالمية

من جانبها، قالت تشارو تشانانا، رئيسة استراتيجية العملات الأجنبية في "ساكسو ماركتس" (Saxo Markets)، إن السلطات الصينية قد تشعر بالقلق بشأن الجانب التنافسي للين الأضعف، وهذا القلق قد يزداد إذا واصل الين الانخفاض. ولا تبتعد العملة اليابانية، التي تقف عند حوالي 151 يناً للدولار، عن أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وإذا انخفض سعر الين بأكثر من 152 يناً مقابل الدولار، "فمن المحتمل أن يسمح بنك الشعب الصيني بتراجع سعر اليوان داخل البلاد بشكل أكبر نحو 7.25"، وفقاً لما قالته تشانانا.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك